اكتسى خطاب ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمناسبة 100 يوم على توليه الحكم رمزية عالية، فهو توجه إلى الجمعية الوطنية للأسلحة النارية، أقوى لوبي للاسلحة في العالم. ومن غير المألوف أن يخاطب رئيس في السلطة هذه المنظمة القوية والواسعة النفوذ التي تتباهى بقدرتها على التأثير على الانتخابات المحلية والوطنية ويتهافت على أبوابها المرشحون الجمهوريون في أثناء حملاتهم الانتخابية. والرئيس الذي سبقه إلى ذلك هو دونالد ريغان قبل 35 عاما.ويعقد المؤتمر السنوي السادس والأربعين بعد المئة للمنظمة التي أعلنت مبكرا تأييدها لدونالد ترامب وقدمت له دعما ماليا كبيرا لمدة أربعة أيام. ويؤكد رئيس الجمعية واين لابيار الذي أثنى على أداء ترامب، ولا سيما تعيين القاضي المحافظ نيل غورسيتش في المحكمة العليا، ان "أعضاء الجمعية وحملة السلاح ساعدوا ترامب في الوصول إلى القمة".
وفي مايو 1983، وخلال حملة اعادة انتخابه، أثار رونالد ريغان إعجاب أعضاء لوبي السلاح في فينيكس في أريزونا بقوله "لن ننزع على الإطلاق سلاح أي أميركي يسعى الى حماية عائلته".ويعتبر ريغان الرئيس الأميركي الذي حظي بأعلى قدر من الشعبية في مرحلة ما بعد الحرب، وبات على مر السنين بالنسبة للعديد من المشرعين المحافظين بطلاً وشخصية مرجعية.وفي شأن التعيينات، وافق مجلس الشيوخ الاميركي على تنصيب أليكساندر أكوستا وزيرا للعمل ليكون آخر وزير تتم الموافقة عليه ضمن الوزراء الذين اختارهم ترامب.
ضربة نووية
وفي حين لم يستبعد إجراء حوار مباشر مع نظام كوريا الشمالية بشأن برنامجها الصاروخي، حذر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، من أن تهديد بيونغ يانغ حقيقي بتوجيه ضربة نووية إلى سيول وطوكيو، مشدداً على أن كل الخيارات يجب أن تبقى مطروحة إزاءها.ورفضت سيول، أمس، تصريحات لترامب جاء فيها أن على كوريا الجنوبية دفع ثمن الدرع الصاروخية الأميركية البالغة قيمتها مليار دولار التي ينشرها الحليفان في هذا البلد للتصدي لتهديدات كوريا الشمالية.ووصلت العناصر الأولى من منظومة ثاد إلى ملعب غولف سابق في منطقة سيوغجو الجنوبية على مسافة 250 كلم جنوب سيول، ما أثار غضب بكين في وقت يسود توتر شديد شبه الجزيرة الكورية على خلفية برنامجي بيونغ يانغ النووي والبالستي.وقال ترامب: "أبلغت كوريا الجنوبية أنه من المناسب أن تدفع. إنها منظومة بقيمة مليار دولار"، مضيفا "إنها هائلة، تدمر صواريخ مباشرة في الجو".كما أشار إلى امكان نشوب "نزاع كبير جدا" مع كوريا الشمالية.وردت سيول بأنه بموجب الاتفاق حول الوجود العسكري الأميركي، يقدم الجنوب الأرض والبنى التحتية لمنظومة ثاد، فيما تدفع واشنطن تكاليف نشرها وتشغيلها.من جهة أخرى، اشتكى ترامب، أمس الأول، من أن السعودية لا تعامل الولايات المتحدة بعدالة، قائلا إن واشنطن تخسر كما هائلا من المال للدفاع عن المملكة. وقال: "بصراحة السعودية لم تعاملنا بعدالة، لأننا نخسر كما هائلا من المال للدفاع عن السعودية".وأكد في مقابلة صحافية أن إدارته تجري محادثات بشأن زيارات محتملة للسعودية وإسرائيل في النصف الثاني من مايو. ومن المقرر أن يقوم بأول زيارة للخارج منذ توليه الرئاسة في 25 مايو لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، وربما يضيف لبرنامجه محطات أخرى.ويمثل انتقاد ترامب للرياض عودة لتصريحات أدلى بها خلال حملته الانتخابية في 2016، حين اتهم المملكة بأنها لا تتحمل نصيبا عادلا من تكلفة مظلة الحماية الأمنية الأميركية.بدوره، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جينغ شوانغ، أن بكين "ليس لديها المفتاح لحل القضية الكورية الشمالية"، مضيفا أن الصين لم تصعد الصراعات، المحيطة بجارتها المعزولة.وتابع المتحدث أن الصين تؤيد قرارات مجلس الأمن ضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وتشجع على تسوية المشكلة من خلال "الحوار والاتصال".رابطة آسيان
