فرض المنطق نفسه على منافسات الجولة الـ23 فيما يخص فرق الصدارة الثلاثة، القادسية والكويت والعربي، حيث نجحوا في دك شباك الشباب وبرقان والساحل على التوالي بـ16 هدفا، ليثبتوا انهم يملكون النفس الطويل لاستكمال المشوار حتى النهاية.

وجاء أداء النصر وكاظمة مخيبا وبعيدا عن الطموح، بخسارة الأول من السالمية برباعية، والثاني بهدف دون رد أمام الصليبيخات الغائب عن الانتصارات منذ جولات طويلة، وفي بقية المباريات نجح الجهراء في إخماد صحوة اليرموك برباعية، كما فاز التضامن على خيطان بثلاثية.

Ad

وكان جليا الغزارة التهديفية في الجولة الـ23، بواقع 31 هدفا، ما ينبئ بظهور فجوات شاسعة بين فرق القمة "القادسية والكويت والعربي"، و5 فرق في الوسط "النصر وكاظمة والسالمية والتضامن والجهراء"، و7 في القاع "اليرموك والفحيحيل والصليبيخات والشباب وخيطان والساحل وبرقان".

وستكون هذه الفجوة مرشحة للزيادة في قادم المباريات، وبعد أن رفعت فرق الصدارة شعار "لا بديل عن الفوز"، وتشبث فرق الوسط بأمل البقاء في الممتاز، ورفع الراية البيضاء وبصورة أوضح من فرق القاع.

ولا شك أيضا في أن مكاسب الفرق الكبيرة لم تتوقف على نقاط الفوز فقط، بل امتدت لقدرة هذه الفرق على الدفع بمزيد من اللاعبين الصاعدين في هذا التوقيت الصعب من عمر المسابقة.

درب الأصفر سالك

ضرب القادسية في مواجهة الشباب بقوة كبيرة، رغم غياب أبرز لاعبيه، بدر المطوع ومحمد الفهد وعبدالعزيز المشعان، ونجح مدرب الفريق داليبور في استخدام الأوراق المتاحة مستعينا بالصاعدين منور المطيري وسالم البريكي وسيد الموسوي، وغيرهم من اللاعبين الذين سيكونون، في حال حافظ الأصفر على لقب البطولة، مكسبا ثمينا في هذا الموسم الصعب الذي مر على الفريق.

ويحسب للقادسية في مواجهة الشباب ما قام به الفريق من ضغط مكثف على أبناء الأحمدي في الخط الأمامي لتسجيل هدف السبق، وفتح الطريق أمام شباك الحارس سليمان ميرزا، وهو ما تحقق بعد وقت قصير في مناسبتين، قبل هدف التقدم، وبعد إدراك الشباب هدف التعادل.

في المقابل، قدم الشباب أسوأ مبارياته مع مدربه خالد الزنكي، ولم تظهر رغبة الفريق الحقيقية، والتي كانت موجودة في المباريات الماضية لتحقيق نتيجة ايجابية أمام حامل اللقب.

حلول الأبيض كثيرة

وظهر الكويت بحلول كثيرة في مواجهة برقان، التي حسمها بنتيجة نصف درزن من الاهداف، على الرغم من الصلابة الدفاعية التي ابداها الأخير، واستطاع الأبيض وبتنويع في اللعب زيارة شباك برقان مرارا وتكرارا.

ويحسب للجهاز الفني، بقيادة محمد عبدالله، الدفع ببعض الصاعدين أمثال مشعل خالد، والذي سجل واحدا من أجمل الأهداف السبعة في المباراة، فيما يحسب للفريق كله روح الرجل الواحد داخل المستطيل الأخضر، وهو ما ظهر وبوضوح في لقطة ركلة الجزاء التي احتسبها حكم المباراة لصالح الأبيض، حيث كان مقررا ان يتصدى للكرة فهد عوض، الذي تنازل عن هذا الحق لزميله فراس الخطيب لتحقيق اللقب التاريخي في صدارة هدافي الدوري على مر عصوره.

مكاسب السالمية والجهراء والتضامن

جمع قاسم الفوز ثلاثي الوسط السالمية والجهراء والتضامن في الجولة الـ23، كما جمعهم اداء منضبط اثمر عن نقاط ثمينة ربما ستكون سببا في استمرارهم في منافسة الدوري في الموسم الحالي.

ويعد فوز السماوي على العنابي الأبرز في الجولة الـ23، عطفا على ما قدمه السالمية في المباراة من أداء استعاد من خلاله ذاكرة الانتصارات، وايضا ذاكرة اللعب السريع.

في المقابل، خيب النصر الآمال في العودة لمستواه الذي قدمه في بداية الموسم، ما يكشف عن علة في الفريق على مستوى الأداء الجماعي، وايضا على مستوى استغلال الفرق المتاحة للتسجيل، لاسيما أن النصر اضاع عدة فرص كانت كفيلة بتحقيق التعادل على أقل تقدير أمام اصحاب الأرض، فريق السالمية.

عودة متأخرة

وجاءت عودة الصليبيخات متأخرة أمام كاظمة، بعد ان غاب ابناء المدرب أحمد عبدالكريم عن الفوز ومنذ جولات طويلة، وهو ما قد لا يسعفهم في حال تعثروا مجددا في البطولة.

