كارثة وشيكة في إدلب... و«داعش» يحوّل دير الزور عاصمة بديلة

• النظام يلتف على اتفاق «البلدات الأربع»
• إسرائيل تقصف القنيطرة وإيران تريد قاعدة

نشر في 22-04-2017
آخر تحديث 22-04-2017 | 21:30
مئذنة مسجد يغرقها عباب من دخان غارة نظامية على مدينة درعا أمس الأول	(أ ف ب)
مئذنة مسجد يغرقها عباب من دخان غارة نظامية على مدينة درعا أمس الأول (أ ف ب)
مع اتمام المرحلة الأولى من اتفاق «البلدات الأربع» ووصول المهجرين إلى وجهاتهم النهائية، أطلقت لجنة التحقيق الدولية إنذاراً من وقوع كارثة في إدلب، معقل المعارضة السورية وقبلة الهاربين من بطش الرئيس بشار الأسد، في وقت باشر تنظيم «داعش» نقل عاصمة دولته من الرقة إلى دير الزور.
حذّر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسورية باولو بينيرو أمس من مغبة «وقوع كارثة وشيكة في إدلب»، مشيراً إلى أنه «لدينا انطباع بأن مشاهد تجري الآن كما لو كانت بالتصوير البطيء لها».

ولفت بينيرو خصوصاً إلى أن «النظام السوري والقوات الموالية له، قصفت المدارس والمستشفيات والأسواق ومحطات المياه في الأشهر الأخيرة، فضلاً عن تورطه باستخدام غاز الكلور شرقي حلب طوال عام 2016»، مبيناً أن «هناك دلائل على تورط جميع أطراف الصراع في استخدام الأسلحة الكيماوية قبل وأثناء سقوط حلب بيد قوات النظام العام الماضي».

وقال رئيس اللجنة الدولية، إنه «صحيح أن الحصار تم رفعه عن مدينة حلب، لكن انعكاسات ستبقى قائمة في جميع أنحاء سورية»، مضيفاً أن «تحقيقاتنا مستمرة رغم عدم تمكننا من الوصول إلى خان شيخون ولقد قمنا بالحدث مع شهود عيان ومع أقارب الضحايا ونقوم بجميع الأدلة وهناك تعاون مع أجهزة استخبارات تابعة لبعض الدول».

خدعة النظام

وغداة إسدال الستار على المرحلة الأولى من تهجير مدينة الزبداني ومضايا إضافة إلى بلدتي الفوعة وكفريا بشكل شبه كامل، اتهمت فصائل المعارضة، أمس، النظام بالخداع والالتفاف على اتفاق «البلدات الأربع» وبند إطلاق سراح 750 معتقلاً في سجونه، مؤكدة أن الدفعة خالية من أي من المعتقلين السياسيين، أو من الثوار ضد النظام.

وإذ أكدت مواقع سورية وصول قرابة 120 معتقلاً منهم إلى مدينة إدلب، فيما فضل 630 البقاء في مناطق سيطرة قوات النظام، أقرت حركة «أحرار الشام» أحد أطراف الاتفاق مع النظام بأن معظم المفرج عنهم لم يمض على اعتقالهم، سوى أيام، أو بضعة أشهر وأن أغلب من أطلق سراحه هم موظفون كانوا ذاهبين لقبض رواتبهم.

وأعلنت «أحرار الشام» أن النظام وافق على إطلاق سراح خمسمئة معتقل من سجونه اليوم. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه سيفرج في الأسابيع المقبلة عن سبعمئة وخمسين آخرين.

عاصمة جديدة

وبعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تصفية المسؤول الحركي في التنظيم عبدالرحمن الأوزبكي، وهو من القيادات المتوسطة، في عملية برية نفذتها في مدينة الميادين، أفادت مصادر عسكرية بأن تنظيم «داعش» قام بنقل «عاصمته» من مدينة الرقة إلى محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية.

ونقلت شبكة «فوكس نيوز» عن مسؤولين عسكريين قولهم إن التنظيم أصبح متمركزاً في دير الزور الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب الرقة، موضحين أن طائرات بدون طيار (درون) رصدت المئات من قادة «داعش» يغادرون الرقة خلال الشهرين الأخيرين.

