تدور أحداث رواية «حارس الفيسبوك» في العالم الافتراضي، حيث مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي هذا ومصطلحاتهم ولغتهم، وذلك بموازاة الواقع الحقيقي وما شابه من تفكك علاقات كانت قائمة، وتشابك وتعقد علاقات جديدة. يضع صالح لفصول روايته ترتيباً عكسياً، فنجد في البداية الفصل 36 وعنوانه «تقرير موقع فيروس» وفي الختام الفصل الرقم واحد وعنوانه «يوم القيامة الافتراضي».
ترحيب نقدي
لقيت الرواية ترحيباً نقدياً واسعاً. قال عنها الأديب إبراهيم عبد المجيد: «أهم ما يميز نصوص شريف صالح ذلك الإحساس الجميل باللغة التي تبدو للبعض خفيفة، ولكنها في الوقت نفسه مفعمة بالمشاعر من دون التورط في المجازات والبلاغة الرخيصة».وفي قراءته الرواية قال الناقد والروائي ممدوح رزق: «اتبع شريف صالح في روايته «حارس الفيسبوك» استراتيجية يمكن تسميتهابـ «التصاعد المعاكس» حيث يبدأ السرد من حدثه الأخير» ثم يأخذ مساراً مضاداً وهو تصاعد لأن كل خطوة داخل هذا السياق تأخذ شكلاً تراتبياً كاشفاً لماذا لم يكن متعيناً في الخطوة السابقة».وأشار رزق إلى أن الطبيعة المتشظية للعالم الافتراضي التي تعامل معها صالح تطابقت على نحو لافت مع «الموقف الازدواجي» للفرد أو محاولات تسوية التعارض بالمعنى الفرويدي بين الفعل، والخوف من الفعل، واستبدال أفعال بديلة به.يوم القيامة الافتراضي
قال الكاتب والمترجم عاطف عبد المجيد إن الرواية تتنبأ بانهيار الفيسبوك وقيام يوم القيامة الافتراضي الذي تنكشف فيه الأسرار ويُعرف الكل على حقيقته، حتى وإن كان يظهر على الفيسبوك باسم حركي وهمي ومزيف».والرواية، بحسب عبد المجيد، مهمومة بمدى الثقة في عالم الفيسبوك وبمسألة الخصوصية التي ما إن تنهار حتى يتحوّل الأمر إلى فضائح مدوّية، وهنا أيضاً نجد أن البطل الرئيس هو الفضاء الفيسبوكي، أو الكوكب الأزرق.وذكر الكاتب الشاب د. محمد إبراهيم قنديل: «الرواية جيدة جداً ومكتوبة بترتيب عكسي لذلك تعتبر أول رواية أقرأها من الخلف إلى الأمام... واعتمدت على نقد العلاقات الإنسانية بعد حدوث القيامة الافتراضية بانهيار الفيسبوك وانهيار الخصوصية الإلكترونية لرواده، واختار الروائي شريف صالح شخصيات رائعة متشابكة في العالم الحقيقي ووضع لتشابُكِها ظلاً في العالم الافتراضي وكانت الشخصيات تدور في فلك «أحمد علوي» الفنان التشكيلي ومديرة أعماله «هدى» وزوجها «عبد الرحمن» وصديقتها «منال» وخالها «علي نجيب» وصديق زوجها «زيزو»، وما يحدث بينهم من خلل افتراضي يلقي بظلاله على العالم الواقعي بتعقيدات تعرض بعضهم للخطر أو للسجن أو لانهيار حياته الأسرية تماماً».يذكر أن «حارس الفيسبوك» رواية شريف صالح الأولى بعد ست مجاميع قصصية أبرزها «بيضة على الشاطئ» التي نال عنها جائزة دبي الثقافية، و{مثلث العشق» التي حصدت جائزة ساويرس، إضافة إلى مسرحيته «رقصة الديك» الحائزة جائزة الشارقة للإبداع.