وفي رد على خطاب نادر كتبه وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ-هو للاستغاثة بها، أعربت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أمس عن "قلقها العميق" من جراء التجارب النووية والبالستية لبيونغ يانغ، مؤكدة أن دولها (بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وبورما والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام) تدرك أن عدم الاستقرار في شبه الجزيرة ستنجم عنه تأثيرات مهمة في المنطقة وخارجها".وفي أنقرة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، أنه يعتزم أن يفتح مع ترامب "صفحة جديدة" في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة التي يزورها في منتصف مايو. وقال إردوغان خلال ندوة: "إنني على ثقة بأننا سنخط مع ترامب صفحة جديدة في العلاقات التركية - الأميركية".وأضاف إردوغان أن "الدعم والمساعدة الملموسة التي تقدمها الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية تضر بروح التحالف بين البلدين".وكرر من جهة أخرى أنه يتوقع من الولايات المتحدة اعتقال وتسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب في يوليو.دونالد مشتاق لأيام الماضي
بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب تواقاً لحياته قبل دخول البيت الأبيض، مؤكداً أنه "يحن لقيادة السيارات ويشعر وكأنه محبوس في شرنقة، لم يكن يدرك مدى صعوبة وظيفته الجديدة".وقال ترامب، "كنت أعشق حياتي السابقة. كانت لدي أشياء كثيرة جداً الآن لدي عمل أكثر مما كان في حياتي الماضية. كنت أظن أن الأمر سيكون أسهل".وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على فوزه وقبل يومين من إتمامه أول 100 يوم في الرئاسة، لا تزال الانتخابات عالقة في ذهنه. وبينما كان الحديث يدور حول الرئيس الصيني شي جين بينغ، توقف ترامب ليقدم نسخاً مما قال، إنها أحدث أرقام على خريطة انتخابات 2016. كما قال ترامب إنه لم يكن ينعم بالخصوصية في "حياته الماضية" لكنه عبر عن اندهاشه لضآلة القدر المتوافر الآن.
... وأبرز تغريداته
بعد فوزه بالانتخابات، هنأ ترامب نفسه عبر "تويتر"، واصفا يوم 20 يناير بـ "اليوم الذي لن تنساه الأمة".وردا على التظاهرات الضخمة عقب تنصيبه، اعتبر في 22 يناير أن "التظاهرات السلمية هي من العلامات المميزة لبلادنا، حتى لو كنت أعارضها، إلا أنني أعترف بحق الناس في التعبير عن رأيهم بحرية".وفي 3 فبراير "إيران تلعب بالنار، هم لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما لطيفا معهم. لست أنا"!وفي 4 فبراير جدد وعده "بجعل أميركا عظيمة مجددا".وفي 6 فبراير هنأ ترامب فريق سوبر بول بالفوز مملوك من صديقه روبرت كرافت.وفي اليوم العاشر من الشهر نفسه، رفضت المحاكم الأميركية طلبه تمديد حظر السفر على فرضه على مواطني دول غالبيتها إسلامية قال: "أراكم في المحكمة، أمن أمتنا على المحك".وفي تغريدة متصلة في 29 يناير "المسيحيون في الشرق الأوسط تعرضوا لعمليات إعدام بأعداد كبيرة. لا يمكن أن نسمح لهذا الرعب بالاستمرار".كما هدد ترامب جامعة بيركلي في كاليفورنيا بقطع التمويل عنها، بعد تظاهرات اندلعت داخلها احتجاجا على دعوة ستيف بانون، الذي شغل منصب كبير مستشاريه للشؤون الاستراتيجية.
... ويتجاهل اقتراح تايوان
تجاهل الرئيس دونالد ترامب اقتراحا من رئيسة تايوان بإجراء اتصال هاتفي آخر بينهما، وقال إنه لا يريد أن يسبب مشكلات للرئيس الصيني شي جين بينغ، في وقت تساعد فيه بلاده على ما يبدو في جهود كبح جماح كوريا الشمالية.وفي مقابلة أجرتها في البيت الأبيض، نحى ترامب الفكرة جانبا، بعد أن قالت رئيسة تايوان تساي إينغ أمس الأول إنها لن تستبعد الحديث مباشرة مرة أخرى مع الرئيس الأميركي، وهو أمر من المؤكد أن يغضب الصين.ووضع تايوان قد يكون أشد القضايا حساسية بين واشنطن وبكين.وقال ترامب: "الإشكالية بالنسبة إلي أنني أرسيت علاقة شخصية رائعة مع الرئيس شي. أشعر في الحقيقة أنه يبذل كل ما في وسعه لمساعدتنا في وضع صعب"، مشيرا إلى دلائل على أن الصين ربما تعمل من أجل تفادي إقدام جارتها وحليفتها بيونغ يانغ على إجراء أي تجارب صاروخية أو نووية جديدة.