في وقت تشهد العلاقات بين مصر السودان التباسا في ملفات عدة، توافقت القاهرة والخرطوم أمس على عدم إيواء أو دعم مجموعات معارضة لحكومتيهما خلال لقاء في الخرطوم هدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية.وصرح وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور أمس، إثر لقائه نظيره المصري سامح شكري، «نجدد موقفنا الثابت الذي اتفق عليه خلال اجتماعات لجنة التشاور السياسي الأخيرة في القاهرة، بعدم السماح بانطلاق أي أنشطة للمعارضة المصرية من الأراضي السودانية».
وشدد الغندور على أهمية تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية المختصة في البلدين، من خلال الآليات المتفق عليها لـ»سد الثغرات وتعزيز الثقة والالتزام بعدم إيواء أي من بلدينا لأي عناصر ناشطة ومناوئة للبلد الآخر خاصة تلك التي تحمل السلاح».من جهته، قال شكري: «أكرر التزامنا العمل يدا بيد مع أشقائنا بالسودان من أجل دعم العلاقات المميزة والمتجذرة بين شعبي وادي النيل».وأضاف ان «نظرة سريعة إلى التحديات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية كفيلة بأن تبرز بوضوح حاجاتنا للكثير من التكافل والحوار حول القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تعاظم خطر الإرهاب والتطرف».واطلع شكري الرئيس السوداني عمر البشير على نتائج مباحثات لجنة المشاورات السياسية بين البلدين، والتي شهدت الاتفاق على ميثاق شرف إعلامي بين البلدين.ونقل وزير الخارجية المصري، خلال زيارته للعاصمة السودانية أمس، رسالة شفوية من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى نظيره السوداني، وصرح المتحدث باسم الخارجية، أحمد أبوزيد، بأن الرسالة أكدت عمق واستراتيجية العلاقات بين البلدين، وأهمية الحفاظ عليها، وتأكيد أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار السودان والعكس.ومنذ 2004، كان المصريون يدخلون الأراضي السودانية بدون تأشيرة، وأعلنت الخرطوم أن قرار فرض التأشيرة في بداية أبريل يهدف إلى منع تسلل «الإرهابيين».وشهدت العلاقات بين الخرطوم والقاهرة توترا في الأشهر الأخيرة، وهدد البشير بأن يحيل إلى الأمم المتحدة خلافا مع مصر حول أراض، متهما القاهرة بدعم معارضين سودانيين، بينما اتهمت وسائل الإعلام المصرية الخرطوم مرارا بإيواء عناصر في جماعة «الاخوان» التي تعتبرها القاهرة «ارهابية» منذ عام 2013.
رسالة حاسمة
إلى ذلك، استقبل السيسي وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، في مقر الرئاسة المصرية أمس، بحضور وزير الدفاع صدقي صبحي، ونائبة مستشار الأمن القومي الأميركي للشؤون الاستراتيجية دينا باول، والسفير الأميركي بالقاهرة ستيفن بيكروفت.وتعد زيارة ماتيس الأولى له لمصر منذ توليه منصبه يناير الماضي، فيما قال المتحدث باسم الرئاسة علاء يوسف إن السيسي رحب بزيارة الوزير الأميركي، التي تأتي ضمن جولة في المنطقة، معربا عن تطلعه لاستكمال التباحث مع ماتيس حول سبل تعزيز التعاون العسكري القائم بين البلدين، بعد اللقاء البناء الذي عقداه في مقر «البنتاغون» خلال زيارة السيسي لواشنطن مطلع أبريل الحالي.وذكر يوسف أنه تم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين، ومناقشة سبل تعزيزه وتطويره، في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم، وملف مكافحة الإرهاب، إذ أكد الرئيس ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب، وتوجيه رسالة حاسمة إلى الدول التي تدعم الإرهاب بضرورة إيقاف تمويل التنظيمات الإرهابية أو مدها بالسلاح والمقاتلين.وأكد الرئيس السيسي قوة العلاقات المصرية الأميركية، وما تتميز به من طابع استراتيجي، وصمودها أمام الكثير من التحديات الصعبة خلال السنوات الماضية، مؤكدا حرص القاهرة على أن تشهد العلاقات الثنائية انطلاقة قوية في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، فيما أعرب ماتيس عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية.النجم الساطع
في السياق، قال مصدر مصري رفيع المستوى، لـ»الجريدة»، إن لقاء السيسي بماتيس، كان مثمرا جدا، مرجحا أن يتم استئناف مناورات «النجم الساطع» بين أميركا ومصر، خلال الفترة المقبلة، وهي المناورات التي توقفت منذ سنوات.وتوقع أن تزيد واشنطن حجم المساعدات العسكرية لمصر خلال الفترة المقبلة، خاصة تلك المتعلقة بجهود مكافحة الإرهاب، كاشفا نية أميركا دعم مصر بمعدات عسكرية حديثة قريباً.مقتل 19
في سيناء، قتل مجند شرطة وأصيب مواطن أمس، نتيجة انفجار عبوة ناسفة بمنطقة ساحل البحر بالعريش شمالي سيناء، أثناء مرور مدرعة شرطة، فيما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة مقتل 19 «تكفيريا» شديدي الخطورة، بينهم رئيس اللجنة الشرعية بتنظيم ولاية سيناء، خلال حملات لقوات الجيش بسيناء، وقال في بيان رسمي إن «القوات الجوية نجحت في استهداف وتدمير عدة بؤر إرهابية».في السياق، وبعد نحو 24 ساعة من هجوم إرهابي على كمين أمني بالقرب من دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، الثلاثاء الماضي، أسفر عن مقتل أمين شرطة، وإصابة 3 آخرين، أعلنت وزارة الداخلية، أمس الأول، مقتل المتهم الرئيسي في الواقعة، في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة أثناء محاولات إلقاء القبض عليه.من جهة أخرى، اجتمع السيسي برئيس الحكومة شريف إسماعيل ووزير البترول طارق الملا، أمس، مؤكدا أهمية العمل على تطوير قطاع البترول والثروة المعدنية في مصر، باعتباره ركيزة للاقتصاد الوطني، والعمل على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال، فيما وعد وزير البترول بالانتهاء من خطة الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي خلال عام 2018.