في وقت تسري تكهنات حول قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية سادسة وشيكة، بدأت حاملة الطائرات الاميركية كارل فينسون والقطع المواكبة لها، أمس، مناورات مشتركة مع البحرية اليابانية في غرب المحيط الهادئ، وأعلنت وزارة الدفاع اليابانية بعد أيام من الغموض عن مكان وجودها.

وتوجد المجموعة البحرية في منطقة تشهد تجددا للتوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بسبب برامج بيونغ يانغ النووية والبالستية. وتواكب حاملة الطائرات مدمرتان قاذفتان للصواريخ وطراد قاذف للصواريخ. والمناورات التي تشارك فيها قطعتان حربيتان يابانيتان ستستمر أياما عدة، بحسب وزارة الدفاع اليابانية. وهي المرة الثالثة التي تشارك فيها البحرية اليابانية في مناورات بحاملة الطائرات هذه بعد مناورتين في مارس.

Ad

وسعت واشنطن في الأيام الاخيرة إلى توضيح موقع المجموعة البحرية بعد أن أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انها تبحر الى شبه الجزيرة الكورية، في حين انها أرسلت في الواقع الى استراليا.

وقالت البحرية الاميركية، على صفحتها الرسمية على»»فيسبوك»، إن حاملة الطائرات والبحرية اليابانية بدأتا «تدريبا مشتركا في بحر الفلبين»، موضحة أن الهدف هو ضمان «استعداد القوات البحرية للدفاع عن المنطقة عند الضرورة».

وفي رد على هذا التحرك، هددت بيونغ يانغ بإغراق كارل فينسون. وقالت صحيفة الحزب الحاكم في كوريا الشمالية «رودونغ سينمون»، أمس، إن «قواتنا الثورية مستعدة للقتال وإغراق حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية بضربة واحدة». وتحيي كوريا الشمالية غدا الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الجيش الشعبي الكوري.

كما وجهّت بيونغ يانغ تحذيرا مباشرا شديد اللهجة لأستراليا، ولوحت بتوجيه ضربة نووية لها في حال استمرت كامبيرا في «تأييدها الأعمى للخط الأميركي».

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن الناطق باسم وزير الخارجية الكوري انتقد تصريحات وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوف، ووصف كلامها بالقمامة، مضيفا أنه إذا ما استمرت أستراليا في اتباع السياسات الأميركية الهادفة لعزل وخنق كوريا الديمقراطية فسيكون ذلك بمثابة تصرف انتحاري منها.

ودعا بيشوب إلى التفكير مليا في عواقب هذا الأمر، وما قد ينتج عن الولاء لأميركا، مهددا إياها بضربة نووية.

نزع السلاح

ووسط تصاعد التوتر بشأن برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس، إلى نزع هذه الأسلحة بشكل كامل من شبه الجزيرة الكورية.

وقال وانغ يي، بعد لقاء مع نظيره اليوناني نيكوس كوتسياس بأثينا، إن «الصين تدعم بحزم نزع الأسلحة النووية من المنطقة باسم الاستقرار والسلام»، مضيفاً: «قد لا نملك مفتاح الحل في هذه المسألة، ولكننا سعداء بأن مزيدا من الأطراف يوافقون على وجهة نظرنا».

وفي شأن آخر، احتجزت كوريا الشمالية مواطناً أميركياً، الجمعة، ليرتفع بذلك عدد الأميركيين المحتجزين في هذه الدولة المنعزلة إلى 3.

وأكدت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أن المحتجز كوري- أميركي في الخمسينات من عمره، وجرى تعريفه باسم العائلة فقط وهو كيم، مضيفة أنه كان في كوريا الشمالية منذ شهر لبحث أمور تتعلق بالمساعدات. وتم اعتقاله في مطار بيونغ يانغ الدولي وهو في طريقه للمغادرة.

يوم الأرض

وغداة مشاركة آلاف العلماء والأشخاص في مسيرات بالولايات المتحدة وخارجها تزامناً مع يوم الأرض، أعلن ترامب التزامه بجهود حماية البيئة و»العلم الدقيق».

وقال ترامب، في بيان، إن «أمتنا زاخرة بالموارد الطبيعية الوفيرة والجمال المذهل، والأميركيون ممتنون بحق لهذه العطايا التي منحها الله، وان عليهم التزاما بحمايتها للأجيال القادمة».

وشدد على أن «العلم الدقيق» أمر مهم جدا بالنسبة للإدارة الأميركية «التي تسعى إلى تحقيق النمو الاقتصادي وحماية البيئة»، مشيراً إلى أنه يعتزم تنظيم تجمع كبير» للاحتفال بيومه المئة في منصبه».

وتحل المناسبة المهمة الأولى لمدته الرئاسية يوم السبت المقبل. ومن المقرر أن يعقد هذا الحدث في نفس الوقت الذي ينظم فيه عشاء رابطة المراسلين في البيت الأبيض، وهو حدث يكون فيه الرئيس عادة ضيف شرف.

وقد أعلن ترامب، الذي اتهم وسائل الإعلام مرارا بنشر «أخبار كاذبة»، في فبراير الماضي أنه لن يحضر الحفل.

إمبراطور الإعلام

ورغم هذه العلاقة الشائكة مع الإعلام، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب يبحث كل أسبوع مع روبرت مردوخ «إمبراطور الإعلام» مسائل متعلقة بالسياسة الأميركية.

وبحسب الصحيفة، فإن ترامب ومردوخ، أثناء اتصالاتهما الهاتفية «يعدان الاستراتيجية»، وهما «لا يقدمان أبدا تنازلات للمنتقدين»، مبينة أن «جريدة نيويورك بوست وقناة فوكس نيوز»، الخاضعتين لمردوخ كانتا تغطيان الأحداث بصورة إيجابية بالنسبة لترامب.