تصعيد روسي يسبق «معركة إدلب»... وتركيا تهاجم الحسكة وسنجار

●عقوبات أميركية تشمل 271 مسؤولاً «كيماوياً»
● التهجير جريمة حرب
● «البشمركة» لإخراج «الكردستاني» من العراق

نشر في 25-04-2017
آخر تحديث 25-04-2017 | 20:28
قائد عسكري أميركي يتفقد موقع الغارات التركية في جبل كاراتشوك قرب المالكية بالحسكة  (رويترز)
قائد عسكري أميركي يتفقد موقع الغارات التركية في جبل كاراتشوك قرب المالكية بالحسكة (رويترز)
وسط أنباء عن تحضيرات تجريها قوات النظام السوري لفتح جبهة باتجاه مركز ثقل فصائل المعارضة وقبلة المهجرين من باقي المحافظات، شنّ سلاح الجو الروسي غارات جديدة على محافظة إدلب أسفرت عن سقوط عدد من القتلى وخروج ثاني مستشفى عن الخدمة خلال أيام.
في تصعيد تزامن مع قيام الجيش التركي بقصف عنيف استهدف مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية وقوات البيشمركة العراقية، واصل الطيران الروسي استهداف محافظة إدلب، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً في قرية الدويلة بالريف الشمالي الغربي، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الذي أوضح أنه «بعد نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى ميداني في بلدة كفر تخاريم المجاورة، استهدفت غارات محيط المستشفى، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بعد تضرر المبنى والمعدات».

وهو المستشفى الثاني، الذي يتعرض لغارات في غضون أيام في محافظة ادلب، إذ استهدفت طائرات روسية السبت، مستشفى ميدانياً داخل مغارة تحت الأرض بسبعة أمتار في منطقة عابدين، وتسببت بخروجه عن الخدمة وإصابة خمسة من أفراد طاقم عمله.

وخلال شهر أبريل الجاري، تناوب الطيران الروسي والسوري على قصف المشافي في محافظة إدلب، كان أبرزها المشفى الوطني في معرة النعمان في 2 أبريل، وخان شيخون في الرابع منه ومشفى الريف الجنوبي والإخلاص في قرية شنان، على التوالي، والهجوم قبل الأخير شهده المركز الطبي في بلدة عابدين، وجميعها خرجت عن الخدمة.

جبهة رابعة

ومع وضع اللمسات الأخيرة لتحرير الرقة من «داعش» والاستعداد لمعركة أخرى ضد التنظيم نفسه على الحدود السورية العراقية الأردنية، نقل موقع «النشرة» عن مصادر مطلعة أن النظام في طريقه لفتح جبهة باتجاه محافظة إدلب، بعد تمكنه من وقف تقدم فصائل المعارضة في حماة المجاورة واستعادته جميع المناطق، التي خسرها في ريفها بدعم قوي من سلاح الجو الروسي.

ووفق مصادر «النشرة»، التي لم تستبعد مشاركة قوات سورية الديمقراطية «قسد» في إطباق الحصار على معقل المعارضة، فإن إدلب، ستكون الساحة الأسهل لعمل الجيش السوري، في ظل اتجاه واشنطن لتحرير الرقة بدون مشاركة أحد حتى تركيا، التي كانت تطالب بإبعاد الأكراد عن المعركة.

وأشارت المصادر إلى رغبة النظام في استكمال استعادة السيطرة على كامل حدود محافظة حماه الإدارية عبر السيطرة على اللطامنة وكفرزيتا ومورك، وبعد ذلك ستكون المواجهة في البلدات الواقعة على حدودها مع إدلب.

حملة تركية

في هذه الأثناء، شنّت طائرات حربية تركية هجوم واسع النطاق على مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب حيث يوجد مركز الإعلام والإذاعة ومركز الاتصالات وبعض المؤسسات العسكرية» في محافظة الحسكة.

وفي الهجوم، الذي وقع قرب مدينة المالكية الواقعة في المثلث الحدودي بين سورية والعراق وتركيا، أحصى المرصد السوري مقتل 18 شخصاً هم ثلاثة عاملين في المركز الإعلامي و15 مقاتلاً كردياً»، في حصيلة تعد بين الأكبر في قصف تركي ضد الأكراد.

