مسرحيتنا مثيرة... ومخرجها عبقري!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
مُخرج المسرحية أو مخرجوها يديرونها باقتدار وحرفية فنية، والمستفيدون من الوضع يمررون مصالحهم رغم الصراخ و"الجعجعة" التي بلا طحين، وحتى عندما تقر قوانين، فإنها تنتهي إلى لا شيء، وعلى سبيل المثال: هل قانون دعم العمالة والقوى العاملة منذ صدوره قبل 15 عاماً أصلح خلل التركيبة السكانية، بل إن الاستثناءات تملأه، وكثير من الشركات والمصارف تلاعبت عليه عبر وسائل مختلفة؟ وهل قوانين منع الاحتكار وحماية المنافسة والمستهلك وحماية الأموال العامة والإسكان... إلخ، حققت الأهداف التي سنت من أجلها؟!الوضع أكبر من أزمة سياسية، بل إنه خلل بنيوي يحتاج إلى مراجعة وتطوير نظامنا السياسي والدستوري، لأنه لا يمكن أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه من صراخ وتوتر وعدم استقرار سياسي لا ينتج عنه أي حلول لمشاكل البلد، وإن صنعت الحلول، لا تُطبق أو يتم تقويضها والالتفاف عليها، في حين تستمر مسرحية الإثارة المملة والمكررة فصولها التي شبع منها الجمهور وعرف كل أحداثها ولم يعد يتابعها أحد، بل فقط يراقب المستفيدين منها، لكنه عاجز حتى الآن عن مواجهتهم.