في المقابل، بات كاظمة لغزا محيرا بكل ما تعنيه الكلمة، بعد أن قدم اداء لا يعكس ما حققه الفريق طوال الموسم الحالي، وبات على إدارة النادي البحث عن الاسباب الحقيقية التي تجعل البرتقالي في قمة مستواه وتركيزه في مباراة، وفي مباراة أخرى خارج نطاق التغطية.

عقوبة إدارية على ناصر

كشف مدرب كاظمة المساعد ناصر العمران، أن مهاجم الفريق يوسف ناصر غاب عن مواجهة الصليبيخات، بسبب العقوبة الإدارية الموقعة عليه لعدم انتظامه في التدريبات خلال الفترة الأخيرة.

وقال العمران، ان اداء البرتقالي أمام الصليبيخات جاء مخيبا، وكشف عن تذبذب كبير في مستوى الفريق.

وأضاف أن الجهاز الفني لايزال يتطلع إلى تصحيح الأوضاع داخل الفريق، وحجز أحد أماكن المقدمة في مسابقة الدوري.

وأوضح العمران أن كاظمة لم يكن سيئا على مدار الموسم، بل نجح في تحقيق نتائج وعروض ربما تكون الأفضل منذ سنوات طويلة.

وكانت انتقادات لاذعة وُجِّهت الى البرتقالي أشهرها ما أطلقه المدير السابق للفريق ايمن الحسيني في برنامج بين الشوطين عندما أكد أن 75 في المئة من اللاعبين الموجودين في كاظمة لا يستحقون ارتداء القميص البرتقالي.

«حوبة» العربي!

اعتبرت بعض جماهير العربي خسارة خيطان أمام التضامن بثلاثة أهداف من دون رد، "حوبة"، بسبب تجاوز الفريق الأخضر وإعاقته في المضي قدما نحو لقب الدوري، واستشهدت تلك الجماهير بما حدث مع أغلب الفرق التي كررت فعلة خيطان!

نقد لاذع للقلاف

واجه حارس العربي حميد القلاف نقدا لاذعا من جماهير العربي وأيضا من المتابعين لأداء اللاعب في المباريات الأخيرة، بسبب محاولة القلاف استعراض مهاراته الكروية المحدودة بعيدا عن عرين الأخضر، وهو ما كاد يكلف الفريق غاليا أمام الساحل، كما حدث في مواجهة خيطان.

أخلاق عوض أحرجت الموهوب!

لا يختلف أحد على مهارة لاعب برقان وسام الإدريسي، إلا أن أداء اللاعب في المباريات الأخيرة اتسم بالاستعراض المبالغ فيه على أمل تسويق نفسه للموسم المقبل، وهو أمر مشروع لكونه لاعبا محترفا، لكن من غير المقبول أن يتحول طريق استعراض اللاعب إلى استفزاز لاعب بحجم فهد عوض، حيث وضع الإدريسي الكرة تحت قدمه بطريقة تحد لفهد عوض أن ينتزع الكرة من تحت قدميه، حيث انتهت تلك اللعبة "بفاول" غير متعمد للادريسي، وبعد دقائق تعرض الأخير لشد عضلي، ليسرع عوض إلى نجدة الإدريسي في مشهد ترجم أخلاقه وثقافته وخبرته الطويلة في الملاعب.

سيلفا يتصدر الهدافين

نجح مهاجم القادسية سيلفا في الوصول إلى صدارة هدافي مسابقة الدوري برصيد 11 هدفا، بعد أن تمكن من قيادة الأصفر بهدفين إلى عبور الشباب.

وتتميز أهداف المهاجم بنكهة خاصة، حيث تجمع بين القوة والمهارة.

الخطيب قريب من المرعب

رفع محترف الكويت فراس الخطيب رصيده من الأهداف في الدوري إلى 140 هدفا، بعد أن أضاف في شباك برقان "هاتريك"، ويبتعد هدفا واحدا عن التساوي مع وصيف هداف المسابقة فيصل الدخيل، فيما تفصل الخطيب 8 أهداف عن الوصول الى لقب المرعب جاسم يعقوب.

لقطات:

• شهدت الجولة 23 النسبة الأعلى من الأهداف منذ بداية الموسم بواقع 31 هدفاً.

• كان جلياً تشابه ملابس طاقم التحكيم، الذي أدار مواجهة القادسية والشباب بقيادة سعد الفضلي، مع حارس الشباب سليمان ميزرا.

• تأخر انطلاق مباراة الجهراء واليرموك 45 دقيقة عن موعدها بسبب غياب سيارة الإسعاف عن المباراة.

• شهدت الجولة 23 عدداً من ركلات الجزاء، منها ما ترجم إلى أهداف، كما الحال مع فراس الخطيب، ولاعب التضامن لوكا، فيما تصدى خالد الرشيدي، والمخضرم صالح مهدي لركلتي جزاء.

• أرجع مدير الكرة في الشباب جابر الزنكي خسارة فريقه أمام القادسية إلى تمتع الأخير بمحترفين مميزين، هو ما حُرم منه فريقه في المباراة، على حد قوله، بغياب عيسى با.