وفي وقت سابق، أفادت تقارير بنقل التنظيم علائلات قياداته من الرقة والطبقة باتجاه مدينة البوكمال ودير الزور والمناطق القريبة من الحدود العراقية نتيجة الضربات الجوية المكثفة لطائرات التحالف الدولي وانهيارات التنظيم المتتالية في عدة مناطق من بينها ريف الرقة.

مساعد البغدادي

ومع اقتراب المعركة الحاسمة لاستعادة الرقة، أكد المتحدث باسم «البنتاغون» أدريان رانكين غالاواي، أن عبدالرحمن الأوزبكي قتل في عملية برية في السادس من أبريل الجاري، موضحاً أنه شريك مقرب من زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، ومهمته تسهيل حركة الأموال والمقاتلين الأجانب، وقد يكون مدبِّر الاعتداء على الملهى الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة الحالية.

قصف إسرائيلي

إلى ذلك، قصفت إسرائيل مواقع داخل سورية أمس الأول رداً على سقوط ثلاث قذائف هاون في القسم، الذي تحتله من هضبة الجولان من دون وقوع ضحايا.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي، أن «القذائف على الأرجح أطلقت خطأ في إطار المعارك الدائرة في سورية، وتم الرد على الموقع الذي انطلقت منه».

وفي دمشق، أكد مصدر عسكري أن «طيران العدو الإسرائيلي أطلق صاروخين على أحد المواقع العسكرية في محيط بلدة خان أرنبة ما أدى إلى وقوع خسائر مادية»، موضحاً أن ذلك «جاء إثر إحباط محاولة تسلل المجموعات الإرهابية باتجاه المواقع العسكرية في ريف القنيطرة وتكبيدها خسائر فادحة الأمر الذي يؤكد مرة أخرى الدعم المباشر من جانب إسرائيل لها».

قاعدة إيرانية

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نية إيران إنشاء قاعدة عسكرية في سورية، متسائلاً: هل تريدون أن يوجد الإيرانيون هناك؟ وأجاب بنفسه قائلاً «لا».

وكشف نتنياهو عن قوله للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن هذا لا يصب في إطار مصالح أي دولة وروسيا خصوصاً، مشيراً إلى أنه لم يسمع إجابة مقنعة.

وزار نتنياهو العاصمة الروسية في شهر الماضي وأوضح مكتبه أن الهدف الأساسي منها كان إحباط محاولات إيران تثبيت وجودها في سورية والحصول على قاعدة بحرية على سواحلها.

الهجوم الكيماوي

سياسياً، تحادث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، هاتفياً مع نظيره الأميركي ريك تيلرسون، مبدياً أسفه خصوصاً لمعارضة واشنطن اقتراحاً روسياً-إيرانياً بإرسال مفتّشين للتحقيق في استخدام غاز السارين في خان شيخون بريف إدلب في الرابع من أبريل.

ووفق الخارجية الروسية، فإنّ لافروف وتيلرسون «اتفقا على البحث مجدداً في احتمال فتح تحقيق موضوعي حول هذا الحادث بإشراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، كذلك، على «إطلاق مجموعة عمل بأسرع وقت ممكن تُكلّف البحث في كيفية إزالة نقاط الخلاف في العلاقات الثنائية»، التي بلغت أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة بسبب الأزمة الأوكرانية والنزاع في سورية.

عقوبات كندية

وبعد أسبوع واحد من فرضها عقوبات على 27 مسؤولاً مقرباً من بشار الأسد، قررت الحكومة الكندية تجميد أصول وحظر على المعاملات مع 17 مسؤولاً رفيعاً في النظام لزيادة الضغط الدولي على دمشق والمشاركة في مفاوضات جادة، مشيرة إلى عقوبات جديدة على خمسة كيانات اتهمتها بأنها على صلة باستخدام الأسلحة الكيماوية في بلدة خان شيخون.

كندا تفرض عقوبات جديدة على 17 مسؤولاً سورياً و5 كيانات متورطة في هجمات كيماوية
back to top