وهي الغارات الأولى لتركيا في سورية منذ إعلانها في مارس انتهاء عملية عسكرية غير مسبوقة شنتها دعما لفصائل معارضة بعنوان عملية «درع الفرات».

معركة الطبقة

ويأتي التصعيد التركي في شمال شرق سورية غداة تمكن «قسد» من دخول مدينة الطبقة في محافظة الرقة بعد أسابيع من حصارها. وبحسب المرصد، تدور معارك عنيفة في القسمين الجنوبي والغربي من المدينة بعد ليلة تخللتها غارات كثيفة للتحالف الدولي على مواقع «داعش» الذي يسيطر على المدينة منذ عام 2014.

وتحظى مدينة الطبقة بأهمية استراتيجية مزدوجة، باعتبار أنها تفتح طريق «قسد» إلى الرقة، وتضم سداً مائياً هو الأكبر في سورية. وتقع على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات على بعد نحو خمسين كيلومتراً غرب مدينة الرقة. وإذ أكد الجيش التركي أن غاراته في سورية هدفت إلى «تدمير أوكار الارهاب وأصابت أهدافها المحددة بدقة»، أشار إلى أن العمليات استهدفت أيضاً مواقع لمقاتلين أكراد وأيزيديين في جبال سنجار في شمال غرب العراق، وشدد على عزمه مواصلة الحملة في البلدين «حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

غارات العراق

وتسببت الغارات التركية في العراق بمقتل 6 عناصر من قوات الأمن الكردية، وفق الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان جبار ياور، مبيناً أن القصف طاول مجمع الأيزيديين في جبال سنجار ومحطة إذاعة جرا شنغال، ومنطقة كلي شلو ومركز الأيزيديين القريب من منطقة سنوني واستهدف مقاتلين أيزيديين متحالفين مع حزب العمال الكردستاني، بالتالي أصاب عن طريق الخطأ «البيشمركة».

وفي حين اعتبرت «البيشمركة» أن الأمر «غير مقبول»، طالبت السلطات الكردية بالعراق بانسحاب حزب العمال الكردستاني من منطقة سنجار.

ودان نائب رئيس البرلمان العراقي أرام شيخ محمد بشدة القصف التركي لمنطقة جبل سنجار، مطالباً الحكومة بالتدخل الفوري واستدعاء سفير تركيا لتسلميه مذكرة احتجاج.

عقوبات أميركية

في غضون ذلك، فرضت وزارة الخزانة الأميركية مساء أمس الأول «عقوبات هي الأكبر في تاريخها» على 271 خبيراً كيماوياً وعدد من المسؤولين السوريين رداً على هجوم بغاز السارين على مدنيين اتهمت نظام الأسد بشنه في 4 أبريل.

وفي إحدى أكبر الإعلانات عن العقوبات، استهدفت وزارة الخزانة مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري، الذي قالت إنه مسؤول عن تطوير سلاح غاز السارين، الذي تتهم واشنطن النظام السوري باستخدامه في هجوم خان شيخون وأسفر عن مقتل 100 مدني ثلثهم أطفال، وأمرت بتجميد جميع الأصول في الولايات المتحدة، التي تعود لهم وحظرت على أي فرد أو شركة أميركية التعامل معهم.

تهجير ومحادثات

وفي حين تجري واحدة من أكبر عمليات التهجير، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تقرير إلى مجلس الأمن وزعه أمس الأول، من أن عملية النقل القسري للمدنيين في سورية ربما تكون بمنزلة جريمة حرب، لما يتبعها من قتل جماعي وتشريد المدنيين بالقوة.

وعلى هامش مشاركته في المؤتمر الوطني الأول للإعلام، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن «سورية ستشارك في الجولة المقبلة من محادثات جنيف وأستانة»، مشيراً إلى أنها «تتابع موضوع انضمام قطر إلى المشاركين في المحادثات المقررة في كازخستان مطلع الشهر المقبل». وذكر المقداد أن «الأصدقاء الروس أكدوا لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أنهم لن يسكتوا على أي ضربة قادمة لحليفهم السوري، والولايات المتحدة قالت: إنها لن تقوم بعدوان آخر على سورية».

دمشق تتلقى تطمينات بعدم حدوث هجوم أميركي وتتابع انضمام قطر لأستانة
back to top