الأسد يقر بخسارة نصف دفاعاته... وماتيس يهدده من القدس

• انتهاء المرحلة الأولى من «البلدات الأربع»
• إسقاط «درون» أميركية باللاذقية
• روسيا تخسر أرفع مستشار

نشر في 21-04-2017
آخر تحديث 21-04-2017 | 20:10
سورية مع ذويها على متن حافلة متهالكة تغادر منطقة الراشدين باتجاه حلب أمس (رويترز)
سورية مع ذويها على متن حافلة متهالكة تغادر منطقة الراشدين باتجاه حلب أمس (رويترز)
أقر رئيس النظام السوري بشار الأسد بأن جيشه خسر أكثر من نصف قدرات الدفاع الجوي جراء ضربات المعارضة، متهماً جبهة فتح الشام باستهداف أهالي كفريا والفوعة، في وقت اعتبر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في القدس، أن الأسد احتفظ دون شك بأسلحة كيماوية وحذره من استخدامها مرة أخرى.
كشف الرئيس السوري بشار الأسد عن خسارة جيشه أكثر من نصف قدراته من الدفاع الجوي جراء ضربات المعارضة المسلحة، مشيراً إلى أن روسيا عوضت جزءاً منها خلال مشاركتها في محاربة الإرهاب بسورية.

وقال الأسد، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" نشرته أمس: "قبل الضربة الأميركية، كانت الدفاعات الجوية هدفهم الأول. ولا نستطيع بالطبع إعطاء عدد دقيق لأن هذه معلومات عسكرية، لكن يمكنني أن أقول لك أننا فقدنا أكثر من خمسين في المئة"، مضيفاً: "بالطبع، فإن الروس، ومن خلال دعمهم للجيش السوري، عوضوا جزءاً من تلك الخسارة بأسلحة وأنظمة دفاع جوي نوعيّة. لكن هذا لا يكفي عندما تتحدث عن بلد بأكمله. الأمر يستغرق وقتاً طويلاً لاستعادة كل دفاعاتنا الجوية".

وأكد الأسد أن المفاوضات مع الجانب الروسي المتعلقة بشراء الأسلحة بما في ذلك أنظمة دفاع جوي جديدة "تجري دائماً، قبل الحرب وخلالها، فقد بتنا نحتاج المزيد من الأسلحة بسبب الاستهلاك"، مشيراً إلى أن "روسيا تنظر إلى حرب سورية بوصفها حرباً مع كل بلد يريد حماية مواطنيه من الإرهابيين، وبالتالي، عندما تدعم جيشنا، فإنها لا تحمي السوريين وحسب، بل تحمي الروس والأوروبيين والآخرين أيضاً. ولا تعتبرها حرباً تجارية كما يفعل الأميركيون".

ونفى رئيس النظام أن تكون القوات السورية أو الروسية ألقت القبض على زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي على حدود العراق، مؤكداً أن هذه المنطقة تقع تحت سيطرته.

وبشأن لجنة التحقيق في استخدامه الكيماوي في إدلب، أكد الأسد أن الغرب والولايات المتحدة منعا أي وفد من القدوم للتحقيق في حادثة خان شيخون عازياً ذلك إلى عدم رغبتهم بكشف "فبركة وكذب" ما يرونه حول ما حدث.

وقال الأسد: "بعثنا برسالة رسمية إلى الأمم المتحدة وطلبنا منها إرسال وفد للتحقيق بما حدث في خان شيخون، وبالطبع فإنهم لم يرسلوا وفداً حتى هذه اللحظة، لأنه لو أتى سيجد أن كل رواياتهم حول ما حدث في خان شيخون ومن ثم الهجوم على مطار الشعيرات كانت فبركة وكذباً في كذب".

جبهة النصرة

وعن اتفاق المدن الأربع، قال الأسد: "عندما اعتقدنا أن كل شيء بات جاهزاً لتنفيذ الاتفاق، فعلت جبهة النصرة كل ما أعلنته ولم تخف نفسها منذ البداية، وأعتقد أن الجميع متفق على أنها قامت بذلك"، موضحاً أنه "قبل بضعة أشهر، كان نفس الاتفاق على وشك التنفيذ، لكن قامت إحدى الفصائل وجميعها مرتبط بالقاعدة والنصرة بمهاجمة حافلات تقل نفس المدنيين إلى خارج الفوعة وكفريا وأحرقوها، وظهر ذلك على الإنترنت، وقالوا: لن نسمح بحدوث هذا. سنقتل كل مدني يريد استخدام الحافلات. وهذا ما حدث".

السلاح الكيماوي

في المقابل، أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس، أن نظام الأسد احتفظ ببعض أسلحته الكيميائية "دون شك"، محذراً من استخدامها.

وإذ رفض ماتيس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الإفصاح عن كمية الأسلحة الكيماوية، شدد على أن "الأهم هو أن المجتمع الدولي يعتقد دون أي شك بأن سورية انتهكت اتفاقها وإعلانها بأنها سلمت ترسانتها الكيماوية كلها".

