في أول انتخابات تجرى في ظل حالة طوارئ فرضتها اعتداءات 13 نوفمبر الدامية، تخطى الفرنسيون حاجزاً نفسياً كبيراً، وأقبلوا على التصويت بشكل غير متوقع، لاختيار الرئيس الحادي عشر للجمهورية الخامسة.وأظهرت النتائج الأولية للدورة الأولى، اقتراب المرشح الوسطي الشاب إيمانويل ماكرون من الإليزيه بشكل لافت، بانتزاعه تأييد 23.7% من الناخبين، مع حصول مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبن على ما نسبته 21.7% من أصل أكثر من 77% شاركوا في الاقتراع، بفارق نقطتين عن مرشح اليمين المحافظ فرنسوا فيون الذي أقر بهزيمته ودعا إلى التصويت لصالح ماكرون.
ومع الإعلان المرتقب للنتائج الرسمية، سيكون ماكرون على بعد خطوة واحدة من حسم السباق نحو قصر الإليزيه لمصلحته، إذ تشير استطلاعات الرأي ونوايا التصويت إلى أنه سيفوز بسهولة على مرشحة «الجبهة الوطنية»، في الدورة الثانية 7 مايو المقبل.وعلى الفور، تلقى ماكرون، الذي دعا لفتح صفحة جديدة في الحياة السياسية الفرنسية، دعماً كبيراً من المحافظين والاشتراكيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء برنار كازنوف، الذي طالب جميع الديمقراطيين بالتصويت له في الجولة الثانية. كما حظي بدعم مرشح الحزب الحاكم بونوا هامون ووزير الخارجية جون مارك آيرولت وعمدة باريس آن هيدالغو.ويمثل تصدر ماكرون ولوبن نتائج الدورة الأولى للانتخابات، التي وصفت بـ«الأغرب في تاريخ فرنسا»، نهاية حقبة هيمن عليها «الجمهوريون» و«الاشتراكيون» طيلة 35 عاماً.
وفي وقت كان ربع الناخين، البالغ عددهم 47 مليوناً، لا يزال متردداً في حسم خياره حتى اللحظة الأخيرة قبل الدورة الأولى، شكل مستوى التعبئة والرغبة في التجديد عنصرين أساسيين في نسبة الإقبال القياسية على هذه الانتخابات، التي شهدت تنافساً محموماً بين أربعة برامج مختلفة، وجرت وسط تدابير أمنية غير مسبوقة تحت تهديد الإرهاب.