حوصر اللبنانيون في سياراتهم لعدة ساعات، صباح اليوم ، بسبب الفوضى التي تسبب بها أصحاب الشاحنات الذين قطعوا الطرقات الرئيسية احتجاجاً على قرار وقف العمل في المرامل والمقالع. وتسبب الاعتصام بحركة مرور خانقة على كافة الأراضي اللبنانية في وقت اتخذت فيه الدولة دور المشاهد من دون أن تتحرك لمعالجة الوضع أو حتى توقيف المسؤولين عن شلّ البلد، لتأتي تغريدة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «المتأخرة» والتي قال فيها: «أطالب بفتح الطرق في كلّ لبنان خلال ساعة، وإلا سأضطرّ إلى استعمال القوة». وانعقد مجلس الأمن المركزي في الوزارة، بعد ظهر أمس، لتدارك اي محاولات أخرى لقطع الطرق. وتمنى المشنوق على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة مجلس الوزراء للانعقاد للبحث في ملف المرامل والكسارات وكل القضايا التي تهم الناس، «بعيدا عن النزاع السياسي حول قانون الانتخاب».وقال: «بصرف النظر عن الجهات السياسية المعنية أو غير المعنية، سيطبق القانون ابتداء من صباح غد (اليوم)، وسنمنع بالقوة إذا اضطررنا، إقفال الطرق. اليوم أعطيناهم مهلة نصف ساعة، وتم الالتزام وفتحت الطرق. وتقوم قوى الامن الداخلي بواجباتها في ضهر البيدر والزهراني وكل المناطق، لأنه ممنوع على أي مجموعة ان تقوم بتعطيل حياة الناس ومنعهم من الذهاب الى إشغالهم وأعمالهم او العودة الى منازلهم». وختم: «لا أعتقد أن هناك جهات سياسية تقف وراء ما حصل اليوم، كل الجهات السياسية مشاركة في المرامل والكسارات وكل الجهات كانت تراجع وتضغط لفتح هذه الكسارة او تلك».
وأكد نقيب أصحاب الشاحنات شفيق القسيس «توقف الشاحنات عن العمل اعتباراً من صباح غدٍ، والاستمرار بالتحرك حتى يصار إلى تغيير القرارات المجحفة بحقنا».وأبدى القسيس، في مؤتمرٍ صحافي أمس، «الاستعداد لتلبية طلبات الوزير المشنوق، بأن يكون الإضراب سلمياً، ونطالب بإنصافنا كي لا نهاجر». وقال: «لن نلجأ إلى قطع الطرقات ولا نقبل بذلك، وأصحاب الشاحنات يقفون إلى جانب الطرقات، ونحن نطالب بحقنا حتى نحصل على حقوقنا».إلى ذلك، نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقاء «الاربعاء النيابي»، اليوم ، استياءه وإدانته لقطع الطرق من قبل أصحاب الشاحنات، مؤكداً موقفه أيضاً من الكسارات والمرامل التي «شوهت الطبيعة وأضرت وتضر بالبيئة».كما أشاد رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب بموقف الوزير المشنوق من قطع الطرقات، معتبرا أنه «ممتاز». وقال وهاب في «تغريدة» له عبر «تويتر»: «يجب أن يُطبق مهما كانت الظروف، لأن كرامة الناس ليست ملكاً للبعض، وما جرى اليوم جريمة بحق المواطنين».في السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، فيديو مصور عن إشكال وتضارب بالأيدي في الكوستابرافا بين أحد المواطنين وعدد من اصحاب الشاحنات، بسبب قطع الطريق. وقالت مصادر أمنية إن «الإشكال وقع في منطقة الأوزاعي عند مدخل النفق الاول باتجاه بيروت بين عدد من أصحاب الشاحنات الذين كانوا يقطعون الأوتوستراد والمؤهل اول في قوى الأمن الداخلي ع. ح. وقد تم الاعتداء بالضرب عليه وتحطيم سيارته، ما دفع الأمر بالمؤهل إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم، وأصيب بأضرار جسدية نقل إلى مستشفى بشامون للمعالجة». ولاحقاً، أفادت قوى الأمن الداخلي بأن «عناصر شعبة المعلومات، تمكنوا من القاء القبض على المدعو س. ف. وهو المفتعل الأساسي للإشكال الذي وقع صباحاً في محلة الكوستابرافا، والذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي». وأكدت أنّ العمل جار على توقيف باقي المتورطين في الأشكال.
دوليات
لبنان: اعتصام الشاحنات يشلّ حركة المرور
26-04-2017