نظّمت مؤسسة «أراك للفنون والثقافة» برئاسة الفنان د. أشرف رضا حفلة توقيع النسخة الأولى من «الكتالوج الموثق» للفنان الرائد محمود سعيد، كأول موسوعة فنية موثقة لفنان مصري. وشهدت قاعة المؤتمرات في مكتبة القاهرة الكبرى بحي الزمالك، حضور مؤلفي الكتاب، الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، ود. حسام رشوان الباحث في تاريخ الحركة الفنية الحديثة، وضيوف من أنحاء العالم. تضمنت الموسوعة جزءاً خاصاً باللوحات الزيتية، ويشمل 382 عملاً من أعمال محمود سعيد، من بينها 36 لوحة لم يستدل عليها، و56 لوحة من ملكيات المقتنين تُعرض لأول مرة، و51 لوحة تم تصويرها حول العالم، سواء لدى مقتنين للأعمال أو في سفارات مصر بالدول المختلفة.
كذلك شمل الجزء الأول أعمال سعيد الشهيرة، وأبرزها لوحتا «بنات بحري» و«ذات العيون الخضراء»، فضلاً عن 11 مقالة ودراسة نقدية أُعدت خصيصاً لهذا الإصدار الضخم، بأقلام د. ندى شبوط، ود. عز الدين نجيب، وفاليري هيس،ود. ماجدة سعد الدين، ود. أمل نصر، وراوية الشافعي د. محمد سالم، إلى جانب الدراسة القانونية التي قام بها ياسر عمر أمين، الباحث في مجال الملكية الفكرية وقانون سوق الفن. تضمن الجزء الثاني 379 إسكتشاً، و238 صورة فوتوغرافية للفنان الرائد من أرشيف أسرته، وصوراً لمتعلقاته الخاصة، فضلاً عن 17 مقالة ودراسة نقدية من أرشيف ما نشر عن معارض الفنان المختلفة بأقلام د. بدر الدين أبو غازي، وحسين بكار، وأحمد راسم، وصدقي الجباخنجي، وعبد الرحمن صدقي، ود. مصطفى سويف، وسعد الخادم، وغيرهم.«الكتالوج الموثق» صدر عن «سكيرا» الإيطالية وهي أكبر دار نشر للكتب الفنية في العالم، وشاركت فيه مجموعة من المصممين والنقاد والأساتذة والمقتنين، لتوثيق الأعمال المتوافرة كافة، وتتبع خط سيرها منذ خروجها من مرسم الفنان حتى موقعها الحالي، كذلك رصد بيانات كل عمل مؤكد من مقاس العمل، وصورة الأخير، والخامات المستخدمة، وتاريخ الإنتاج، واسم اللوحة.
رسالة وفاء
في سياق متصل، وبرعاية رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري د. خالد سرور، استضاف مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية، المعرض الجماعي «المرأة برؤية معاصرة» كرسالة وفاء للراحل الكبير، وضمّ مجموعة أعمال مستوحاة من خصائص تجربته الفنية، وأظهر حضور المرأة في لوحاته عبر رحلة إبداعية تجاوزت نصف قرن. ضمّ المعرض مجموعة متميزة من أعمال فنانين ساروا على نهج الفنان الرائد، من بينهم آية علي، وهادي برعي، وإيمان أسامة، وريهام السعدني، وسمر البراوي، وعلاء أبو المجد، وسمر حسين، وعلي سعيد، ونادية وهدان، وفاطمة عبد الرحمن، ولينا أسامة، وفيروز سمير، ومحمد صبري، وملك أبو النصر، ومنى عليوة، ونهى محمود. يذكر أن محمود سعيد من مواليد الإسكندرية (8 أبريل 8-1897 أبريل 1964) حصل على ليسانس الحقوق الفرنسية عام 1919، والتحق لمدة عام بأكاديمية «غراند شويير» وله معارض خاصة وجماعية في مصر وأميركا وفرنسا، ويعد رائد المدرسة الفنية الحديثة في مصر، وهو أول فنان تشكيلي ينال جائزة الدولة التقديرية 1960، وأعماله مقتناة لدى أفراد وهيئات داخل مصر وخارجها.«ملكة العرائس» من أشهر أعمال السجيني
افتتح د. خالد سرور معرضاً لأعمال الفنان الرائد جمال السجيني (1977-1917) في مركز محمود مختار الثقافي بالقاهرة، ذلك بالتعاون مع غاليري «الزمالك للفن»، احتفاء بمرور مئة عام على ميلاد النحات الكبير، بحضور لفيف من النقاد والفنانين. قال د. خالد سرور إن قطاع الفنون التشكيلية يحتفي بمئوية ميلاد أحد أبرز رموز الحركة التشكيلية المصرية، وأن جمال السجيني خلد اسمه كنحات متفرد وصاحب أعمال فنية تحمل بصمة شديدة الخصوصية، وهو مدرسة بذاته، نهلت منها أجيال من الفنانين. وألمح سرور إلى أن السجيني مارس مجالات النحت والتصوير والنحت البارز والخزف الزخرفي والطرق على النحاس، وفي كل مجال كان مجدداً مبهراً، مضيفاً أن هذه الاحتفالية التي يشارك فيها غاليري «الزمالك للفن» مناسبة مهمة لعشاق الفنون الجميلة وللفنانين والباحثين، وفرصة لمشاهدة مجموعة من الأعمال رفيعة المستوى، وللتعرف إلى جوانب ومحطات مهمة في مشوار الفنان، وما شهده من تحولات رئيسة في تجربته الإبداعية شديدة الثراء. من جهته، قال الناقد د. صبحي الشاروني: «يمثل فن جمال السجيني مرحلة متميزة في تطور فن النحت المصري الحديث، وكان منهجه في أول حياته رومانطيقياً، وهو أول من أدخل الرمزية والتعبيرية إلى النحت المصري، وتفرد في أعمال الميدالية والنحاس المطروق، واشتهرت أعماله مثل «الأمومة» و«العمل» و«ملكة العرائس» وتمثال أمير الشعراء أحمد شوقي، وشارك في فعاليات محلية ودولية في القاهرة وموسكو وباريس وغيرهما. حاز جمال السجيني جوائز وتكريمات عدة، من بينها الميدالية الذهبية في معرض موسكو 1958، ووسام العلوم والفنون 1962، ووسام الحكومة الإيطالية بدرجة فارس، واقتنى أعماله أفراد ومتاحف داخل مصر وخارجها، من بينها متحف الفن المصري الحديث في القاهرة، ومتحف بوشكين في موسكو، والمكتبة الأهلية في نيويورك.