أزمة مفتوحة بين إسرائيل وحليفتها التاريخية ألمانيا
بلغت الأزمة في العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل، في أعقاب أشهر من التوتر، مستويات غير مسبوقة حاليا، بعد أكثر من نصف قرن من الروابط الوثيقة، خصوصا بسبب مسؤولية برلين عن المحرقة اليهودية.وألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا، أمس ، مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال، بسبب تمسك الأخير بلقاء ممثلي اثنتين من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية التي توجه انتقادات محرجة لحكومتها. وتساهم هذه السقطة الدبلوماسية في تشويه "العلاقات الخاصة"، وفق تعبير باللغة الألمانية، التي تربط ألمانيا بإسرائيل، بعد 70 عاما على الإبادة الجماعية لأكثر من 6 ملايين يهودي إبان الحقبة النازية.
وقد تشكل الأزمة نقطة تحول في العلاقة التي لم يعد يمليها فقط وخز الضمير الألماني.وكتبت مجلة "دير شبيغل"، اليوم ، أن "المعاملة الخاصة لإسرائيل لأسباب تاريخية بلغت حدها مع حكومة نتنياهو"، مضيفا أن "خطأنا التاريخي لا يمكنه أن يدفع ألمانيا إلى قبول أن الحكومة الإسرائيلية تبتعد أكثر فأكثر عن القيم التي كانت مشتركة حتى الآن".وظهرت بوادر التصدع الأولى في يناير الماضي، عندما أعربت وزارة الخارجية الألمانية للمرة الأولى عن "شكوكها" في رغبة نتنياهو في تحقيق حل الدولتين، بعد تصويت الكنيست على قانون يسمح لإسرائيل بتملك أراض جديدة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وفي أعقاب ذلك، أعلنت حكومة ميركل في فبراير الماضي، إلغاء المشاورات السنوية بين الحكومتين، عازية الأمر رسميا إلى مشاكل في التوقيت.وقال فولكر بيك، وهو رئيس لجنة برلمانية ألمانية حول العلاقات مع إسرائيل، إنه لأسباب دبلوماسية، "تم تقديم تأجيل مشاورات الحكومة، باعتباره مشكلة فنية. هناك رغبة في عدم السماح بتصعيد المسألة".من جهته، قال خبير الشؤون الألمانية موشي زيمرمان من الجامعة العبرية في القدس، إن "ميركل حاولت أن تكون مهذبة، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تلتقط الإشارة".