شباب الكويت أحيوا 5 أمسيات في توقيت واحد بـ «الشهيد 2»
مفتاح قدَّم الفنون الشعبية الكويتية وغازي عزف على الكلارينيت
أقامت حديقة الشهيد «2» خمس أمسيات موسيقية وغنائية عبر مواقع مختلفة بها، شارك فيها مجموعة من الشباب الكويتيين غناءً وعزفاً.
احتار رواد حديقة الشهيد في الإجابة عن سؤال: أي حفلة غنائية تختار للاستمتاع بها هذا المساء؟، حيث أقيم في امتدادها رقم "2" خمس حفلات، كلها في ليلة واحدة، تميزت عروضها الحية، التي حطمت الحدود بين المسرح والمتلقي، بباقة متنوعة من أجمل الأغاني والموسيقى الرائعة من الشرق والغرب، ليأخذونا في رحلة عبر الزمن الماضي الجميل والحاضر المتجدد والمستقبل الحالم.قدَّم الحفلات الخمس مجموعة من الفنانين الشباب في فعالية موسيقية فريدة من نوعها.ففي الموقع الأول، قدَّم المطرب سلطان مفتاح مجموعة من أجمل الأغاني الكويتية التراثية، بمشاركة فرقته المكونة من 3 أفراد، بإيقاعات تتميز بها الموسيقى الكويتية، التي تلعب دورا كبيرا في إثارة إحساس المستمعين بالنشوة والطرب، وتستمر لفترة طويلة بتأثيرها وتفردها. وقد تفاعل الجمهور معه، مرددين بعض الجُمل من أغانيه ومع فرقته، وصفقوا مع الإيقاعات.
وغنى مفتاح ألوانا من الغناء التراثي في الكويت، منها "السامري"، الذي يمثل الأغنية الشعبية الجماعية بكل معانيها، لما يتسم به من مرونة وملاءمة للذوق الجماعي، و"الخماري" الذي يعد من أهم ألوان الغناء الشعبي المعروف في الكويت، والذي أطلق عليه اسم فن "اللعبونيات"، ويستخدم فيه الإيقاع الرباعي والسداسي.كما قدم فن "العرضة"، بمشاركة الإيقاعات، أو من دونها، وهي من الفنون الشعبية التي احتلت مكانا مهما في تراث الكويت الموسيقي، واستمدت أصالتها من البيئة الكويتية، وباتت هذه الفنون جزءا لا يتجزأ من المخزون التراثي الموسيقي الكويتي، وعلامة مميزة في برامج حفلات أفراح وليالي السمر بالمجتمع الكويتي بجميع مكوناته. وأظهر مفتاح خبرته التامة في النغمات ومداخل الكلمات ومخارجها والإيقاع. وفي الموقع الثاني، شهد الحضور موسيقى وغناء مصبوغين بروح العصر، قدمهما شاب كويتي كفيف هو عبداللطيف غازي "كلارينيت" ومحمد جباري "غيتار".وفي الموقع الثالث، تفرد عارف الغيتار تيمور خاجة بتقديم أروع الأغاني الغربية من قارتي أوروبا وأميركا، غناء عبر حنجرته الماسية، وعزفا من خلال غيتاره الساحر الذي جذب الشباب بشكل مكثف. وفي الموقع الرابع، استعرضت مجموعة من الفتيات الكويتيات مهاراتهن في العزف والغناء، حيث قدمن مقطوعات غربية وشرقية، ومنهن: شيخة الوتيد وشيخة التتان ونورة الوتيد ولجين التوحيد.وفي الموقع الخامس، قدم حسين الجناع وأحمد القطان عددا كبيرا من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية العاكسة روح الجاز الشرقي.وأثبتت هذه الحفلات - التي تحمل فكرة أن يكون العزف على شكل شوارع الموسيقى الموجودة في نيويورك وبعض البلدان الأوروبية، وحضرها حشد كبير من الجنسيات الموجودة بالكويت - أن الموسيقى لا تعتمد فقط على اللغة أو اللهجة أو الخلفية الثقافية، بل على جمالية الموسيقى المؤداة وصدق كلماتها.ووضح جهد القائمين على الأمسيات الخمس، ولمساتهم الفنية، من خلال الخلفيات التي شيدت لألوان الغناء. ففي الغناء القديم كانت الخلفية "بوم" مبهر في الإضاءة، وفي الغناء الحديث كانت الألوان هي العنوان، ما كان لها تأثيرها المباشر على الحالة، لقدرتها إذا أحسن استخدامها على تغيير شكل وحجم المكان والأشخاص.