وسط استعدادات أمنية مشددة، ولافتات إعلانية مرحبة، ملأت شوارع القاهرة، يبدأ "الحبر الأعظم" بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، زيارة تاريخية لمصر عصر اليوم، على مدار يومين، يقيم خلالها قداسا في استاد "30 يونيو"، ويلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الإسكندرية تواضروس الثاني، وهي الزيارة التي تأتي بعد أسبوعين من تفجيرين إرهابيين استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية، "شمال القاهرة"، وخلفا ما لا يقل عن 47 قتيلا معظمهم من الأقباط.وقبيل يوم واحد من الزيارة، أحكمت وزارة الداخلية قبضتها على حي الزمالك الراقي، ونشرت رجال الأمن، في محيط مقر سفارة الفاتيكان، الذي سيقيم فيه البابا، الملقب بـ "بابا السلام"، والذي يزور مصر للمرة الأولى، ويشارك في مؤتمر "الأزهر العالمي للسلام"، الذي انطلق في القاهرة أمس، وافتتحه شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، الإمام الأكبر أحمد الطيب، بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم، لتوجيه رسالة مشتركة للعالم باتفاق رموز وممثلي الأديان على الدعوة إلى السلام.
وبينما ينتظر الكثيرون في العالم، كلمة البابا فرانسيس، التي يلقيها في ختام المؤتمر، اليوم، تناولت كلمة شيخ الأزهر في افتتاح المؤتمر الحديث عن "فلسفة السلام في الإسلام"، مؤكدا أن القرآن الكريم يقرر حقيقة الاختلاف بين الناس دينا واعتقادا ولغة ولونا، وأن إرادة الله شاءت أن يخلق عباده مختلفين، وأن الاختلاف هو سنة الله في عباده التي لا تتبدل ولا تزول إلى أن تزول الدنيا وما عليها، وأشاد بحرية الاعتقاد، مع شرط الالتزام بنفي الإكراه على الدين.ودافع الطيب عن سماحة الإسلام، بالإشارة إلى أن فكرة الحرب في الإسلام هي استثناء وأضاف: "يلجأ إليه حين لا يكون منه بد"، وهي للدفاع عن النفس ودفع الظلم والدفاع عن المظلومين، داعيا إلى استغلال المؤتمر لإعلان أن الأديان بريئة من تهمة الإرهاب، والإشارة إلى أن "الإرهاب الأسود الذي يحصد أرواح المسلمين في الشرق أيا كان اسمه ولقبه واللافتة التي يرفعها لا تعود أسبابها إلى شريعة الإسلام ولا إلى قرآن المسلمين، وإنما ترجع أسبابه البعيدة إلى سياسات كبرى جائرة اعتادت التسلّط والهيمنة والكيل بمكيالين".من جهته، قال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، في كلمة ألقاها نيابة عنه أسقف طنطا وتوابعها، الأنبا بولا: "لن نواجه آلات الموت إلا بنشر السلام في ربوع المسكونة، وأن مصر ستنتصر على الإرهاب بزرع ثقافة السلام والمحبة في قلوب الناس"، وأشار إلى ضرورة أن يكون البشر أداة حقيقية لنشر السلام بين الشعوب، وأنه بات على الضمير العالمي الوقوف أمام داعمي الإرهاب ومموليه.بدوره، قال الأمين العام لـ "مجلس الكنائس العالمي"، القس أولاف فيكس، إن الهوية والنصوص الدينية يساء استخدامها من قبل البعض لإضفاء الشرعية على العنف والإرهاب، الذي يرتكبونه باسم الدين، مضيفاً أنه رأى في مصر مسلمين يحمون ويدافعون عن مسيحيين تعرضوا للعنف.
دوليات
بابا الفاتيكان في القاهرة... والأزهر يطلق حوار الأديان
27-04-2017