ماذا إذا فازت لوبن؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وبالطبع، وخلافاً لكل هذه الاستنتاجات والتوقعات السوداوية، فإن هناك من يقول إن "حديث السرايا يختلف عن حديث القرايا"، وإن ما يقال خلال المعارك الانتخابية لدغدغة عواطف البسطاء ولاجتذاب فئات معينة من الناخبين، ليس بالضرورة الأخذ به، بعد الوصول إلى موقع المسؤولية، وبخاصة إذا كان كرسي الرئاسة... و"كلام الليل يمحوه النهار". والمؤكد أن لوبن، إن هي حالفها الحظ وفازت فعلاً برئاسة دولة بكل هذا الحجم، وبكل هذه التركيبة المعقدة المتداخلة، وهذه العلاقات الدولية، فإنها ستستدير استدارة كاملة، و"ستلحس" ما قالته وما وعدت به، وستتخلى عن كل أحلامها وتتحول إلى أقصى درجات "الواقعية". إن أهم ما يريده بوتين من مارين لوبن، إن هي فازت في هذه الانتخابات التي ستكون، في الحالات كلها، مفصلاً تاريخياً وستأخذ هذا البلد إلى مسارٍ جديد غير مسارها السابق منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، هو: إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي هو تدمير هذا الاتحاد لتعود أوروبا إلى ما كانت عليه في السنوات السابقة، ولتستعيد روسيا الاتحادية نفوذ الاتحاد السوفياتي في أوروبا الشرقية، وتعزل ألمانيا التي سيسهل الاستفراد بها، إنْ هي بقيت في الميدان وحدها بعد خروج الفرنسيين والبريطانيين من هذا الإطار الأوروبي الذي تواصل العمل من أجل إيصاله إلى الوضعية التي وصل إليها قرابة ستين عاماً!ربما يكون كل هذا الذي يقال عن فرنسا ومصيرها ومستقبلها، إن فازت مارين لوبن في هذه الانتخابات، هو مجرد افتراضات ستنقلب إلى ضدها، عندما يقف الناخب الفرنسي مع نفسه ومع "مزاجه" أمام صندوق الاقتراع... وهكذا فإنه حتى الأكثر تشاؤماً في فرنسا لا يعتقدون أن الفوز سيكون حليف هذه المرشحة اليمينية.