خاص

مصر : عفيفي لـ الجريدة•: الطيب يناقش التجديد الديني شهرياً مع الرئاسة

أمين البحوث الإسلامية: التكفيريون يستغلون الظروف الاقتصادية والتربوية لنشر أفكارهم

نشر في 26-04-2017
آخر تحديث 26-04-2017 | 00:05
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية محيي الدين عفيفي
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية محيي الدين عفيفي
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية محيي الدين عفيفي إن الأزهر الشريف لا يتحمل مسؤولية الإرهاب الذي يضرب مصر والعالم، مؤكداً أن مواجهة الفكر المتشدد تحتاج إلى تكاتف جميع مؤسسات الدولة.
وبينما شدد عفيفي، في حوار مع «الجريدة»، على أن الهجوم على الأزهر غير مبرر، نافياً وجود خلاف بين مؤسسة الرئاسة المصرية والمؤسسة الدينية، طالب بتبني خطاب ديني معاصر وتفنيد الأفكار التي يعتمد عليها «داعش»... وفيما يلي نص الحوار:


• كيف تفسر الهجمة الإعلامية على مؤسسة الأزهر الشريف؟

- هجمة غير مبررة، لأنه لا يمكن تحميل الأزهر مسؤولية الإرهاب، الذي أصبح ظاهرة عالمية، ولا تقتصر على مصر وحدها، فلا يمكن أن يُحاكم الأزهر بسبب انتشار الفكر المتطرف، وفي رأيي أن السبب في انتشار العنف ليس العامل الديني وحده، وإنما هناك أسباب أخرى تتعلق بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية، التي عاش فيها من انخرطوا في دروب الإرهاب.

• البعض يرى أن هناك خلافًا بين مؤسسة الرئاسة والأزهر حول ملف تجديد الخطاب الديني؟

- لا يوجد خلاف، والدليل أن الإمام الأكبر يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كل شهر أو شهرين على الأكثر، ليعرض عليه آخر ما وصل إليه الأزهر في مسألة التجديد، والأزهر مؤسسة من مؤسسات الدولة، ولا تعمل خارج نطاقها، والرئيس لديه إيمان بأهمية تفعيل دور الأزهر، ومن هذا المنطلق جاءت دعوته المتكررة لتجديد الخطاب الديني.

• كيف ترى تضارب الاختصاصات بين الأزهر و«المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب» المزمع تأسيسه؟

- ليس لدي تصور عن طبيعة عمل المجلس وتشكيله، ولكن نظراً لطبيعة الأزهر العلمية، سيكون ممثلاً فيه، ونحن نثمن أية خطوة لمؤسسات الدولة في هذه الاتجاه، فالأمر يتعلق بالأمن القومي للبلاد، والحق أنه يجب أن تتكاتف جميع مؤسسات الدولة، وخاصة وزارات «التربية والتعليم»، والثقافة، و«الشباب والرياضة» والتعليم العالي والتضامن، فضلاً عن أن الأزهر يتصدى لتصحيح المفاهيم المغلوطة، من خلال كشف حقيقة تلك الجماعات المأجورة التي تتاجر باسم الإسلام، فـ«داعش» يستغل أمية الشباب الدينية وحالة التصحر في مجال الدين، لنشر أفكاره.

• ما وسائل تفعيل دعوات تجديد الخطاب الديني في الأزهر؟

- تجديد الخطاب الديني يعني العودة للمنابع الأصيلة، وبيان وسطية الإسلام وسماحته، كما أن التجديد يجب أن يشمل الوسائل والأساليب وذهنية من يقوم على الخطاب الديني، إذ إن موجات الإرهاب التي تجتاح العالم، تتطلب خطاباً دينيا معاصرًا، لأن تلك الجماعات التكفيرية تستدعي فتاوى منذ قرون لتطبق في عالمنا المعاصر، وهذا مرفوض تماماً.

• هل ترى أن مهمة التجديد مقتصرة على الأزهر؟

- لا، فالتجديد مسؤولية كل المؤسسات، ولن يفيد التجديد إذا كان الخطاب الإعلامي يهدم ويجرف كل شيء ويفسد وجدان الناس، والخطاب التعليمي متراجع وغير مرتبط بالواقع، والثقافة متراجعة، والأمية الدينية منتشرة بين الشباب، فالتجديد مسؤولية تضامنية، ولكن وحشية وعنف الأعمال الإرهابية التي تمارس باسم الدين، تضع الأزهر في الصف الأول كرأس حربة، لذلك فالتجديد في المقام الأول مسؤولية دينية.

• هل نحن بحاجة إلى إعادة النظر في المناهج الدينية بالمنظومة التعليمية كاملة؟

- نحن بحاجة لإعادة النظر في كل مناهج التعليم، سواء كانت شرعية أو غير شرعية، فلابد من ربط المناهج بواقع الحياة وسوق العمل، وهناك تصور لمناهج التعليم في الأزهر، من خلال النهضة العلمية التي يقودها الإمام الأكبر، لاستحداث مقررات جديدة، مثل «التربية الإسلامية»، الذي سيتم اعتماده لأول مرة وهو يركز على العلاقة مع الآخر.

back to top