ثريا البقصمي: لتكريم حماة «لغة الضاد» مذاق خاص
كلية الآداب احتفت بـ «سيدة الحروف والألوان» في يوم الأديب الكويتي
امتدح عدد من الأكاديميين بجامعة الكويت الفنانة التشكيلية الأديبة ثريا البقصمي في يوم تكريمها بكلية الآداب.
كرم قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الكويت الفنانة التشكيلية الأديبة ثريا البقصمي في يوم الأديب الكويتي، في حفل كبير بقاعة 125 بكيفان، برعاية عميدة الكلية د. سعاد العبدالوهاب.واحتفت كلية الآداب بها بكل ألوان الفنون، حيث قدمت فيلما تسجيليا عن مسيرتها، ومشهدا تمثيليا جسد لحظات إبداعاتها كسيدة الحروف والألوان، وتسابق عدد من شخصيات المنصة في الحديث عنها وموهبتها ولوحاتها وأشعارها ورواياتها ومجموعتها القصصية، وهم: د. سعاد العبدالوهاب، ود. عبدالله الغزالي ونسيمة الغيث وهيفاء السنعوسي.وتألقت عريفة الحفل د. سعاد العنزي بشكل لافت، إذ ألقت كلمة عبرت عن أجواء السعادة التي مست الحضور، كانت فيها حاضرة البلاغة، رائعة الوصف، جميلة المعاني والصور.
وعبرت البقصمي عن مدى سعادتها بهذا التكريم الذي يعد الأول لها في الكويت، وقالت "إن هذا التكريم من هذا الصرح في وجود كل هذه القامات الذين يعدون حماة لغة الضاد في الكويت له مذاق وطعم مختلف، علاوة على أنه قيمة، ممتنة جدا لكل من فكر في منحي إياها، لأنه أسعدني ومنحني الطاقة والدافع لمواصلة طريقي الذي اخترته وأعطيت له سنين عمري".
نصيحة العمر
وكشفت عن أهمية التكريم من قسم اللغة العربية، لأنها في يوم من الأيام وبعد عودتها من بيروت التي كانت تدرس فيها باللغتين الفرنسية والإنكليزية كادت تنسى اللغة العربية، لولا أن قيض الله لها معلمة سورية قدمت لها نصيحة العمر، بأنها يجب أن تقرأ كثيرا حتى تتغلب على هذا الموضوع، وكانت القصة الأولى التي حاولت استعادة اللغة العربية بها "تحت ظلال الزيزفون" لمصطفى لطفي المنفلوطي. واستعرضت البقصمي مسيرتها التعليمية بين بيروت والقاهرة وموسكو التي أبعدتها لمدة 15 سنة عن الكويت.وبدأ الحفل بكلمة من د. الغزالي قال فيها: يحتفل قسمنا كل عام بيوم الأديب الكويتي لتكريم شخصية كويتية متميزة في واحد من فنون الأدب العربي أو الثقافة العامة أو الفنون التشكيلية، وننطلق في ذلك من إيماننا بضرورة التواصل بين الجامعة والمجتمع الكويتي لتكريم المتميزين فيه، ويسعدنا اليوم أن نحتفي بتكريم ثريا البقصمي لأدائها المتميز في الأدب والفنون التشكيلية، ونحن إذ نكرم البقصمي نتمنى لها دوام التوفيق في حياتها الأسرية والأدبية والفنية.وقالت د. العبدالوهاب: أريد أن أعبر عن سعادتي الغامرة بحضور هذه الاحتفالية الخاصة بالفنانة الأديبة الشاملة ثريا البقصمي، التي نعرفها بمعارضها الفنية ولوحاتها ذات الخصوصية المتميزة، كما نعرفها بكتاباتها السردية، سواء في شكل القصة القصيرة أو الرواية، حيث وصفت البقصمي بالمبدعة الشاملة، فإن هذا الوصف هو وحده اللائق بإبداعاتها المتنوعة التي عرفنا، وسنعرف عنها الكثير في تلك الكلمات التي نتوقعها ونتوق اليها في مثل هذه المناسبة.الحقيقة البازغة
وأشارت إلى أن البقصمي التي يصدق عليها ما وصف به جلجامش في الأسطورة السومرية بأنه الذي رأى الحقيقة البازغة أن البقصمي يمكنها أن تضيف الى جانب نشاطها التشكيلي في مجال الرسم ونشاطها السردي والشعري أنها رحالة أيضا، فقد تحركت منذ فجر شبابها بين أركان العالم، وشاهدت من جوانبه وأخلاق أهله ربما أكثر مما شاهد غيرها، وهذا ما نجده ماثلا سواء في رسومها أو في قصصها.وإذا لم تكن لي دراية تتجاوز التذوق في أمور الفن التشكيلي، فإنني من خلال سردياتها أرى أنها عنيت بالشخصية الانسانية في استوائها واعتدالها، كما في جنوحها وغرابتها، أو في معقولها ولا معقولها، ومن ثم فإننا نستطيع أن نصف هذه السرديات بأنها حاولت أن تقرب التجربة الإنسانية بكل طبائعها الى القارئ بأسلوب رشيق وبعيد تماما عن أي افتعال.وسأختم كلمتي هذه بمطلبين، الأول الى نسيمة الغيث رئيسة تحرير "المجلة العربية للعلوم الإنسانية" بأن تكلف ناقدا متميزا لكتابة دراسة نقدية وافية عن البقصمي وتنوعها الموضوعي وخصوصيتها الأسلوبية، والمطلب الثاني اقتناء الأعمال الفنية الجيدة لعرضها في القاعات لكي يشاهدها الجميع، اعترافا بحق الإبداع المتميز.