إذا سلّمتَ مسؤولية الاختيار إلى أشخاص آخرين، ستسمح لهم بالتحكم بخياراتك وتصرفاتك مع أنك الشخص الوحيد المسؤول عنها. لذا يجب أن تستعيد الثقة بنفسك وبقدرتك على القيام بأفضل الخيارات التي تناسبك. لا أحد يستطيع اتخاذ قرارات صائبة بدلاً منك، بل يجب أن تحقّق هذا الهدف بنفسك.

إذا لم تبدأ بأخذ المبادرات في حياتك الخاصة، ستبقى سجيناً في تردّدك. نتيجةً لذلك، ستصبح فرصك المستقبلية محدودة ولن تسمح لنفسك بالانفتاح على تغيرات ربما تُحسّن حياتك بناءً على رغباتك الحقيقية.

Ad

إليك بعض النصائح للتخلص من عادة التردد:

لا تبالغ في التفكير بالنتائج:

على عكس ما نظنّ عموماً، يستحيل أن نحتسب النتائج المستقبلية لأن أفعال الناس وحوادث الحياة تبقى غير متوقعة. لذا يحمل اتخاذ القرارات شكلاً من المجازفة. من الضروري أن تثق بالقرارات التي تتخذها طبعاً لكن يجب أن تدرك أنك لا تستطيع السيطرة على نتائجها. لذا لا تبالغ في التفكير بمختلف المسائل.

لا تتخذ قرارات مبنية على الانفعال:

يتعب بعض الناس من التفكير بالنتائج المحتملة التي تسبّبها خياراتهم، فيتخذون قرارات انفعالية بدل المرور بالمسار الشاق الذي يسبق اتخاذ القرارات. لا بأس باتخاذ قرار سريع، فقد يكون أفضل من عدم اتخاذ أي قرار أحياناً. لكن إذا كنت معتاداً على اتخاذ قرارات سيئة وانفعالية، فمن الأفضل أن تخصّص وقتاً إضافياً للتفكير قبل التحرك.

قم بما تخاف منه:

تكون ثقة الشخص بنفسه معدومة إذا اتخذ القرار الذي يعتبره أقل عرضة للصراعات والخلافات والمخاطر، ما يجعله يتخذ قراراً خاطئاً بسبب خوفه من الفشل. عند اتخاذ القرارات، يجب أن تقوم بالخيار الذي يخيفك. عبّرت الكاتبة كارولين ميس عن هذا الجانب بأفضل طريقة حين كتبت: «اتّخِذْ دوماً أكثر قرار يخيفك لأنه القرار الذي يساعدك على التطور».

وازن بين عقلك وغرائزك:

كي تتخذ قرارات صائبة بنفسك، يجب أن تصغي إلى عقلك وغرائزك معاً. يمكن تحقيق أفضل النتائج عند إقامة توازن مناسب بين الجانبَين. سيقنعك المنطق وحده بأنك تتخذ قراراً آمناً، ما يمنعك ربما من تحقيق شغفك. أو يمكن أن تجد نفسك عالقاً في مكانك فلا تتخذ أي قرار بل تقنع نفسك بأنك تحتاج إلى معلومات إضافية لتسهيل عملية صنع القرار. في المقابل، يؤدي الإصغاء إلى المشاعر وحدها إلى اتخاذ قرارات متهورة. لذا من الضروري أن تصغي إلى جوانبك الذاتية كافة عند اتخاذ القرارات الكبرى. يقول المثل: «أصغِ إلى قلبك لكن خذ دماغك معك!».

فكّر بقرارٍ اتخذتَه تبيّن لاحقاً أنه ممتاز:

بماذا شعرتَ حين كنت تتخذ ذلك القرار؟ كيف توصّلتَ إلى ذلك الاستنتاج؟ فكّر بما جعله خياراً ممتازاً. حين تُراجع القرارات الإيجابية التي اتخذتها، ستدرك أنك تستطيع اتخاذ قرارات جيدة وستتمكن حينها من إيجاد أنسب استراتيجية لاتخاذ القرارات. ألاحظ شخصياً أنني لا أشعر بتردد كبير حين أتخذ قراراً صائباً، بل يزيد مستوى تركيزي عندما أثق بخياراتي.

اتخّذ قراراً يعطيك خيارات إضافية:

لا يريد أحد أن يشعر بأن خياراته محدودة. يحِدّ بعض القرارات من مرونتك وقد يسبّب لك ضغطاً نفسياً غير ضروري في المستقبل. حاوِلْ أن تتخذ قراراً قد يبدو لك الأصعب للوهلة الأولى لكنه سيكون مثمراً على المدى الطويل. يجب أن تتغلّب حماستك لاكتشاف ما ستصبح عليه على خوفك من اتخاذ قرار صعب.

اطرح السؤال «السحري»:

عندما تضطرّ إلى اتخاذ قرار صعب، اطرح على نفسك السؤال «السحري» المقتبس من «العلاج المُركَّز على الحل»: «افترِضْ الليلة أن أعجوبة حصلت حين كنت تنام. عندما تستيقظ في اليوم التالي، ما هي المسائل التي تريد أن تلاحظها كي تستنتج أنّ حياتك تحسّنت فجأةً؟». من خلال طرح هذا السؤال، يمكنك أن تتخيّل المستقبل بعدما اتخذتَ قرارك، ما يساعدك على تحديد مدى صحة الخيار الذي تفكّر به.

حين نجد نفسنا أمام معضلة تتطلب منا اتخاذ قرار مهمّ، قد يقنعنا عقلنا المنطقي أحياناً بأننا نحتاج إلى وقت إضافي وإلى استشارة المزيد من الناس أو أننا لسنا مستعدين بعد لاتخاذ القرار النهائي. قد يَشِلّ هذا التفكير حركتنا خوفاً من اتخاذ قرار خاطئ. وحين نشعر بأننا عالقون في هذه الدوامة، لن نخطو أي خطوة إلى الأمام. حتى الامتناع عن اتخاذ أي قرار سيكون شكلاً من صنع القرار. لذا من الضروري أن نسمع عقلنا وغرائزنا في آن.

اسمع ذلك الصوت الداخلي الذي يظهر عند الحاجة لأنه سيخبرك بما تريده فعلاً إذا انفتحتَ عليه بما يكفي. وحين تُحدّد رغبتك الحقيقية، يمكن أن يحقق عقلك المنطقي ما تريده بطريقةٍ تضمن نتائج أفضل بالنسبة إلى مستقبلك.