على الرغم من التعتيم الإعلامي ومحاولات الأصوليين إخماد الحديث بالموضوع، فإن لقاء إبراهيم رئيسي، سادن "حرم الإمام الرضا"، مع رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان ومندوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر إلى العلن وتناقلته الألسنة وتحول إلى أداة يستغلها معارضو مرشح الأصوليين الأوفر حظاً في انتخابات رئاسة الجمهورية الإيرانية ضده.

وهذا اللقاء، الذي تم بعد أقل من أسبوع من تسجيل رئيسي اسمه كمرشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية، تم فضحه من قبل قنوات تابعة لأنصار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد على شبكات التواصل الاجتماعي، قبل الإعلان عن استبعاد نجاد وأعوانه من قائمة المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور، في حين أن وسائل الإعلام التابعة، لـ"حرم الإمام الرضا"، التي تقوم عادة بتغطية جميع لقاءات رئيسي في مدينة مشهد لم تشر إليه في ذلك الحين.

Ad

وبعد فضح اللقاء قامت وسائل الإعلام الموالية لرئيسي بتبرير اللقاء مؤكدة أنه كان بهدف تقوية العلاقات بين محافظة خراسان وجمهورية تتارستان الروسية، التي تعتبر جمهورية إسلامية وأن رئيس جمهورية تتارستان مسلم كان يريد زيارة مرقد الإمام الرضا.

وعقب الإعلان عن قائمة أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية استغلت وسائل الإعلام التابعة للإصلاحيين موضوع اللقاء، وأكدت أنه تضمن موضوع ماهية سياسة رئيسي الخارجية وتوجهاته السياسية تجاه موسكو والولايات المتحدة وليس فقط موضوع العلاقات التجارية والثقافية بين محافظة خراسان وجمهورية تتارستان، كما ادعت وسائل الإعلام الموالية للمرشح الأصولي.

ونقلت تقارير الإصلاحيين عن مصادر أن رئيسي أكد خلال اللقاء أنه سوف يرفع مستوى العلاقات بين إيران وروسيا إلى مستوى لم تشهده تاريخ العلاقات فيما بين البلدين، إذا ما تم انتخابه رئيساً للجمهورية، وأنه معارض لأي توجه من شأنه أن يؤدي إلى تقارب في العلاقات بين طهران وواشنطن.

وأدت الاعتراضات على اللقاء إلى قيام نائب مدينة طهران عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، علي رضا رحيمي"الإصلاحي"، يوم الثلاثاء الماضي، بمطالبة وزارة الخارجية بالنيابة عن اللجنة البرلمانية بـ"إرسال تقرير وتفسير مفصل عن فحوى هذا اللقاء وسببه للمجلس مع توضيح إذا ما كان الاجتماع من شأنه التأثير على الانتخابات الإيرانية عبر تدخلات روسية محتملة".

وأكدت مصادر في الخارجية الإيرانية أن الوزارة ردت على استفسارات رحيمي، التي بعث بها في رسالة خاصة أمس، قائلة: "إنه ليس لديها معلومات عن مضمون اللقاء، وأن المجلس يمكن أن يستفسر عن اللقاء من رئيس لجنة الصداقة الإيرانية الروسية في مجلس الشورى السيد رمضان علي سبحاني فر، (أصولي متشدد)، الذي قام بترتيب اللقاء وكان حاضراً فيه".

وفي وقت سابق، تبنى سبحاني فر تعليقات وسائل الإعلام المحسوبة على المتشددين بشأن اللقاء.

ويسعى التيار الإصلاحي إلى تشبيه اللقاء بالاجتماع الذي تم بين مرشح الأصوليين لانتخابات عام 1997 علي أكبر ناطق نوري، مع نيك براون أحد مديري وزارة الخارجية البريطانية حينها والتي اعتبرها العديد سبباً لخسارة الانتخابات من قبل الأصوليين وفوز مرشح التيار الإصلاحي محمد خاتمي حينها.

طهران تستدعي سفير باكستان

استدعت وزارة الخارجية الإيرانية أمس سفير باكستان في طهران، آصف علي خان دوراني، للاحتجاج على مقتل تسعة من حرس الحدود الإيراني في هجوم شنه متشددون سنة.

وأعلنت جماعة "جيش العدل" المتشددة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع الأربعاء الماضي في إقليم سستان وبلوخستان الإيراني.

ونقلت وكالة "إرنا" عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي قوله، إن "إيران تتوقع من باكستان اتخاذ إجراءات جادة لاعتقال ومعاقبة المسؤولين عن قتل حراسنا التسعة".

ويغلب السنة من عرقية البلوخ على سكان إقليم سستان وبلوخستان في جنوب شرق إيران، مثلهم مثل سكان إقليم بلوخستان، الذي يقع على الجانب الآخر من الحدود مع باكستان.

في سياق آخر، طالبت الولايات المتحدة بـ"الإفراج الفوري" عن أميركيين معتقلين في إيران، منهم إيراني- أميركي ووالده حكم عليهما في 2016 بالسجن عشر سنوات بتهمة "التجسس"، في إطار عودة التوتر بين واشنطن وطهران حول "الملف النووي".