وسط تصاعد التوتر بسبب طموحاتها النووية، أحيت كوريا الشمالية أمس، الذكرى الـ85 لتأسيس جيشها بتدريب عسكري تقليدي ضخم، تزامناً مع وصول غواصة أميركية حاملة للصواريخ الموجهة إلى مياه جارتها الجنوبية.

وأكدت وزارة الدفاع الكورية الشمالية أنها تجري "تدريباً ضخماً على إطلاق النار" في مدينة وونسان الساحلية والواقعة في شرق البلاد، موضحة أنه الأكبر على الإطلاق في تاريخ الشطر الشمالي، ويعتقد بأن الرئيس كيم جونغ-أون حضره.

Ad

وفي عرض آخر للقوة سبق وصول حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" إلى شبه الجزيرة الكورية، توقفت الغواصة الأميركية "يو إس إس ميشيغان" القادرة على حمل 150 صاروخ "كروز" من طراز "توماهوك" في ميناء مدينة بوسان الجنوبية أمس، في حين أجرت مدمرات بحرية تابعة للولايات المتحدة تدريبات عسكرية مشتركة أخرى مع سفن يابانية وكورية جنوبية.

وحذر الرئيس دونالد ترامب وكبار معاونيه من أن "جميع الخيارات مطروحة" في التعاطي معها، بما في ذلك التحرك العسكري. وحث ترامب، أمس الأول، مجلس الأمن على النظر في تعزيز العقوبات المفروضة عليها.

وفي شأن آخر، لا تزال أمام ترامب، الذي يتحدث عن احتمال الترشح لاعادة انتخابه، أكثر من 1300 يوم في الرئاسة. وعلى الرغم من أن الأيام المئة الأولى له شهدت نكسات مدوية في الكونغرس وتقلبات في مواقفه السياسية في مختلف المجالات، لكنه تعلّم الكثير خلالها.

ورغم أن ترامب أظهر قدرة على التغيير سواء في لهجته أو في مواقفه، فإنه لم يوفق في تقديم رؤية واضحة لسياسته الخارجية.

ومع اقتراب فترة المئة يوم في السلطة التي تحمل مغزى رمزياً لأي رئيس أميركي جديد، فإن ترامب على وشك أن يدرك حقيقة صعبة وقاسية بعد أن وعد الأميركيين بأن يحقق الفوز لهم في كل المجالات.

ولا يزال ترامب (70 عاماً)، الذي أثار فوزه في الانتخابات صدمة في العالم، متمسكاً بسياسته غير المتوقعة وأسلوبه الارتجالي، الذي جعل منه رجل أعمال ناجحاً في قطاع العقارات ونجم تلفزيون الواقع.

ولكن يبدو أن هذا الرئيس، الذي كان معادياً للمؤسسة السياسية أثناء ترشحه للرئاسة ووعد "بتجفيف المستنقع" في واشنطن، أدرك الآن أنه يتولى إحدى أصعب الوظائف في العالم.

فخلال أسابيعه الأولى في الرئاسة عانى ضربات موجعة بعد أن علقت المحاكم الفدرالية قراره بحظر السفر، كما لم يتمكن الكونغرس من التحرك بشأن إصلاحات الرعاية الصحية.

وبعد محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ حول كوريا الشمالية، قال ترامب "بعد الاستماع لمدة 10 دقائق أدركت أن الأمر ليس سهلاً".

وباستثناء روتين،ه الذي لا يتغير بإرسال التغريدات كل صباح، التي عادة ما تتأثر بالأخبار التي تبثها شبكة فوكس نيوز، يمكن القول، إن ترامب تغير.

والنجاح الأبرز، الذي حققه ترامب حتى الآن في أيامه المئة الأولى، هو تعيين القاضي الفدرالي المحافظ نيل غورستش في المحكمة العليا.

وترامب يعلم أنه لا يستطيع عرض العديد من الإنجازات التي حققها خلال هذه الفترة، وانتقد في تغريدة "المعيار السخيف للإنجازات في أول مئة يوم"، رغم أن أحد أعضاء فريقه، قال مراراً، إن هذا المعيار مهم.