رياح وأوتاد: من المسؤول الحكومة أم الأسرة أم المجلس؟
إن دور النائب أو السياسي وغيره من قادة الرأي في أي بلاد من العالم هو التصدي لأخطاء السلطة وقيادة الجماهير للطريق القويم لا مجاراتهم في الخطأ لكسب الشعبية لأن الثمن، لا قدر الله، سيكون غاليا كما رأينا في دول قريبة منا، وهو وحدة الوطن واستقراره.
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
المفروض أن يقوم الأعضاء في السلطة التشريعية بتقويم الحكومة لا مشاركتها الخطأ، فمثلا عندما تخطئ الحكومة في الكوادر، والمعاشات الاستثنائية، والعلاج في الخارج، وفي عدم تحصيل حقوق الدولة، ويجمع الاقتصاديون على مدى تدمير هذه الاقتراحات الشعبوية للاقتصاد الوطني، لا يكون الحل بمشاركتها بكوادر جديدة، وتفليس مؤسسة التأمينات ومزيد من العلاج في الخارج، وإسقاط حقوق الدولة من فواتير وديون، ومزيد من الاختلالات المالية والاقتصادية، وإنما الواجب هو الأخذ على يدها وإصلاحها. وإذا كانت الحكومة أو السلطة الفعلية قد شجعت الطائفية والقبلية لأسباب عديدة فإن أسوأ ما قد يحدث هو أن يواكب بعض السياسيين والأعضاء هذه الموجة التي طغت للتكسب شعبيا من سعة انتشارها وسيطرتها على عقول كثير من الناس، وذلك بدلا من أن ينبري النائب أو السياسي للتصدي لها ولو على حساب شعبيته. وإذا كنت أيها النائب تسعى إلى الشعبية على حساب المصلحة العامة فالحكومة أو السلطة حريصة على "هيك" شعبية أيضا، ولكنها قد لا تعاني ما سيعانيه الشعب إذا وقع الضرر في المستقبل، وكم أعجبتني جملة أوردها تقرير الشال يوم أمس "الحكومة ليست هي الدولة وإن الحفاظ على ديمومة الدولة مسؤولية الجميع". لذلك أقول لمن يسلك هذا المسلك من النواب عيب عليك أن تغمز وتهمز في طائفة أو قبيلة أو عائلة لتكسب انتخابات مؤقتة ومنصبا زائلا لا محالة، وعيب أيضا أن تسكت على ممارسات سياسية أو طلابية أو مالية مدمرة يكون أساسها القبيلة أو الطائفة أو العائلة أو اقتراحات الكسب المالي غير الحصيف بحجة أن الحكومة تفعلها أو ساكتة عنها. إن دور النائب أو السياسي وغيره من قادة الرأي في أي بلاد من العالم هو التصدي لأخطاء السلطة وقيادة الجماهير للطريق القويم لا مجاراتهم في الخطأ لكسب الشعبية لأن الثمن، لا قدر الله، سيكون غاليا كما رأينا في دول قريبة منا، وهو وحدة الوطن واستقراره.