مصر : رسلان لـ الجريدة•: لا انفراجة في العلاقات مع السودان
مدير وحدة وادي النيل بـ «مركز الأهرام»: اتفاق مبادئ سد النهضة اعتمد «الاحترام» بدلاً من «الإلزام»
كشف مدير وحدة وادي النيل في مركز «الأهرام للدراسات الاستراتيجية»، هاني رسلان، أن ثغرات قانونية حدثت في «اتفاق المبادئ» الذي وقَّعته مصر وإثيوبيا والسودان، مارس 2015، رفعت الإلزام القانوني عن أديس أبابا، فيما يخص التقارير التي ستصدر عن الآثار الجانبية لبناء «سد النهضة» على دول المصب.
وأكد رسلان، خلال مقابلة مع «الجريدة»، أن العلاقة بين مصر والسودان تشهد «أزمة مكتومة»، ورأى أن القاهرة تسعى للجم التحالف السوداني الإثيوبي عبر إعادة بناء علاقات قوية مع دول أعالي النيل... وفيما يلي التفاصيل:
وأكد رسلان، خلال مقابلة مع «الجريدة»، أن العلاقة بين مصر والسودان تشهد «أزمة مكتومة»، ورأى أن القاهرة تسعى للجم التحالف السوداني الإثيوبي عبر إعادة بناء علاقات قوية مع دول أعالي النيل... وفيما يلي التفاصيل:
• لماذا عادت العلاقات المصرية السودانية إلى نقاط الخلاف مجدداً؟
- هناك أزمة مكتومة بين البلدين، وكل التصريحات التي يدلي بها الرئيس السوداني عمر البشير تعكس بشكل كبير ذلك التوتر، كما أن حملة التشنيع ضد مصر وقيادتها، من قبل الإعلام السوداني لا تتوقف، فضلاً عن أن القرار السوداني الأخير بوقف استيراد المنتجات المصرية، يشير إلى عمق الأزمة، ولا أتوقع ثمة انفراجة في علاقات البلدين، على الرغم من تبادل زيارات المسؤولين من الجانبين.
• كيف ترى تطورات أزمة سد النهضة الأثيوبي؟
- لا جديد، فالأطراف الثلاثة في انتظار انتهاء تقارير المكتبين الاستشاريين، التي سيترتب عليها مفاوضات حول السياسة المائية لسد النهضة، ووفقاً لاتفاق إعلان المبادئ الذي وقعته مصر وإثيوبيا والسودان، فإن أديس أبابا تعمدت وضع كلمة «احترام» لا «التزام» بنتائج الدراسات الفنية، لأن مفردة «التزام» سيترتب عليها وضع قانوني، أما «احترام» فسوف تمنح إثيوبيا مرونة للحركة حال حدوث خلاف في التعاطي مع تقارير المكتبين، ومن هنا ستراوغ إثيوبيا وستطلب اللجوء إلى استشاري، بحجة التحكيم في الخلاف حول وجهات النظر.• ماذا عن الموقف السوداني من السد؟
- السودان متحالفة منذ البداية مع إثيوبيا، والأمر مر بعدة مراحل، إذ قال البشير أولا إنه وسيط بين مصر وإثيوبيا، ثم ذكر أنه طرف ثالث، ثم زار إثيوبيا، ما حدد شكل تحالف بلاده مع أديس أبابا، إذ أعلن البشير أن الخرطوم حليفة أديس أبابا، أمنياً وعسكرياً واقتصادياً.• كيف يمكن للقاهرة أن تحجِّم آثار التحالف السوداني الإثيوبي على مصالحها؟
- مصر الآن تنشط في العلاقات مع اريتريا وجنوب السودان والصومال وأوغندا وكينيا وتنزانيا، وهي دول أعالي النيل، وكل هذه الدول تحظى باهتمام كبير ومتفاوت في المستوى مع مصر وهذا توجه عام وليس موجهاً ضد دولة بعينها، والتحالف المصري مع هذه الدول يحفظ المصالح المصرية والأمن القومي المصري، كما أن القاهرة الآن لديها حضور بتمثيل رفيع في جميع المحافل الإفريقية.• يرى البعض أن الخروج من المأزق الاقتصادي المصري يكمن في التوجة نحو إفريقيا، ما تعليقك؟
- الاتجاه إلى إفريقيا مطلوب وقائم ويمثل أهمية خاصة للأمن القومي المصري، لاسيما في منطقة حوض النيل والقرن الإفريقي، أما كونه يمثل حلاً للأزمة الاقتصادية، فلا أعتقد ذلك، فالمشاكل الاقتصادية المصرية نتاج تراكمات طويلة تمتد عقودا، ونأمل أن تكون إجراءات الإصلاح الاقتصادي حلاً جذرياً لتلك المشاكل.• ما تقييمك لأداء مصر في تجمع «الكوميسا» الاقتصادي؟
- الكوميسا (السوق المشترك لشرق وجنوب إفريقيا) تجمع اقتصادي مهم، لكنه حتى الآن لم يحقِّق الأهداف المرجوة منه، بشكل كاف، لأن التبادل التجاري بين أعضائه ليس على المستوى المطلوب، لأن معظم أعضائه يصدرون المنتجات في شكل مواد خام، والصادرات المصرية لا تمثل نسبة كبيرة في التبادل التجاري بين دول الكوميسا.• كيف ترى تعويل البعض على دور الأزهر في إفريقيا؟
- الأزهر يضيف لمصر، لكنه ليس هو الأساس في الوقت الحالي، وهناك وسائل عديدة لعودة الدور المصري إلى إفريقيا، بينها النشاط في العمل الجماعي الإفريقي في قوات حفظ السلام وفي حل المنازعات وفي الدفاع عن القضايا الإفريقية في المحافل الدولية، وفي تقوية العلاقات الثنائية بين مصر ومختلف الدول الإفريقية، خاصة في منطقة حوض النيل والقرن الإفريقي.