وأضاف ماتيس، أن ذلك يعد "انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن وسيتوجب التعامل معه دبلوماسياً وسيكونون مخطئين إذا حاولوا استخدامها ثانية. لقد وضحنا ذلك جلياً من خلال الضربة التي قمنا بها".

في الأثناء، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان سيجتمعان في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود في الثالث من مايو لبحث الوضع في سورية، بالتزامن مع بدء اجتماع أستانة برعاية وضمانة بلديهما بالإضافة إلى إيران.

البلدات الأربع

في غضون ذلك، واصل سكان البلدات الأربع أمس، طريقهم نحو وجهتهم المقررة بعد انتظار دام نحو 48 ساعة قضوها في حافلاتهم على نقطتي عبور منفصلتين على أطراف مدينة حلب انتظاراً للإفراج عن 750 معتقلاً لدى النظام.

ولدى اتمام عملية إجلاء هذه الدفعة، تنهي المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق برعاية إيران، أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة لإخراج نحو 11 ألف شخص من مكان إقامتهم، على أن تبدأ الثانية بعد شهرين، في يونيو، وتتضمن إجلاء نحو 8 آلاف من الفوعة وكفريا والآلاف من مناطق الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي في ريف العاصمة دمشق.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن الحافلات "استأنفت طريقها" من الراموسة الخاضعة لسيطرة النظام والراشدين التابعة للمعارضة نحو وجهتها النهائية المقررة. لكن لم يكن بمقدوره التأكد من إطلاق سراح المعتقلين من عدمه.

أرفع ضابط

من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الروسية، مساء أمس الأول، مقتل الرائد سيرغي بوردوف بهجوم للمعارضة على موقع لقوات الأسد، موضحة أنه كان ضمن مجموعة للمستشارين العسكريين، ويقوم بتدريب تشكيل من تشكيلات النظام.

وقتل بوردوف، الذي يعد أحد أرفع الضباط الروس الذين يلقون حتفهم في سورية وكان قائداً لسرية استطلاع قبل عامين، في وقت أشارت أدلة جمعتها "رويترز" إلى أن الخسائر في صفوف الجنود الروس والمتعاقدين العسكريين تزيد ثلاث إلى أربع مرات عن التقديرات الرسمية لوزارة الدفاع.

طائرة تجسس

في المقابل، نشرت صحيفة "فيستنيك موردوفيه" نقلاً عن خبراء روس تفاصيل إسقاط طائرة تجسس أميركية بلا طيار (درون) من نوع "Predator" في محافظة اللاذقية، موضحة أن الدفاعات الجوية اكتشفت طائرة معادية وأطلقت النار عليها ودمرتها بصاروخ "بيتشورا-2" MQ-1 روسي الصنع.

ووفق الصحيفة، فإن مسؤولين في الجيش الأميركي أكدوا أنهم فقدوا الاتصال بالطائرة المسيّرة أثناء قيامها بطلعة جوية من قاعدة إنجرليك في تركيا.

وفي حماة، سيطرت قوات النظام ليل الخميس- الجمعة على مدينة طيبة الإمام في الريف الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع كتائب المعارضة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة ونفّذت إعدامات ميدانية بحق 3 مسنين رفض المغادرة هم رجل وامرأتان.

طهران تسمي آبادي سفيراً بدمشق

مقرب من «الحرس الثوري» وعمل في الكويت

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس الأول تعيين جواد ترك آبادي المقرب من الحرس الثوري سفيراً لطهران في العاصمة السورية دمشق، خلفاً لمحمد رضا شيباني، الذي أنهى مهامه منذ 7 أشهر، وبقي منصبه شاغرا بسبب خلافات بين "الخارجية" الإيرانية والحرس الثوري. وكان جواد ترك آبادي، قد شغل سفيرا لإيران في الخرطوم من 2011 إلى 2015، قبل إغلاق السفارة الإيرانية، التي بقيت بلا سفير في بداية 2016 عندما أعلن السودان غلق السفارة بالشمع الأحمر وقطع العلاقات مع طهران، تضامنا مع الموقف السعودي والعربي الرافض لتدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية.

كما كان ترك أبادي سفيرا لبلاده في كل من البحرين ونيجيريا، وقبلهما في الكويت قائماً بالأعمال، وتولى أيضا منصب رئاسة إدارة قسم شمال وغرب إفريقيا، في وزارة الخارجية الإيرانية.

ويتقاسم الحرس الثوري ووزارة الخارجية ووزارة الاستخبارات مسؤولية تعيين سفراء إيران في الدول الأخرى، ويعتبر الحرس أن سفراء العراق ولبنان وسورية واليمن من حصته، نظرا لدوره في إدارة التدخلات فيها.

النظام يدخل مدينة طيبة الإمام وترقب لانتهاء المرحلة الأولى من اتفاق البلدات الأربع
back to top