المخرج علي بدرخان: الدولة المصرية لا تعترف بالسينما والثقافة
وسط الطلاب والموهوبين الشباب يمضي معظم أوقاته، يمنحهم من خبرته وموهبته الكبيرة. لم يعد يشغله الحضور على الساحة بقدر المساهمة في دعم المواهب الشابة التي تستطيع النهوض بصناعة السينما التي منحها عمره.
إنه علي بدرخان، أحد أهم مخرجي السينما المصرية عبر تاريخها، والذي تضمنت قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخها ثلاثة أعمال من إخراجه.
عن «أخلاق العبيد» الذي تضمن اسمه بوصفه مشرفاً فنياً، وقضايا أخرى التقيناه.
إنه علي بدرخان، أحد أهم مخرجي السينما المصرية عبر تاريخها، والذي تضمنت قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخها ثلاثة أعمال من إخراجه.
عن «أخلاق العبيد» الذي تضمن اسمه بوصفه مشرفاً فنياً، وقضايا أخرى التقيناه.
ما حقيقة إشرافك فنياً على فيلم «أخلاق عبيد»؟انزعجت بشدة عندما علمت بوضع اسمي على شارة الفيلم وملصقه مع كلمة إشراف فني، وأرى أنه تصرف غير مقبول من القيمين على المشروع. حقيقة الأمر، أن منتج الفيلم صديقي، وعندما كان خارج البلاد طلب مني متابعة التصوير وحلّ أية مشاكل إنتاجية تواجه العمل. فعلاً، زرت موقع التصوير أربع مرات فقط للاطمئنان على التصوير إلى حين عودة المنتج. بعد الانتهاء من العمل، فوجئت بوضع اسمي كمشرف على الفيلم كنوع من التقدير لي، ورحبّ المخرج بذلك طبعاً لأنه أحد تلامذتي. ولكني أرى أنه انتقاص من مكانة المخرج، وكأنني كنت مشرفاً عليه أو أوجهه وهذا غير صحيح.
انتشار أكاديميات وأستديوهات تدريب المواهب، هل يعني أن ثمة أزمة في معهد السينما؟ثمة أزمة فعلاً في معهد السينما ومعهد الفنون المسرحية، لأن السينما وما تتضمّنه من إخراج وتصوير وسيناريو عبارة عن علم، والأخير في تطوّر وتغيّر دائمين، فيما أن المعهدين توقفا عن التطوّر وأصبحا خارج الزمن، وهي ذاتها الأزمة التي تُعانيها منظومة التعليم في مصر، أي عدم مواكبة العصر، وطرائق التدريس والمنهج لدينا انتهيا من العالم كله من عشرات السنين. أعلنت تحضير مشاريع سينمائية جديدة عدة ثم توقفت. لماذا؟غياب المنتج الفنان وغياب الدولة عن الإنتاج، جعلا السينما تعيش في قوالب محددة، فتقدم موضوعات مكررة مضمونة النجاح ولا تبحث عن تجارب جادة ذات قيمة فنية. من ثم، أية أعمال من هذه النوعية تجد صعوبة في الظهور. كنت اتفقت مع جهاز السينما على فيلم عن محمد نجيب، وبعد البحث والدراسة والكتابة تراجع الجهاز عنه رغم تفرغي له لسنوات. كذلك حضرت لفيلم «للكبار فقط» ورشحت لبطولته محمود حميدة، إلا أنه تعثّر لعدم وجود المنتج. ولكن الخبر السار أنني أخيراً وجدت المنتج وسيرى العمل النور قريباً.
الدولة والدعم
كيف ترى نظرة الدولة إلى السينما والفن عموماً؟لا تعترف الدولة المصرية بالسينما والفن، ولا حتى بالثقافة، إذ ترى أنها أمور تافهة بلا قيمة، وأن البحث عن متطلبات الحياة وبناء المشروعات الاقتصادية أهم بكثير من الثقافة، وهو أمر خاطئ ومُحزن. فالمشروعات كلها أساسها المواطن الذي يحتاج إلى إعادة تأهيل وبناء فكري، بعد سنوات من التجهيل والتغييب، وإلا لن تكون للمشروعات أية أهمية، ولا بد من أن تعود الثقافة، كذلك التعليم والإعلام، إلى صدارة الدولة واهتماماتها إذا كنا نريد تنمية وتقدماً. ما رأيك في دعم الدولة للسينما؟عن أي دعم يتحدثون؟! دعم الدولة ليس بالمال فحسب حتى وإن كنا بحاجة إليه. الأهم من الدعم المادي، منح المُبدعين مزيداً من حرية الإبداع والفكر، ونشر دور عرض في محافظات مصر كي يرى الجميع السينما والفن، وإعادة فتح قصور الثقافة التي أغلقت، وإصدار قوانين الملكية الفكرية وتجريم القرصنة والاحتكار. أما الدعم المادي في ظل المنظومة الفاسدة فلا قيمة له.حضور وهجوم
لماذا لم تنجح السينما المستقلة في تأكيد حضورها؟من يقدم هذا النوع من السينما في بلدنا لا يعرف معناها من الأساس. السينما المستقلة لا تخضع لسيطرة أو احتكار أو أي من قوانين السوق، وهذا غير متحقق لدينا، بل نقدِّم أفلاماً «رخيصة» ذات تكلفة منخفضة، ثم بعد ذلك نبحث عن فرصة لها في دور العرض وسط الأعمال التجارية، وتحت سيطرة الموزع وصاحب الدار. أين هذه الأعمال من السينما المستقلة؟ الصحيح عرضها في قصور الثقافة أو دور عرض مُخفضة للجمهور، وفي محافظات مصر كافة، ولا ننسى أن صانعي هذه الأعمال يقدمونها وعيونهم على السينما التجارية.كيف ترى الهجوم على السبكي، وهل تتعاون معه مجدداً؟لا مبرر لهذا الهجوم. السبكي منتج ناجح، وعاشق للفن، ويقدّم الحقيقي والموجود في المجتمع. الأزمة أننا نرفض أن نرى عيوبنا ونريد سينما خادعة، وهو لا ذنب له في ذلك. تعاونت معه في فيلم «الرجل الثالث» ولو جاءت لي فرصة التعاون معه الآن فلن أتردد أبداً.الفيلم الأجنبي
حول زيادة بعض الموزعين نسخ الفيلم الأجنبي في دور العرض المصرية، يقول علي بدرخان: «أنا ضدّ المنع في أي مجال، فلا أمنع الفيلم الأجنبي أو أحدّد عدد نسخه من أجل حماية الفيلم المصري، بل يجب أن أصنع سينما جيدة تستطيع المنافسة في الداخل والخارج، وبدوره يذهب الجمهور إلى الفيلم الجيد، والدليل أننا خسرنا جزءاً من السوق الخارجي بسبب مستوى الأفلام المصرية الضعيف. هل يجدي المنع نفعاً في هذه الحالة؟».
السينما المصرية تقدّم موضوعات مكرّرة ولا تبحث عن تجارب جادة
السبكي منتج ناجح وعاشق للفن ولن أتردّد في التعاون معه
لا بد من منح المُبدعين المزيد من حرية الإبداع والفكر
السبكي منتج ناجح وعاشق للفن ولن أتردّد في التعاون معه
لا بد من منح المُبدعين المزيد من حرية الإبداع والفكر