البابا تواضروس: العلاقات الكويتية - المصرية تاريخية
أبدى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، سعادته الغامرة بلقاء صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، معربا عن فرحته الكبيرة بوجوده في الكويت التي تتصف بالسماحة وشعبها بالطيبة.وقال البابا تواضروس، خلال كلمة ألقاها في كاتدرائية مارمرقس الرسول للأقباط الأرثوذوكس بمنطقة حولى مساء أمس الأول، بحضور شعبي حاشد، إن العلاقات الكويتية - المصرية ضاربة في التاريخ، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، لافتا إلى أن الشعبين والبلدين الشقيقين يجمعهما مصير واحد.وأضاف: "كنت أشتاق دائما منذ زمن طويل، لزيارة الكويت التي عرفتها من خلال مجلة العربي، وهي بمنزلة "الهدية" التي تقدمها الكويت لكل المثقفين على مستوى الوطن العربي، وهذه المجلة تخاطب العقل والفكر والمعرفة الإنسانية، مشيرا إلى أنه عرف الكويت وأحبها من خلال مجلة العربي، ولكن حينما زارها (الأحد) زاد حبه لها بشكل أكبر، خصوصا بعدما "تشرفت بمقابلة صاحب السمو أمير البلاد وعدد من المسؤولين والأهالي".
وشدد البابا تواضروس على إعجابه الشديد بكاتدرائية مارمرقس الرسول في الكويت، وبأهل الكويت وشعبها وروحهم الطيبة ومحبتهم الكبيرة.
تجسيد المحبة
وأكد البابا في العظة التي ألقاها تحت عنوان "المحبة"، أنه يجب أن نحب كل الناس حتى الذين يختلفون معنا، لافتا إلى أن المحبة ليست بالكلام، ولكن بالأفعال والعمل. وأوضح أن الحب يتحول إلى فرح وإزالة الخوف والفزع من القلوب.وأشار إلى أن المحبة ثلاثة أنواع، أولها محبة الله، والتي يجب أن تكون من القلب والنفس، مشيرا إلى أن من يحب الله لا يعرف الغضب ولا التذمر، ويكون أمينا في عمله، ولسانه ينطق بالصدق ونظره يكون عفيفا.وقال إن النوع الثاني من المحبة هي محبة القريب، ولا يقصد بالقريب الأخ أو الأب أو الأم، بل القريب في الأسرة الإنسانية برمتها، لافتا إلى أن الله لم يخلق البشر إلا لأنه يحبهم.وقال إن النوع الثالث من المحبة هي محبة القريب كالنفس، وتعني أن يعيش الإنسان حياة الرضا وشكر الله في كل الأوقات، مشيرا إلى أن حياة الرضا يجب أن يعيشها الإنسان بكل سعادة ورضا وفرح.بدوره، أكد مطران الكرسي الأورشليمي الأنبا أنطونيوس أن المصريين في الكويت لا يشعرون بأي غربة، لافتا إلى أن الكويت جبلت على الحب والتسامح والكرم منذ القدم ومشددا على أن المصريين في الكويت يعتبرون أنها بلدهم الثاني ويعيشون فيها بمنتهى الأمن والأمان والطمأنينة.من جانبه، أكد السفير المصري لدى الكويت، ياسر عاطف، إنه لأول مرة يجد هذا الحب بين الراعي والرعية (في إشارة إلى الحب الكبير والتصفيق الحار والزغاريد التي استقبل بها الشعب، قداسة البابا تواضروس لحظة دخوله الكنيسة).وقال عاطف إن زيارة البابا إلى الكويت تعد "تاريخية"، لكونها تأتي مرات قليلة خلال العمر. وأكد أن البابا تواضروس يتمتع بحكمة كبيرة وعقل راجح وقلب محب للجميع.