واشنطن تدرس الإشراف المباشر على ميناء الحديدة لوقف التخريب الإيراني في اليمن
زيارة ماتيس لكابول بحثت الرد على دعم موسكو لـ«طالبان»
أشاع تعيين الأمير خالد بن سلمان سفيراً للسعودية في واشنطن أجواءً إيجابية في كل من وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين. واعتبر مراقبون تعيين الأمير الشاب في هذا الموقع الحساس ترجمة عملية للزيارة الناجحة التي أجراها ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان برفقة وفد كبير ضم أيضاً وزير الخارجية عادل الجبير للعاصمة الأميركية قبل نحو شهرين. واعتبرت أوساط أن ما يجري على صعيد إعادة تعزيز العلاقات الأميركية- السعودية والخليجية عموماً، ينبغي مراقبته، لاسيما أن المشاريع التي تُعد بين الطرفين مرشحة لتأخذ أبعاداً استراتيجية مهمة في الأجندة التي وضعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بالنسبة إلى المنطقة.ولفتت تلك الأوساط إلى أهمية ورش العمل المشتركة التي تتواصل بين الأميركيين والسعوديين، وكان آخرها رعاية وزير الخارجية ريكس تيلرسون اجتماعات مجموعات العمل الاقتصادية بين البلدين الأسبوع الماضي، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع جيم ماتيس للمملكة خلال جولته في المنطقة.
وأضافت أن ما صدر عن ماتيس في الرياض من تصريحات حمل دلالات مهمة، وخصوصاً بشأن تصميم الولايات المتحدة على وضع حد للتهديدات التي تتعرض لها دول المنطقة من أطراف خارجية، وتلبية احتياجات تلك الدول.ورأت أن المرحلة المقبلة قد تشهد سلوكاً أميركياً ميدانياً مختلفاً تجاه تهديدات إيران، وأن الوزير ماتيس كان واضحاً عندما أشار إلى التهديدات التي تشكلها التنظيمات التي ترعاها طهران في اليمن، ما قد يؤشر إلى احتمال حصول «احتكاكات» معها في تلك المنطقة. وكشفت أن وزارة الدفاع تدرس إمكانية وضع ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر تحت سيطرة مباشرة من البحرية الأميركية، بعدما تمنعت الأمم المتحدة عن القيام بذلك، لمنع عمليات التهريب التي تجري عبر هذا الميناء إلى المناطق التي تهيمن عليها الميليشيات الحوثية والقوات المتحالفة معها.واستأثرت عودة عمليات القرصنة من السواحل الصومالية باهتمام الصحافة الأميركية خلال الأيام الأخيرة، في مؤشر على جدية الإجراءات التي ترغب واشنطن في اتخاذها بتلك المنطقة، في حين تحدثت مصادر أخرى عن تنسيق مع كل من الرياض وأبوظبي لإعادة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر.وأضافت أن الوزير ماتيس أبلغ المسؤولين السعوديين عن عودة التنسيق اللوجستي بشكل كامل في العمليات التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، وعن زيادة وتيرة المشاركة المصرية، وهو ما تم التطرق إليه خلال زيارة الرئيس المصري للسعودية الأحد الماضي.وأشارت إلى أن واشنطن أرسلت رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى طهران تحذرها فيها من مغبة القراءة الخاطئة للمرحلة المقبلة، وإلى نيتها إرسال تعزيزات جديدة إلى المنطقة.وقالت تلك المصادر إن الهجوم الدامي الأسبوع الماضي على قاعدة للجيش الأفغاني قرع أجراساً كبرى حول الدور التخريبي الذي تمارسه كل من طهران وموسكو في أفغانستان، والذي جرى التطرق إليه في الأسابيع الماضية بالكونغرس، ما فرض الزيارة الخاطفة للوزير جيم ماتيس لكابول لمناقشة سبل الرد على هذا التخريب، وعدم نفي الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان تقارير تحدثت عن توفير روسيا الدعم لحركة «طالبان» بما يشمل السلاح.