غداة إعلان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت عن أدلة على مسؤولية النظام السوري عن استخدام "الكيماوي" في بلدة خان شيخون بريف محافظة إدلب في 4 الجاري، أكد الجيش الإسرائيلي أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد مازالت تملك بضعة أطنان من الأسلحة الكيماوية، التي وافق على تدميرها بالكامل عام 2013 بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا مع الولايات المتحدة.

وأفاد متحدث عسكري وكالة "رويترز" بأن ضابطا كبيرا بالجيش الإسرائيلي قال في إفادة للصحافيين شرط حجب اسمه، "لاتزال بضعة أطنان من الأسلحة الكيماوية" في أيدي القوات السورية، موضحا أن الكمية تصل إلى ثلاثة أطنان.

Ad

ورغم أن التحقيق جار في الأمر، رفضت منظمة حظر الأسلحة الدولية، في لاهاي أمس، على اقتراح روسي - إيراني لتشكيل فريق جديد للتحقيق في هجوم خان شيخون، ومعرفة إذا كان "الكيماوي" استخدم فعليا وكيف وصل إلى الموقع.

ويدعو المقترح كذلك المحققين لزيارة مطار الشعيرات، الذي قصفته الولايات المتحدة بعد الهجوم "للتحقق من المزاعم المتعلقة بتخزين أسلحة كيماوية" فيه.

اجتماع طهران

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن خبراء من الدول الضامنة للهدنة اتفقوا خلال اجتماعهم في طهران، يومي الثلاثاء والأربعاء، على عقد اجتماع آخر يوم 2 مايو عشية اجتماع "أستانة" الرابع المقرر في 3 و4 منه، موضحة أنهم بحثوا أيضا مسودات وثائق تتعلق بنظام وقف إطلاق النار والحفاظ عليه وتبادل الأسرى والمختطفين.

وأوضحت "الخارجية" الإيرانية أن وفدا من خبراء الأمم المتحدة انضم إلى الاجتماعات الثلاثية بصفة مراقب وقدم "خبرة ومساعدة تقنية لا تقدر بثمن"، مؤكدة ضرورة الاهتمام في آن واحد بجميع أبعاد الأزمة "العسكرية والسياسية والإنسانية ومكافحة الإرهاب والحل السوري - السوري".

وفي جنيف، أعلن المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا تأجيل اللقاء الثلاثي المقرر يوم الاثنين المقبل بين الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة بعد إعلان إدرة الرئيس دونالد ترامب أنها لن تستطيع المشاركة الآن، مؤكدا أنه سيلتقي نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لبحث التحضير لمفاوضات جنيف واجتماعات أستانة.

بدوره، أكد نائبه للشؤون الإنسانية إيان إيغلاند أن قدرة فريقه على الوصول للمناطق المحاصرة تراجعت مقارنة بالعام الماضي، لافتا الى أن الوضع الإنساني صعب.

وأوضح في مؤتمر صحافي أن جهات الصراع تعطي أولوية للمواقف العسكرية دون اهتمام بالمدنيين، موضحا أن "سكان البلدات الأربع أجبروا على ترك مناطقهم بسبب القصف والتجويع".

وفي انتظار إكمال طريقهم الى وجهاتهم النهائية بعد إجلائهم، توقف أكثر من 3 آلاف شخص، بعضهم منذ 24 ساعة، في منطقتين قريبتين من مدينة حلب انتظار لإطلاق سراح مئات المعتقلين وفقا لاتفاق "البلدات الأربع".

وبعد نحو 24 ساعة على وصولها الى منطقة الراشدين، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، لاتزال 45 حافلة تقل أهالي الفوعة وكفريا تنتظر لإكمال طريقها الى مدينة حلب، فيما تنتظر 11 حافلة آتية من ريف دمشق منذ نحو 12 ساعة في منطقة الراموسة القريبة التي تسيطر عليها قوات النظام لتتوجه الى محافظة إدلب.

وعادت بلدات الزبداني ومضايا وبقين إلى سيطرة النظام، بعد خروج آخر مقاتلي المعارضة وأسرهم منها، وفق وسائل إعلام مؤيدة للنظام أشارت إلى أنه لم تبد آثار أضرار كبيرة في المدن الثلاث.

الى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أميركية، أن "قوات النظام نقلت معظم أو كل طائراتها العسكرية إلى المنطقة المحيطة بقاعدة حميميم الروسية"، موضحة أن "الأسد يلجأ، بهذا الإجراء، إلى حماية الكرملين".