افتتح الفنان د. صلاح المليجي «حواديت»، أحدث معارض الفنانة د. فاطمة عبد الرحمن، في غاليري النيل بحي الزمالك بالقاهرة. جسدت اللوحات مشاهد متنوعة من عالم المرأة، وفضاء مفعماً بشاعرية الألوان والاحتفاء بفن «البورتريه» وسط حضور عدد كبير من الفنانين والنقاد والجمهور. أشاد الحضور بإبداع الفنانة، وصوغها مجموعة من اللوحات برؤية شاعرية، وجاء التناغم بين الألوان وملامح الوجوه ليسرد «حدوتة» إنسانية مرتبطة بالمرأة وعالمها الخاص، ويمنح الرائي متعة بصرية، فضلاً عن التفاعل مع تجربة إبداعية ذات بصمة متفردة، وموحية بسبر أغوار هذا العالم الزاخر بالعطاء والمحبة.
عن المعرض وفلسفته، قال د. صلاح المليجي إن «حواديت» يؤسس فكرته على العلاقات الإنسانية، ويؤكد أن لكل منا «حدوتة» في حياته، وعبر تجارب وعلاقات مع المقربين إليه من أهل وأصدقاء وزملاء، ومن خلال هذه اللوحات، تتفاعل ذاكرة المتلقي مع تجربة وثيقة الصلة بما مرّ به في حياته.وألمح المليجي إلى أن فاطمة عبدالرحمن تميزت في استخدام أوراق الذهب وخطوط أقلام الحبر الجاف الأسود والعاجي، وألوان الأقلام الخشبية، وصاغت بها كثيراً من المشاعر والغنائية والشاعرية، وهي تعمل أحياناً على لوحة واحدة بضعة أشهر لدقة أدائها الرصين، وطموحها إلى طرح حالة فنية وجدانية شديدة الخصوصية، ومن المؤكد أن المُتلقي سيجد في طرحها بعضاً من حكاياته وتجاربه الحياتية. يذكر أن فاطمة عبدالرحمن حاصلة على دكتوراه في الفلسفة والفنون من جامعة حلوان 2008، وأقامت معارض خاصة عدة، من بينها «أبيض وأسود» في مركز الجزيرة للفنون 2009، و«تحولات» في متحف الفن الحديث 2014، وشاركت في فعاليات محلية ودولية، من بينها «الفن المصري المعاصر» في الخرطوم 2005، و«الفنانات المصريات المبدعات» بفيينا 2009. كذلك نالت جوائز وتكريمات عدة، أبرزها جائزة الاقتناء في «ترينالي شاماليير الدولي» في فرنسا 1997، وجائزة الرسم الأولى في صالون الشباب الثاني عشر 2000، واقتنيت أعمالها لدى أفراد وهيئات داخل مصر وخارجها.
ظواهر كونية
من جهة أخرى، استضاف غاليري «قرطبة» في القاهرة، أحدث معارض الفنانة د. نرمين المصري، وسط حضور عدد كبير من النقاد والفنانين والجمهور.ضمّ المعرض مجموعة من لوحات الفسيفساء «الموزاييك» واستلهمت فكرته الرئيسة من الطبيعة، والظواهر الكونية المحسوسة، ذلك من خلال معالجة تجريدية، ومغامرة البحث عن أساليب فنية أكثر حداثة. عن معرضها، قالت الفنانة نرمين المصري: «فن الفسيفساء يقترن بالأعمال ذات الصبغة التجريدية، ويتيح للفنان استخدام خامات تصويرية متنوعة عدة، وإيجاد علاقات بصرية ولونية متوازنة، والتعبير عن تلك الحالات الشعورية الخاصة، وإطلاق مخزون الذاكرة من جماليات الأطياف وأشكال الطبيعة المختلفة». د. نرمين المصري إحدى أبرز التشكيليات المصريات، وأستاذة التصوير في قسم كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ولها معارض خاصة في مصر والكويت وفرنسا، ومشاركات في فعاليات محلية ودولية في لندن وفيينا واليونان وروما وفيلادلفيا وغيرها. كذلك نالت جوائز وتكريمات عدة، من بينها جائزة الأسلوب المميز في معرض الفسيفساء الدولي بفيلادلفيا الأميركية 2015، واختيرت أخيراً ضمن أفضل عشر فنانات فسيفساء على مستوى العالم بحسب مجلة mozaico في مارس 2017 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.خطوط وألوان
بحضور لفيف من الفنانين والنقاد، افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر د. خالد سرور معرضاً استعادياً للفنانة القديرة د. نعيمة الشيشيني، في قاعة الباب بدار الأوبرا بالقاهرة، وضمّ مجموعة من أهم أعمالها في مراحل مختلفة، أظهرت تراكم خبراتها المتفردة في فضاء تجريدي، واستلهامها أشكال الزخارف والمنمنمات في التراث العربي. لفت د. سرور إلى أن الشيشيني أيقونة مهمة في مسيرة الحركة التشكيلية العربية، وتحمل أعمالها لغة فنية رفيعة، وتتناغم فيها المؤثرات البصرية للون الخطوط وحركتها، وفق إيقاع متدفق بالخيال، وعفوية ضربات الريشة المتلاحقة في فضاء اللوحة، فضلاً عن تلقائية البناء التي تتحكم في آلية التشكيل، وامتزاج بصمة الخيال والوجدان، وتراكم الخبرات بما يصوغ جماليات الصورة النهائية للعمل الفني. يذكر أن الفنانة د. نعيمة الشيشيني أستاذة التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، حصلت على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية 1969، ودرجة الأستاذية من أكاديمية سان فرناندو 1973، وماجستير فنون جامعة حلوان 1978، ودكتوراه معادلة 1981. كذلك لها معارض خاصة عدة، ومشاركات دولية ومحلية، وهي عضو في: نقابة الفنانين التشكيليين المصريين، الجمعية الدولية للفسيفساء، الجمعية الدولية للفن الإسلامي، اتحاد الفنانين في دوسلدورف، وغيرها.