فرنسا تنتخب رئيسها وسط عزوف تاريخي
تدابير غير مسبوقة بعد هجوم الشانزليزيه وتوقيف مسلح بسكين
وسط تدابير أمنية غير مسبوقة، يدلي الفرنسيون، اليوم، بأصواتهم لاختيار الرئيس الحادي عشر للجمهورية الخامسة، في دورة أولى من انتخابات غير محسومة النتائج، وتخيم عليها ظلال عملية إطلاق النار في جادة الشانزليزيه، وتوقيف مسلح بسكين في محطة جار دي نورد للقطارات بباريس.وقبل يوم واحد من انطلاق الدورة الأولى، التي دُعي للتصويت فيها نحو 45 مليون ناخب بينهم 1.3 مليون بالخارج، توجّه سكان الأقاليم الفرنسية في أراضي ما وراء البحار إلى مراكز الاقتراع، لاختيار مرشح من أصل 11 يحملون رؤى مختلفة خلفاً للرئيس الاشتراكي الحالي فرنسوا هولاند.وبعد حملة لا تشبه سابقاتها وشهدت خروجاً مفاجئاً للعديد من المرشحين المؤهلين مقابل صعود غير متوقع لآخرين، مازال ربع الناخبين متردداً، ولم يحسم خياره، في وقت أخفى الصمت الانتخابي تداعيات الهجوم، الذي تبناه تنظيم «داعش» عشية الاستحقاق، وأسفر عن مقتل شرطي.
وتوحي المؤشرات بامتناع نسبة كبيرة تتخطى 75 في المئة عن التصويت في الاستحقاق، الذي يبدو أشبه بـ«مباراة رباعية»، وسط منافسة حامية بين الوسطي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن والمحافظ فرنسوا فيون وممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.وبحسب استطلاعات الرأي، يتصدر لوبن وماكرون المشهد، أما فيون وميلانشون فيأتيان في مرتبة أدنى. وإذا لم يفز مرشح بأغلبية صريحة في الجولة الأولى، فسيخوض المرشحان، اللذان يحصلان على أعلى عدد من الأصوات، جولة إعادة حاسمة في 7 مايو.ورغم أن استطلاعات الرأي لم تظهر حتى الآن صعود لوبن (48 عاماً) في الجولة الثانية، لكنها تشير إلى إمكانية حصولها على أكثر من 40 في المئة بجولة الإعادة، متقدمة على نسبة الـ18 في المئة التي حصل عليها والدها جان-ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، بعدما صدم فرنسا بوصوله إلى الجولة الثانية في انتخابات 2002.