في قاعة للحفلات بمنطقة الألزاس - شرق فرنسا، يمتزج المتفرجون الصم مع أقرانهم من أصحاء السمع في أجواء حماسية، في مبادرة لافتة يعود الفضل فيها لامرأتين تترجمان الأغنيات بلغة الإشارة.

وفي هذا اليوم الربيعي، يحيي إيف جامايت حفلاً في سوشايم، حيث يتشارك اهتمام الجمهور مع متخصصتين في لغة الإشارة الفرنسية تقفان على منصة بجوار المسرح.

Ad

وعلى مدى ثلاث ساعات، تنخرط سيفرين ميشال وراشيل فريري من مجموعة "يدان فوق المسرح" في ماراثون حقيقي للغناء بلغة الإشارة، إذ تقومان بترجمة كلمات 27 أغنية لإيف جامايت مدرجة في برنامج الحفل.

وتعمد الشابتان الثلاثينيتان إلى الارتجال خلال التفاعلات الكثيرة للمغني مع الحضور، أو لدى تأديته أغنية لم تحضّراها.

وأمام المنصة، تتنقل أعين المتفرجين الصم، البالغ عددهم نحو عشرة، بين المغني وموسيقييه والمترجمتين اللتين لا تكتفيان بنقل معاني الأغنيات بلغة الإشارة، بل تسعيان أيضاً إلى مشاركة هذا الجمهور، المستثنى عادة من الحفلات بعناصر من الإيقاع والنغم والاداء.

وقالت نادين غويتشي، وهي امرأة صحيحة السمع جاءت لحضور الحفل برفقة زوجها الأصم: "كان علينا الانتظار 50 عاماً للتمكن من تقاسم تجربة كهذه، أنا متأثرة جداً".

أما زوجها جان فرنسوا، فقال بلغة الإشارة: "إنها ليست مجرد ترجمة، بل هي إشارات تغنى حقاً، وهذا رائع. بفضل المترجمين".