بعد ساعات من توقيع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، أمس الأول الجمعة، وثيقة توحيد المعمودية، ساد جدل بين نشطاء الأقباط الأرثوذكس بشأن تفاصيل إلغاء سر المعمودية، وأداة الرشم المستخدمة، في حال توحيد المعمودية.الوثيقة، التي تعتبر تاريخية وتلغي خلافات عمرها 16 قرناً، نصَّت على أن بابا الفاتيكان والبابا تواضروس، سعيا بضمير صالح، نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارَس للشخص، الذي يريد الانضمام إلى الكنيسة الأخرى، "حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاثة، في نيقية والقسطنطينية وأفسس" وهي المجامع المسكونية الثلاثة التي تعترف بها الكنيسة المصرية.
ولا تعترف الكنيسة القبطية بالمعمودية الكاثوليكية وتعيد تعميد أي شخص يرغب الانضمام إليها. والعمادة هي سر كنسي يعطى لكل شخص يعتنق المسيحية، ويجري من خلاله التغطيس بالماء تشبهاً بعمادة السيد المسيح بنهر الأردن على يد يوحنا المعمدان.ووسط لغط واتهامات متبادلة على صفحات لنشطاء أقباط، اعتبر الباحث القبطي مدحت بشاي توحيد سر المعمودية أمراً جيداً، إذا تم على أساس مدروس لا يرفضه الإكليروس، وأضاف بشاي: "بابا الفاتيكان الحالي يحاول منذ توليه الكرسي البابوي عام 2013 أن يصالح المسيحيين بعضهم مع بعض، ويعمل على توحيد الاحتفال بعيد القيامة، وتقريب القواعد الإيمانية للطائفتين للاتفاق على مسيحية واحدة، كما أن من رفضوا إلغاء المعمودية كانوا ينتظرون طرحه للنقاش، وليس أن يكون وثيقة مفاجئة للجميع، وأن يتم فرضه كأمر واقع دون الأخذ برأي شعب الكنيسة الأرثوذكسية".من جانبه، قال أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وراعي كنيسة العذراء عبدالمسيح بسيط، إن توحيد سر المعمودية إحدى خطوات المصالحة بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، بعد أن بدأت الخطوة الأولى للمصالحة نهاية العام الماضي، وتمثلت في محاولة تقريب وجهات النظر بين الطوائف المسيحية، لكنه أضاف لـ"الجريدة" أن "الأمر لايزال مبهماً ما يثير حفيظة بعض المسيحيين، لأن هناك تفصيلات دقيقة لم نعرفها حتى الآن، أهمها أداة الرشم المستخدمة خلال التعميد".
دوليات
مصر: الاتفاق التاريخي على «إلغاء المعمودية» يثير جدلاً
29-04-2017