بابا الإسكندرية يقرأ «العربي» و«عالم المعرفة»
مسألة دعم الحريات العامة- والدينية منها- تعد مصدراً لتقوية الدول الصغيرة وترسيخا لمكانتها في الخريطة الدولية، فالدول الغنية كثيرة لكن التي تتنافس منها على دعم التنوع الديني والثقافي مع غناها قليلة.
أول العمود: الهيئة العامة للبيئة تقول إن الملوثات البيولوجية في جون الكويت تضاعفت ٢٣ مرة! ألا يكفي هذا أن يكون دافعا لمعهد الأبحاث العلمية لفحص أسماك الجون المسكين.***
زيارة بابا الإسكندرية البطريرك تواضروس الثاني لدولة الكويت بناء على دعوة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الأسبوع الماضي يعدّ حدثا تاريخيا مميزاً، فتاريخ الكنيسة القبطية في الكويت يرجع إلى خمسينيات القرن الماضي، فلقد تمخضت جهود مكوكية لبنائها على مقربة من ساحل الخليج وبالتجاور مع كنيستين، الإنجيلية الوطنية والكاثوليكية الدولية، وللسيد رمزي زكي إسكندر دور بارز في إنشاء كنيسة للأقباط في البلاد، حيث أدى دور الوسيط بين الجالية القبطية التي بدأت تتوافد منذ مطلع الخمسينيات وبين البابا كيرلس السادس والأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدني، كان ذلك في عهد الشيخ عبدالله السالم، الذي وافق على بناء الكنيسة في عام ١٩٦٠. مسألة دعم الحريات العامة- والدينية منها- تعد مصدراً لتقوية الدول الصغيرة وترسيخاً لمكانتها في الخريطة الدولية، فالدول الغنية كثيرة لكن التي تتنافس منها على دعم التنوع الديني والثقافي مع غناها قليلة، ولقد استرجعت هذا الشريط التاريخي في تجاوب حاكم الكويت المنفتح آنذاك مع طلب جالية بسيطة وبين دعوة سمو أمير البلاد لبابا الإسكندرية الحالي لزيارة الكويت، ولتكون مناسبة لتدشين مبنى الكنيسة البديل عن المبنى الأول الذي هدم بصمت وهدوء خلال أقل من ساعة قبل أعوام.الملاحظة اللافتة، ما قاله بابا الإسكندرية في لقائه مع الإعلاميين، يقول إن متابعته لأحوال الكويت وأخبارها كان بسبب اهتمامها واهتمامه هو بالثقافة، فمجلة العربي وسلسلة عالم المعرفة وعالم الفكر، التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كانت بوابته إلى بلادنا، وهو أمر مثير للفخز والاعتزاز لنا ككويتيين أن نكون حاضرين في أذهان الآخر من بوابة الثقافة، فكيف إن كان هذا الآخر بحجم شخصية دينية سامية مثل بابا الأقباط؟ بالطبع يحدونا ما قاله البابا عن هذه المطبوعات ذائعة الصيت لبذل المزيد من الحماية والدعم للشأن الثقافي في بلدنا والنأي به عن الصراعات السياسية الضيقة خصوصا مع الانطلاقة الشجاعة التي يقوم بها المثقفون في الكويت فرادى أو عبر المؤسسات الرسمية والأهلية.بناء الكنيسة الجديدة للأقباط في منطقة حولي وعلى مساحة ٦٥٠٠ متر مربع تطبيق لمبدأ حرية الاعتقاد الوارد في دستورنا، وهو بناء جميل وفيه من الجماليات الفنية ما يخطف البصر.أشعر بالفخر والاعتزاز كمواطن حينما يحاط بلدي بهالة حقيقية من القيم الإنسانية.