تلقى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، ضربة إسرائيلية جديدة شملت، للمرة الأولى، مطار دمشق ومحيطه، ودمرت مستودع أسلحة وخزانات تابعة لمليشيا «حزب الله» اللبناني، وأطلقت موجة استياء عارمة في الأوساط الموالية، بسبب عدم قدرة الدفاعات الجوية على التصدي أو الرد، رغم إعلان دمشق أن زمن السكوت قد ولّى.وأفادت مصادر «الجريدة» بأن إسرائيل شنت سلسلة غارات في محيط مطار دمشق، ولم تستخدم الصواريخ، كما نقلت وسائل إعلام مقربة من دمشق وطهران، مؤكدة وقوع 7 قتلى على الأقل بينهم قيادي في «حزب الله» وآخر في الحرس الثوري الإيراني.
ونفت المصادر استخدام مقاتلات «إف 35» فائقة التطور، التي تسلمت إسرائيل 3 منها قبل أيام، مؤكدة أن سلسلة الغارات الناجحة شنتها مقاتلات من طراز «اف 16».وبعد ساعات على وقوع الانفجار، أعلن مصدر في الخارجية السورية «تعرض أحد المواقع العسكرية جنوب غرب مطار دمشق الدولي إلى عدوان إسرائيلي بعدة صواريخ أطلقت من داخل الأراضي المحتلة، ما أدى إلى حدوث انفجارات في المكان نتج عنها بعض الخسائر المادية».وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة أن القصف الاسرائيلي استهدف «مستودع اسلحة لحزب الله» اللبناني، مشيرا الى ان «الجزء الاكبر من المستودع كان أصلاً فارغاً».واعتبر المصدر السوري أن «العدوان» يأتي «كمحاولة يائسة لرفع معنويات المجموعات الإرهابية التي تنهار تحت ضربات قواتنا المسلحة».وفي 13 يناير الماضي اتهمت دمشق إسرائيل بقصف مطار المزة، الذي يعد مقرا للاستخبارات الجوية السورية. وسجل أسوأ حادث منذ بدء النزاع السوري في مارس 2011، الشهر الماضي، عندما استهدف الطيران الاسرائيلي في17 مارس أهدافاً عدة في قاعدة عسكرية قرب تدمر ينتشر فيها جنود روس وتصدت دفاعات النظام له.
معلومات خطيرة
وعلى الفور، شدد وزير الاستخبارات يسرائيل كاتز، الذي لم يؤكد وقوع الهجوم كالعادة، على أن إسرائيل ستتدخل في كل مرة تبلغها «معلومات خطيرة» عن نقل أسلحة متطورة إلى «حزب الله»، معتبراً أن «هذا الحادث منسجم تماماً مع هذه السياسة».وجدد كاتز التأكيد على تعهد إسرائيل بشن ضربات جوية بين الحين والآخر في سورية ضد «حزب الله» الذي ينقل صواريخ أو أسلحة أخرى صوب الحدود اللبنانية، وهو ما وصفه بأنه «خط أحمر».قاعدة إيرانية
في السياق، كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلي عن مساع إلى «تفاهم» مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وجوب عدم السماح لإيران بإقامة موطئ قدم عسكري دائم في سورية.وقال كاتز، لوكالة «رويترز» أثناء زيارة إلى الولايات المتحدة، «أريد التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل لعدم السماح لإيران بنشر قوات عسكرية بشكل دائم في سورية جوية أو برية أو بحرية»، مضيفاً أن هذا ينبغي أن يكون جزءاً من أي اتفاق دولي في المستقبل لإنهاء الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ نحو ست سنوات.وأوضح الوزير، الذي ينتمي لحزب ليكود اليميني بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه سيستغل أيضاً لقاءاته مع مسؤولي البيت الأبيض وكبار المشرعين للضغط من أجل فرض مزيد من العقوبات على إيران و»حزب الله»، غير أنه أكد أن إسرائيل لا تطلب من واشنطن إرسال مزيد من القوات لسورية، ولكن تطلب «تحقيق هذا بالحديث مع الروس وبتهديد إيران وبالعقوبات وأمور أخرى».خان شيخون
وفي بيان منفصل، اتهمت وزارة الخارجية السورية فرنسا بـ»التضليل والكذب» ونشر «الادعاءات المفبركة» إزاء «الهجوم الكيماوي» في بلدة خان شيخون، غداة تقرير للاستخبارات الفرنسية حمّل دمشق مسؤوليته، موكدة أنها «لا تملك الأهلية والاختصاص القانوني لتقرير ما حصل في خان شيخون واستخلاص النتائج».وكشفت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا»، أمس، عن اجتماع للمحور الثلاثي الداعم للأسد ممثلاً بوزراء دفاع روسيا وإيران وسورية سيرغي شويغو وحسين دهقان وفهد الفريج، على هامش مؤتمر موسكو السادس للأمن الدولي، ركز على محاربة الإرهاب واستعادة الأمن في سورية.ودان الوزراء الثلاثة استهداف الجيش الأميركي بصواريخ «توماهوك» قاعدة الشعيرات في ريف حمص فجر 7 أبريل الجاري، رداً على هجوم خان شيخون، وطالبوا بوضع حد لهذه الممارسات التي «تفضي إلى تقوية وتوسيع نطاق التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم»، حسبما نقلته وكالة «ارنا».تدخل بريطاني
وفي تلميح لتدخل عسكري في سورية، أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن لندن ربما تجد صعوبة في رفض طلب إدارة ترامب للمساعدة، إذا قررت اتخاذ إجراء ضد الأسد بسبب استخدامه الكيمياوي.وأوضح جونسون، لـ»بي.بي.سي» إنه ينبغي كذلك النظر فيما إذا كانت تلك المساعدة العسكرية تحتاج إلى موافقة البرلمان الذي رفض في عام 2013 قصف قوات النظام في سورية لردعها عن استخدام الأسلحة الكيمياوية.تحديد القوات
وأعطى الرئيس الأميركي الجيش سلطة تغيير نظام مربك لتحديد مستويات القوات في العراق وسورية قال منتقدون له إنه سمح للبيت الأبيض بالتحكم في كل صغيرة وكبيرة من قرارات المعارك وأدى في النهاية إلى عدم وضوح الأرقام الحقيقية للقوات الأميركية.وأكدت وزارة الدفاع «البنتاجون» هذا الإجراء وقالت إنه لم يطرأ حتى الآن أي تغيير على مستويات القوات، موضحة أن الاستراتيجية ما زالت تركز على دعم قوات محلية تقاتل تنظيم «داعش»، وهو أسلوب أدى لتفادي الحاجة لقوة برية أميركية كبيرة.داخلياً، أطلق «جيش الإسلام» أمس معركة جديدة ضد قوات النظام في غوطة دمشق الشرقية، موضحاً أنها تستهدف السيطرة على منطقة حوش الضواهرة المجاورة لمنطقة حوش نصري وعدة نقاط استراتيجية.