تغيير الأبطال في مسلسلات الأجزاء... بين النجاح والإخفاق
جاءت نهاية الجزء الأول من مسلسل «الأب الروحي» صادمة نتيجة لموت شخصيات رئيسة فيه، مما يعني انتهاء دور أبطال كثيرين. سخر المشاهدون من هذا الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، مُتسائلين من سيكمل المسلسل في الجزء الثاني؟
يفتح هذا الأمر النافذة إزاء ظاهرة مُسلسلات الأجزاء المتعددة التي يفشل بعض أجزائها بسبب كثرة تغيير الأبطال أو المُخرجين.
يفتح هذا الأمر النافذة إزاء ظاهرة مُسلسلات الأجزاء المتعددة التي يفشل بعض أجزائها بسبب كثرة تغيير الأبطال أو المُخرجين.
مسلسل «الأب الروحي»، بحسب صانعيه، ملحمة درامية من خمسة أجزاء، أي 300 حلقة بمشاركة 800 ممثل وممثلة، وبمجرد خروج أبطال من جزء يدخل أبطال جدد، وتستمر هذه الحالة إلى أن تكتمل الملحمة. لم يكتف الصانعون بالتغيير في أبطال العمل، بل أعلنوا تولي المُخرج تامر حمزة مهمة إخراج الجزء الثاني، ذلك رغم النجاحات الكبيرة التي حققها الجزء الأول مع المخرج بيتر ميمي، والذي أفاد بأنه لم يُستبعد من العمل كما أُشيع، بل سبق أن اتفق مع الشركة على أن يتولى إخراج الجزء الأول فقط، فيما يهتم المُخرج التنفيذي تامر حمزة بالجزء الثاني، وسيكون الجزء الثالث لمُخرج آخر...وأكّد أن التغييرات لن تؤثر في جودة الملحمة الدرامية وتناسقها، لأن ثمة فريق عمل يشتغل وفقاً لخطة ثابتة لا تتغيّر بتغيّر الأشخاص، موضحاً أن ذلك يعزّز التنوع وإظهار زاوية جديدة للمُشاهد.
«الأب الروحي» من بطولة كل من محمود حميدة، وأحمد فلوكس، ومحمد عادل، وسوسن بدر، ومي سليم، وعايدة رياض، وأحمد عبد العزيز، وإيهاب فهمي، وأحمد حلاوة، وهو من إنتاج «مجموعة فنون مصر» (ريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز)، ومن تأليف هاني سرحان ومحمد جلال، من إخراج بيتر ميمي.
سلبي وإيجابي
بينما يأتي التغيير في الأبطال في بعض الأعمال سلبياً، يكون أيجابياً ومهماً في أعمال أخرى. يبرز في هذا المجال «الكبير» للفنان أحمد مكي، إذ حقّق النجاح في خمسة أجزاء على مدار السنوات الماضية، واكتفى مكي بهذا العدد وما زال العمل يحصد النجاحات كلما أعيد عرضه.ويرى البعض أن مكي كان ذكياً في اختيار توقيت التوقف عن طرح أجزاء جديدة نظراً إلى ردود فعل سلبية لحقت بالجزء الأخير عندما اعتذرت دنيا سمير غانم عن عدم المشاركة فيه، من ثم حاول المؤلف اختلاق تفاصيل جديدة، إلا أن ذلك لم يعوّض عن غياب شخصية «هدية» التي قدمتها الفنانة المصرية بنجاح، ما دفع مكي إلى التوقف عن تقديم أجزاء جديدة.الجمهور
شهدت مسلسلات عدة أخيراً تغيّراً في الأبطال أيضاً، من بينها «هبة رجل الغراب» الذي حققت من خلاله إيمي سمير غانم نجاحاً لافتاً بتجسيدها الشخصية الرئيسة، وهو ما أخفقت ناهد السباعي في الحفاظ عليه في الجزء الثالث، لكن مع الجزء الرابع والتحوّلات في الأحداث تقبّلها الجمهور، خصوصاً أن شخصيات كثيرة تغيّرت.حدث الأمر نفسه مع الجزء السادس من «ليالي الحلمية»، ما يثبت أن الجمهور عندما يرتبط بنجاح شخصية ما في العمل يرفض استبدالها في أي جزء جديد منه، يضاف إلى ذلك أن المسلسل نفسه تعرّض لانتقادات عدة تتعلّق بالأحداث، إذ لم يستطع السيناريست أيمن بهجت قمر والمُخرج مجدي أبو عميرة الاحتفاظ بروح العمل الكلاسيكي الشهير الذي كتبه أسامة أنور عكاشة، وأخرجه إسماعيل عبد الحافظ.على العكس، أظهر مسلسل «راجل وست ستات» في أجزائه التسعة تلاحم الشخصيات الجديدة في أدوارها، مثلما حدث عندما حلّت الفنانة أنعام الجريتلي بديلة عن الراحلة زيزي مصطفى عقب وفاتها.رأي النقد
يرى الناقد الفني محمود قاسم أن نجاح أي مُسلسل «يكمن في الكيمياء بين الأبطال والجمهور، من ثم الحفاظ عليها في خط درامي ثابت». تابع: «أبرز مهمة للكاتب والسينارست ربط الأجزاء ببعضها بعضاً من دون إحداث خلل ما»، مضيفاً أن الجزء الجديد من أي مسلسل يفرض نفسه على الساحة الدرامية إن كان جيداً ولا يتأثّر بتغيير الأبطال، تماماً مثل «سلسال الدم» حيث رسم المؤلف مجدي صابر خطاً درامياً واحداً ومتكاملاً رغم تغيير الشخصيات، على عكس «ليالي الحلمية» الذي كان السر في أجزائه السابقة التوافق بين يحيى الفخراني وصلاح السعدني، وعندما لم يظهرا في الجزء الأخير فقد المسلسل خيوط الترابط بين النص والجمهور.رمضان الحكم
رمضان المُقبل سيكون نافذة للحكم على أعمال تستكمل أجزاءها السابقة، مع تغيير البعض من أبطالها. يأتي في المقدمة الجزء الثاني من «الجماعة» للمؤلف وحيد حامد، وكان عُرض الجزء الأول منه عام 2012، وشارك في بطولته كل من إياد نصار، وعزت العلايلي، وحسن الرداد، وسوسن بدر، فيما أخرجه محمد ياسين. يؤدي بطولة الجزء الجديد هشام سليم، وباسل خياط، وعبد العزيز مخيون، وصابرين، وصبا مبارك، ويخرجه شريف البنداري.