كريمة... أول امرأة «تسوس» السيارات
30 عاماً قضتها كريمة زغلول، أول امرأة مصرية تعمل في مهنة "سايس سيارات"، حيث توجد في منطقة الأزبكية وسط القاهرة، وتتعامل مع كل فئات المجتمع، وتحظى باحترامهم وثقتهم، فهي مسؤولة عن سيارات تتعدى قيمتها ملايين الجنيهات، وعلى الرغم من صعوبة تلك المهنة على المرأة، والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها ترى زغلول عكس ذلك تماماً، فهي سعيدة بعملها وتقول إنه "ممتع رغم قسوته".بابتسامة مشرقة تحمل في طياتها كل معاني الرضا، قالت كريمة لـ"الجريدة": "الحمد لله على كل حال، لم أمد يدي يوماً لأحد كي يساعدني، ولم أنجرف إلى طريق السوء، وكنت في البداية أقوم بإعداد أكواب الشاي لأصحاب المحال التجارية في الشارع، وذات مرة ساعدت أحد الأشخاص على ركن سيارته، ومن هنا بدأت قصتي مع هذه المهنة".
ولفتت إلى أنها تعرضت للكثير من المضايقات في بداية عملها، لكنها استطاعت بالمثابرة فرض احترامها على الجميع، وبعد شهرتها الواسعة تشجعت مؤخراً سيدات آخريات –عددهن محدود جداً- للعمل في المهنة ذاتها.وتابعت: "زوجي كان عاملاً بسيطاً، ومات منذ 15 عاماً، وترك في رقبتي 4 أطفال في عمر الزهور هم ولدان وبنتان، لكن الله أعانني على تربيتهم حتى تزوجوا جميعاً، وأكبرهم أحمد يساعدني في ركن السيارات، وأحلم مثل أي سيدة تعبت في تربية أبنائها بلقب الأم المثالية"، مؤكدة أن أبناءها فخورون بها.