أصيبت مظاهر الحياة في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، أمس، بشلل تام، إثر استجابة واسعة لدعوات بإضراب شامل تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل منذ 11 يوماً، فيما أطلق عليه "معركة الأمعاء الخاوية".

وأغلقت المؤسسات الحكومية والخاصة والمحال التجارية أبوابها في مختلف محافظات الضفة والقدس المحتلة، إضافة إلى الجامعات والمدارس، واستثني من الإضراب الخدمة الصحية وطلبة الثانوية العامة.

Ad

وكانت اللجنة الوطنية لـ"إسناد إضراب الأسرى" أعلنت، في وقت سابق، الخميس يوم إضراب شامل. كما أعلنت نقابة النقل والمواصلات، أمس الأول، أنه سيكون يوم إضراب شامل وعام في الضفة الغربية.

وهذه المرة الأولى منذ سنوات التي تشهد فيها الأراضي الفلسطينية إضرابا شاملا. وفي هذا السياق قال رئيس اتحاد الغرف التجارية في فلسطين، خليل رزق: "نعتقد أن هذا دور رئيسي للقطاع الخاص في كل المحافظات الفلسطينية التي يعمها الإضراب".

قائد ومطالب

ونادراً ما تشهد الأراضي المحتلة إضرابات مثل هذا، من حيث توقف جميع مناحي الحياة، إذ إن المواصلات متوقفة تماماً، تضامناً مع نحو 1800 أسير يخوضون "معركة الأمعاء الخاوية"، لا سيما مع تدهور صحة القيادي مروان البرغوثي، الذي دعا للإضراب.

ويقود الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية الرامي إلى "تحقيق عدد من حقوق الأسرى أبرزها إنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري"، البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المعتقل منذ 15 عاما والصادر عليه خمسة أحكام بالسجن المؤبد.

كما تشمل المطالب، وفق نادي الأسير، الذي يقول إن إسرائيل تحتجز في سجونها 6500 معتقل منهم نساء وأطفال، مجموعة أخرى من حقوق الأسرى، بينها المطالبة بالسماح بزيارات الأهالي ومعالجة المرضى.

كهرباء غزة

إلى ذلك، اتخذت السلطة الفلسطينية خطوة تصعيدية للضغط على حركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة أمس، وقال مسؤولون إسرائيليون إن "السلطة الفلسطينية" أبلغت إسرائيل أمس بأنها ستتوقف عن دفع ثمن إمدادات الكهرباء الإسرائيلية لغزة، في تحرك قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء بالكامل عن القطاع الذي يقاسي سكانه البالغ عددهم مليوني نسمة انقطاعات بالفعل في معظم أوقات اليوم.

وأوضح بيان صادر عن وحدة الاتصال العسكري الإسرائيلي مع السلطة الفلسطينية أن السلطة قررت التوقف فورا عن سداد ثمن الكهرباء الذي تمد به إسرائيل غزة عبر عشرة خطوط للكهرباء تنقل 125 ميغاواط، أو ما يعادل نحو 30 في المئة من احتياجات غزة من الكهرباء.

ومع توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل وتقطع الإمدادات المصرية عبر خطوط الكهرباء، تمثل الإمدادات القادمة من إسرائيل أهمية بالغة لتوفير الكهرباء لسكان غزة، وإن كان لفترة بين أربع وست ساعات فقط في اليوم.

انتقاد وتحذير

في غضون ذلك، وصف المتحدث باسم "حماس"، سامي أبوزهري، خطوة السلطة التي يتوقع أن تقلص إمدادات الكهرباء للقطاع بأنها "تصعيد خطير وعمل جنوني".

في هذه الأثناء، أعلن البنك الدولي أن النقص المستمر في الوقود والبنى التحتية غير الكافية في قطاع غزة، تتسبب بـ"أزمة إنسانية" للفلسطينيين المقيمين في القطاع الفقير الخاضع لإدارة "حماس" منذ 2007.

وفي تقرير نشر قبل مؤتمر دولي للمانحين الأسبوع المقبل، أكد البنك، أمس، أن المساعدات الدولية وحدها لا تستطيع انقاذ الاقتصاد الفلسطيني الراكد دون تغييرات عملية وتعاون من إسرائيل.

وأكدت مديرة مكتب البنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة مارينا ويس أن نقص الكهرباء يؤثر على المستشفيات والعيادات وامدادات المياه وخدمات حيوية اخرى، بالإضافة الى الاحتياجات المنزلية.

ودعا البنك الدولي السلطة إلى إجراء إصلاحات لـ"ضمان الوفاء بالتزامات الدفع لمزودي الكهرباء، إذ سيقوم ذلك بتشجيع الاستثمار اللازم من القطاع الخاص".

وأضاف البنك أن الأمر "مهم بشكل خاص لغزة للسماح ببناء خط عالي الجهد من اسرائيل للمساهمة في تخفيف ازمة الطاقة".

صمت وضغوط

من جهته، امتنع متحدث باسم السلطة في رام الله عن التعقيب على خطوة قطع إمدادات الكهرباء الإسرائيلية عن غزة. واتخذت السلطة الفلسطينية عدة خطوات للضغط على "حماس" لإجراء انتخابات فلسطينية جديدة، ومن ذلك فرض ضريبة على الوقود الإسرائيلي الذي تشتريه لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة والتي لم يعد بمقدورها إيجاد مصدر تمويل وتوقفت عن العمل قبل أسبوعين.

وتقول مصادر إسرائيلية إن غزة تحتاج إلى 400 ميغاواط من الكهرباء لضمان إمداد سكانها بالطاقة على مدار الأربع والعشرين ساعة.

ولا يتحقق هذا الهدف حتى في حالة عمل محطة التوليد. وعادة ما تنتج المحطة 60 ميغاواط تضاف إليها الإمدادات الإسرائيلية البالغة 125 ميغاواط في حين تأتي 25 ميغاواط عبر خطوط كهرباء من مصر.

استهداف وقصف

من جانب آخر، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي استهداف المدفعية الإسرائيلية لنقطة تابعة لـ"حماس" جنوبي قطاع غزة أمس بقذيفتين، وذلك ردا على إطلاق نار على قوات إسرائيلية قرب الخط الفاصل بين القطاع والمناطق الإسرائيلية.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية، بأن إطلاق النار الفلسطيني استهدف قوة عسكرية "كانت تقوم بنشاط أمني اعتيادي قرب السياج الأمني المحيط بجنوب القطاع".