اتهامات متبادلة بين المنتجين والموزعين... بعد فشل أفلام الربيع
شهدت أفلام معروضة في موسم الربيع تراجعاً في الإيرادات ما أدى إلى رفعها من دور العرض بعد ثلاثة أيام من طرحها من بينها «سكر بره» و«بترا»، وتكبّد المنتجون خسائر فادحة، فهل ثمة مشكلة حقيقية تعانيها شركات التوزيع ما ينعكس على قراراتها، أم أنها مجرد حجج واهية تقدمها شركات الإنتاج للهروب من فشل إنتاجها وتبرير عدم تحقيقها لإيرادات كبيرة؟
شهدت دور العرض في الفترة الأخيرة مجموعة من الأفلام، بعضها حصد أكبر قدر من الإيرادات بالمقارنة مع ظروف الموسم، وأخرى مازالت «تعافر» في محاولة للصمود، وثالثة خرجت مبكراً من السباق. من الملاحظ أن ثمة أفلاماً قليلة الكلفة وأبطالها ليسوا من نجوم الشباك، وأخرى فوجىء منتجوها بأن الشركات المسؤولة عن التوزيع قررت طرحها وأبلغتهم قبل نزولها بأيام قليلة، ما أربك حسابات هؤلاء خصوصاً ما يتعلق بالدعاية، فطرحت الأفلام من دون علم الجمهور وبالتالي خرجت من دور العرض مبكرا وقبل أن تحقق إيرادات تذكر.فيلم «سكر بره»، على سبيل المثال، واجه ضعف الدعاية الخاصة به لدرجة أن العاملين في مجال السينما لم يعرفوا أن ثمة فيلماً بهذا الاسم طرح في دور العرض أصلا.
حول هذا الموضوع صرح أحد العاملين في الفيلم بأن الأمور الإنتاجية كانت تسير على أكمل وجه ولم تبخل الشركة بالأموال سواء في المعدات أو طاقم العمل، وكان مقرراً أن تقوم بحملة ترويجية للفيلم، لكن شركة التوزيع فاجأتها بأن الفيلم سيعرض بعد يومين، ما أربك خطط الدعاية التي اعتمدتها الشركة المنتجة ولم تنفذ الخطة الإعلانية المقررة سلفاً.
توقيت
اعتبر صفوت الهلباوي، نائب رئيس توزيع شركة دولار فيلم، أن فكرة التوزيع قائمة على مرتكزات، في مقدمها الفيلم الذي يؤدي بطولته نجم كبير أو نجم شباك يفرض نفسه في أي موسم يريده المنتج وفي دور عرض كبيرة، تجذب الموزعين لجماهيريته العالية، لكن الأفلام الصغيرة أو التي يؤدي بطولتها فنانون ليسوا نجوماً، تحاول شركات التوزيع إيجاد فرصة لها بين الأفلام الأخرى المنافسة واختيار مواعيد عرض قد لا تكون مناسبة.أضاف الهلباوي: «عندما تسند شركة إنتاج فيلمها إلى شركة توزيع لا بد من أن يكون ثمة اتفاق بصورة أو بأخرى على التوقيت، ولا يمكن أن تفاجئ شركة توزيع الشركة المنتجة بموعد العرض بحيث لا يمكنها تنفيذ حملات إعلانية، ذلك أن كل شركة إنتاج تعرف جيدا النطاق الزمني الذي سيعرض فيه فيلمها، ومن ثم عليها تجهيز الحملات الإعلانية التي ستطلقها لدى الاتفاق على موعد العرض.وصف موسم أعياد الربيع الحالي بأنه أضعف المواسم في السنوات الأخيرة، وتابع: «لا يوجد نجوم صف أول لهم أعمال خلال هذا الموسم، ثم عرض هذا الكمّ من اﻷفلام يدفع شركات التوزيع إلى البحث عن صالات، ومن الوارد أن تخبر شركة التوزيع الشركة المنتجة بأن عرض فيلمها سيكون بعد يومين ولكن من دون إجبار، ويرضى المنتج بذلك لأنه يعرف أن فيلمه لا دافع له لجذب الجمهور، وأن عدم الإقبال عليه هو سبب الرفع من دور العرض». أوضح الهلباوي أن الفيلم الفاشل يحمّل منتجه شركات التوزيع الفشل، علاوة على أن بعض اﻷفلام لا يتمكن منتجوها من تنفيذ حملة إعلانية أو حتى دفع ثمن النسخ التي توزع على دور العرض فيتم توزيعها في دور عرض قليلة جدا.نجاح وفشل
رأى الناقد السينمائي طارق الشناوي أن النجاح بالنسبة إلى الأفلام السينمائية له ألف أب أما الفشل فهو يتيم، وعند فشل العمل الفني ترمي الأطراف فشلها على أطراف أخرى. وأضاف الشناوي: «أفلامنا الأخيرة التي تهاوت إيراداتها بشكل كبير تتحمل هي أسباب الهزيمة، فمن الممكن أن تؤدي الدعاية والإعلانات دوراً في فشل الفيلم لكن ليس دور البطولة في الهزيمة التي منيت بها أفلام شاهدتها بنفسي، وهي تستحق الهزيمة ولا يمكن أن ترتكن إلى أي عامل آخر».
فيلم «سكر بره» واجه ضعف الدعاية