رئيس الإدارة الأميركية الجديد، الذي لم يكد يمضي الأشهر الثلاثة الأولى في البيت الأبيض، أثار من الزوابع ما لم يثره من قبله أحد!وبغض النظر عما كان يردده أثناء حملته الانتخابية، ثم قام بتنفيذ عكسه تماماً عندما تولى الرئاسة، فإن قيامه بإطلاق صواريخ على سورية، وتجريب قنبلة جديدة تُلقى للمرة الأولى على أفغانستان يدل دلالة قاطعة على أن الرجل -صاحب شعار "أميركا أولاً"- يحمل أفكاراً محددة، بعيدة كل البعد عن الكياسة السياسية التي اعتادها البيت الأبيض.
• إي نعم... إن الكوارث الأميركية الممتدة خلال العقود الماضية كانت لها آثار إجرامية مدمرة لا تُغتفر، سواء هيروشيما وما قبلها، وما بعدها... ولكن القيادات الأميركية كانت تسوغ لجرائمها بما يجعلها تأخذ شكلاً قانونياً!ومهما كانت أسباب ترامب فيما فعله في أشهره الأولى، مع كلٍّ من سورية وأفغانستان، من شرعية في هذا التحرك السريع، إلا أن الأمر الأهم ليس في تلك الشرعية التي استند إليها في التحرك الدموي، بقدر ما هو تخويف وإرهاب وبث الرعب في النفوس، رغم أنه اختار أضعف الدول ليفتتح بها شهيته العدوانية المستترة تحت شرعية قوانين محاربة الإرهاب الفضفاضة!• سؤال: منطقتنا العربية هي الأكثر اشتعالاً بالبؤر والأحداث الكارثية، لارتكاز منطقة الإرهاب الذي أوجدوه فيها... فهل سيجعل منها السيد ترامب ملعبه الأول لحرق البقية الباقية لأعرق الحضارات الإنسانية، ولعواصم انبعاث كل الأديان السماوية؟!وهي استجابة لما كتبه هنتنجتن في كتابه "صراع الحضارات"، إذ أكد فيه أن "الإسلام هو مصدر الخطر على الإنسانية جمعاء"!ثم أعقبته تنظيرات "الصهيوني" برنارد لويس، التي استند إليها البيت الأبيض في شن حروبه السابقة على منطقة الشرق الأوسط!***• أم أن ضمير العالم الذي طال أمد غيابه في التصدي لكوارث الإنسان ستطول غفوته أمام مشاريع ترامب و"أميركا أولاً"؟!ويتم التجاهل التام للأصوات التي نادت بالسلام الذي سيسود العالم، وتُلغى من خريطة الفكر الإنساني أفكار هيغل وكانط وروسو وفولتير وراسل وغاندي، وتسود شريعة تناسل الدماء والدمار بقيادة جنكيزخان وهولاكو... إلى أن تصل إلى هتلر وموسوليني وفرانكو وستالين وصدام، وغيرهم ممن أسسوا لإبادة البشر؟! ويضاف إلى هذه النخبة الإجرامية اسم جديد قد يبزهم جميعاً، وقد وضح ذلك من أشهره الثلاثة الأولى!ولسنا ندري ماذا سيفعل "ترامب" في سنوات رئاسته الأربع للبيت الأبيض!
أخر كلام
هل بقي شيء من ضمير العالم؟!
29-04-2017