أكد الأديب والشاعر الكويتي د. خليفة الوقيان إمكانية عودة الكويت إلى التألق الثقافي الذي تميزت به في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، إذا ما عادت للأساس الذي انتهجته حينذاك، ووسعت نطاق الحرية للمبدعين للانتاج الفكري والثقافي دون قيود.جاء ذلك في تصريح على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي السادس للغة العربية الذي أقامته جامعة قطر، والذي استعرض خلاله ورقة عمل حول الثقافة في دولة الكويت، وخاصة في المراحل المبكرة جداً.
وقال الوقيان ان "دولة الكويت تميزت ببواكيرها الثقافية التي كانت تشمل جميع المجالات الادبية والفنية والفنون التشكيلية وغيرها، مما جعلها منارة في ذلك الوقت لجميع دول المنطقة".وأضاف ان "الكويتيين اهتموا بالثقافة منذ فترة مبكرة جدا وأبدعوا في مجالاتها المتنوعة".ولفت إلى وجود مخطوطات نسخت في الكويت تعود اقدمها الى عام 1682، اضافة الى انشاء المؤسسات الثقافية منذ مطلع القرن الـ20 كالجمعية الخيرية الأهلية في 1913 والمكتبة الاهلية في 1922 والنادي الادبي في 1924.
فنون البحر
وأوضح ان الكويت اصدرت الصحف منذ عام 1928 ممثلة في مجلة الكويت للشيخ عبدالعزيز الرشيد، اضافة الى ابداعات عدد من الشعراء الكويتيين كالشاعر عثمان بن سند والشاعر والفنان التشكيلي والموسيقي عبدالله الفرج، الذي أحيا فن الصوت الذي نقرأ عنه في العهد العباسي، فضلا عن ابداعاته الموسيقية التي تناقلها الكثيرون.وذكر أن الفنون الموسيقية في الخليج والكويت خاصة ثرية بشكل لافت للنظر وبخاصة فنون البحر.المسرح الكويتي
وأضاف ان "تلك الفنون تطورت مع مرور الزمن لتشمل الشعر والمسرح والقصة القصيرة"، مشيرا الى ان المسرح الكويتي ولد مبكرا في عام 1924 من خلال تمثيلية "محاورة اصلاحية" التي كتبها الشيخ عبدالعزيز الرشيد.وبين ان البداية الحقيقية للمسرح في الكويت كانت في عام 1939 حين قدم الطلاب والمدرسون على مسرح المدرسة المباركية مسرحية "إسلام عمر"، إلى أن انشئت في عام 1940 اربع فرق مسرحية في المدارس الأربع في الكويت وهي المباركية والأحمدية والشرقية والقبلية.وأشار الى وجود تشابه بين المبدعين والباحثين في القضايا التي يتناولونها، سواء في الكويت أو باقي دول الخليج.وأكد أهمية المؤتمرات لتوثيق العلاقات الثقافية بين المشتغلين في الشأن الثقافي والشأن العام، لأنها تتيح لهم فرصة الحوار والتواصل المباشر.وكان الوقيان شارك في مؤتمر الدوحة كمتحدث رئيس وضيف شرف، إضافة الى تكريمه في المؤتمر الذي يتطرق الى الأدب في قطر والخليج العربي.ركيزة أساسية
وكانت بدات أمس الأول أعمال المؤتمر الدولي السادس للغة العربية، تحت عنوان "الخطاب الأدبي في قطر والخليج العربي: البدايات والامتدادات"، بمشاركة عربية وأجنبية.وقال عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر د. راشد الكواري، في كلمته الافتتاحية، "ان الادب ركيزة اساسية في اي مجتمع متحضر يحترم العقل ويمنح الكلمة قيمتها وقدرتها على التأثير، ومن دون ان ننظر الى الادب بوصفه قوة فاعلة ومؤثرة لن يتحقق لنا شيء ذو بال، ولن تكون هناك ثمرة حقيقية لمسارنا في مجالات الحياة".وأضاف الكواري ان المؤتمر يعد فرصة لمناقشة ابعاد الخطاب الادبي ومكوناته في مختلف الاجناس الادبية، "وهو ما قد يضع ايدينا على جملة من القضايا والاهتمامات التي يحملها الادب الخليجي على عاتقه".وأوضح انه "ليس هناك مفر من مكاشفة واقعنا مكاشفة ادبية ثقافية تجعلنا اكثر وعيا بهمومنا لنتغلب عليها ونسعى بثقة نحو الأجود والأكثر بقاء، ولعل هذا ما يفسر سبب تركيزنا على انعاش هذا الوعي الخليجي في فعاليات متعددة تربوية وتعليمية وثقافية".من جهتها، قالت رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة قطر د. مريم النعيمي، في كلمتها، ان المؤتمر الدولي السادس لقسم اللغة العربية يسعى لتحليل قضايا الأدب ومظاهره الفنية ليكون هناك تواصل وتأثير وتأثر بين الادباء والنقاد.وأوضحت النعيمي ان ذلك يأتي لتمكين المشهد الادبي في منطقة الخليج أن يكون له تأثير كبير في تشكيل وعي صحيح ويلعب دوره الحقيقي في تنمية هذا الوعي من اجل مستقبل اكثر نضجا ووعيا وتقدما.ويهدف المؤتمر الذي ينظمه قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر الى استكشاف القضايا الفنية والأدوات التجريبية في تطور أشكال التعبير الادبي، إضافة الى المعاني والمداخل التحليلية منذ العصر الحديث لمناقشة الأبعاد الاجتماعية للأدب كونه إحدى الظواهر الاجتماعية دون التخلي عن الأبعاد الفنية.وناقش المؤتمر العديد من الأوراق البحثية منها "العوالم الممكنة في الرواية التاريخية (قراءة في رواية القرصان)" المقدمة من الباحثة لولوة حسن العبدالله من معهد الدراسات العربية والشرقية في باريس، وورقة بحث بعنوان "أصداء الرومانسية لدى رواد التجديد من شعراء الكويت"، قدمها د. عمر العامري من كلية القانون الكويتية العالمية في الكويت.كما ناقش المؤتمر "الهوية والانتماء في شعر أحمد بن يوسف الجابر... دراسة تحليلية للمضامين والأشكال"، قدمها د. محمد بلعربي من كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة تلمسان في الجزائر.