إلى المدارس الخاصة دون تحية!
اخترناكم لـ"عوز فينا"، وكما يحدث كثيراً فإن الحاجة أم "الانخراس"، نرضى على مضض لأننا في حاجة، ولا نملك سوى السكوت والخضوع لسلطة ما نريد.الموضوع تعدى مرحلة السكوت والاستياء، وصل الحال إلى مبلغه، فلم تعد الشكوى نافعة، لأنه باختصار لا توجد آذان صاغية، وإن وجدت فلها من يصمها، الرسوم الباهظة بلغت عنان السماء، ولم تجد من يكبح جماحها، ونحن ندفع لأنه لا خيار لنا سوى الدفع، حتى وإن شقت جيوبنا وأرهقتنا الطلبات والتكاليف المبالغ فيها دون حول لنا أو قوة!سيرد أحدكم الآن سريعاً ويقول: "إيش حادكم؟"، المدارس الحكومية موجودة، لو لم "يحدنا" المستوى التعليمي العادي جداً في تلك المدارس لما لجأنا إلى غيرها، وبطبيعة الحال فإن كلاً منا يطمح إلى الأفضل لأبنائه، لكن عندما تستغل هذه الحاجة سيتحول الأمر فوراً إلى غبن وجشع لا يتناسب مع رسالة التعليم.
ما الحل إذن؟ الحل يرجع إما إلى ملاك تلك المؤسسات التعليمية، أو إلى من بيده حقيبة التعليم الخاص.وللعلم: نحن يا أولي الألباب، لا ندفع فقط الرسوم السنوية لأبنائنا بل ندفع كذلك قوائم بالطلبات والمستلزمات التي لا تنتهي، فإضافة إلى الرسوم الخيالية نشتري (أقلاماً وسبورة وممحاة وعلبة محارم ورقية وغيرها من الطلبات الأسبوعية)، لم نعد نعرف هل نحن في حقيقة الأمر نصرف على أبنائنا أم على المدرسة نفسها، أم على كليهما؟ صرنا في الحقيقة نشعر كأن المدرسة متمثلة في شخصية شحاذة لا تشبع! فعندما ترسل المدرسة ورقة مع الطالب تفيد بنقص كمية المسّاحات والأقلام الرصاص في الفصل فإننا نعجز حقيقة عن استيعاب المطلوب منا! هل ميزانية المدارس الخاصة تعتمد على كرم أولياء الأمور وذوقهم؟ أم أن الرسوم الخيالية ما عادت تكفيها لتغطية مستلزماتها ومصاريفها؟ إذن ما مصير تلك الألوف من الدنانير التي ندفعها سنوياً في حين أن الفصل يخلو من علبة محارم ورقية واحدة؟ وما مصير تلك الألوف والمفترض فيها أن تغطي التكاليف الدراسية للطالب في السنة، في حين أننا في الواقع دائماً ما نصل إلى مرحلة غير مرضية في الصرف والخدمة؟ نحن في الواقع ندفع أكثر من اللازم، وأكثر من الرسوم المحددة في المواقع الإلكترونية التابعة لتلك المدارس والتي تقدمنا بتسجيل أبنائنا فيها على أساسه، الرسوم المحددة يا أولياء الأمور ما هي إلا جزء من مصاريف أخرى منتظرة. يا ترى ما هي إذن معايير تحديد الرسوم إن لم تغط المطلوب في السنة الدراسية؟ وما الغاية من زيادتها كل سنة مادامت لا تحدث فارقا في الطلبات المتكررة؟ ولم لا يضيفون كل تلك المصاريف ضمن الرسم السنوي المعلن ليكون أولياء الأمور على بينة حول القيمة الإجمالية الكاملة للسنة الواحدة، دون أية مصاريف إضافية أخرى؟مؤسف عندما يصل منحنى التعليم إلى هدف تجاري بحت، فتختلط فيه المفاهيم ليصل أولياء الأمور إلى درجة من الاستياء بدلاً من الاطمئنان. وللأسف الشديد، كانت الشكاوى قديما تهز عرش إدارات تلك المدارس التي هي في حاجة لإرضاء المنتسبين إليها، أما الآن فما عادت للشكوى هيبة، إما لأنهم اعتادوا عليها، أو ببساطة لأن الحاجات تبدلت، فصرنا نحتاج إليهم أكثر من احتياجهم إلينا... و"اللي مو عاجبه يطق راسه بالطوفة".