بعد الحديث عن زيادة الانخراط الأميركي في محافظة الأنبار، ودخول شركات أميركية على خط حماية الحدود العراقية - الأردنية، وصولا الى الموصل، لحماية طرق التجارة بين الخليج و«أعالي الفرات»، تصاعدت ضغوط «الحشد» على الحكومة لزيادة وجوده في الأنبار التي تربط الحدود العراقية مع الأردن وسورية، وتسكنها غالبية مطلقة من العرب السنة. وأعلن آمر «الفوج الثاني» في «قوات بدر» التابعة لـ «منظمة بدر» المقربة من إيران أبوالمطوكي، أن «الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية كاملة إزاء الهجمات المسلحة التي يشنها عناصر داعش على الحدود العراقية - الأردنية»، متهما وزارتي الداخلية والدفاع بـ «تحمل وزر إراقة دماء القوات العراقية والمدنيين في المحافظات الغربية، لذا على الحكومة العراقية أن تتدخل على الفور».
ودعا المطوكي، الى تولي «الحشد الشعبي» زمام الأمور وحماية الحدود العراقية – الأردنية قائلا إن «قواتنا جاهزة وعلى أتم الاستعداد لحماية الحدود مع الأردن»، مضيفا أن «الحشد في 2017 هو ليس الحشد في عام 2016 وما قبله، بعد حصوله على التأييد الكامل من قبل أبناء الشعب العراقي كافة»، مشددا على أن «الدماء قد امتزجت من أهالي المدن الجنوبية مع أبناء كركوك والرمادي خلال المعارك ضد داعش».وجاء هذا التصريح غداة تعرض قوات حرس الحدود العراقي بقضاء الرطبة غربي الأنبار أمس الأول، الى هجوم من «داعش».
معركة الموصل
الى ذلك، تواصل القوات العراقية معاركها لاستعادة الجانب الأيمن من الموصل، وسط توقعات بحسم معركة استعادة المنطقة الوسط التاريخي «المدينة القديمة» خلال أيام. وبدأت القوات العراقية أمس، قصفاً عنيفاً على مواقع «داعش» بالساحل الأيمن فيما واصل طيران التحالف الدولي غاراته الجوية على التنظيم. وقام مسلحو «داعش» بتفجير 4 سيارات مفخخة خلال الساعات الماضية.وأشارت وكالة «رووداو» الكردية الى أنه من المتوقع أن تشن القطعات العسكرية العراقية هجوماً واسعاً لاستعادة ما تبقى من المنطقة القديمة خلال الـ48 ساعة المقبلة، حيث باتت تلك القوات قاب قوسين أو أدنى من تحرير جامع النوري الكبير ومنارته الحدباء الشهيرة.ورداً على تقارير عن وجود مقار لـ «الحرس الثوري» الإيراني في الموصل، ومخططات لنائب الرئيس نوري المالكي للتحالف مع عشائر سنية موصلية وإجراء تغيير ديمغرافي في المحافظة، قال مصدر سياسي عراقي لـ «الجريدة» إن النفوذ الأقوى في الموصل لايزال للجانب الأميركي الذي يمتلك عددا كبيرا من الجنود والأسلحة، بما في ذلك سلاح الجو في المنطقة، مشيرا الى أن المعلومات التي أكدت أن الجندي الأميركي الذي قتل قبل أيام قرب الموصل هو ضابط مشاة أميركي. وأضاف المصدر، أنه الى جانب الأميركيين، هناك نفوذ قوي للأكراد في الموصل، وأيضا هناك وجود «بغدادي» من خلال «الفرقة الذهبية» وقائدها المحبوب جدا عبدالوهاب الساعدي.وقلل المصدر من أهمية التقارير الجديدة، لكنه أشار الى أن خطر التمدد الإيراني قائم، وأن المخاوف من تعامل قبائل سنية مع طهران كما فعلت قبيلة الجبور على سبيل المثال مشروعة. وأكد المصدر أن هناك أيضا تخوفا من الدور الذي يلعبه حزب العمال الكردستاني الموالي لطهران والموجود على أطراف محافظة نينوى. في سياق آخر، أكد النائب عن محافظة ديالى فرات التميمي، أمس، أن تنظيم «داعش» ينفذ عمليات خطف ممنهجة في بعض مناطق ديالى لخلق تمويل محلي لخلاياه المسلحة، بعضها تم توثيقه من الأجهزة الأمنية والبعض الآخر لم يعلن عنه بسبب عدم الإبلاغ عنه من ذوي المختطفين، مضيفا، أن «داعش ينفذ عمليات خطف ممنهجة وليس عبثية من أجل خلق تمويل محلي لخلاياه المسلحة من خلال ابتزاز ذوي المختطفين بهدف الحصول على أموال طائلة تصل في بعض الأحيان الى عشرات آلاف من الدولارات».كركوك تستكمل رفع علم كردستان
استكملت إدارة محافظة كركوك، عبر لجنة مختصة تخضع لإشراف مباشر من المحافظ نجم الدين كريم، رفع علم كردستان على جميع الدوائر الحكومية بالمحافظة، بعد مرور شهر على قرار مجلس المحافظة، القاضي برفع العلم على جميع الدوائر الحكومية، ومنها تلك التي تديرها أغلبية عربية أو تركمانية. وقال رئيس هيئة استثمار كركوك، فلاح البزاز: «نحن ملتزمون بقرار المحافظة على غرار الدوائر الأخرى، وقمنا برفع علم كردستان على المبنى». بدوره، أشار مدير دائرة توزيع كهرباء كركوك، يالجين مهدي، إلى أن «المسألة سياسية، وعملنا مرتبط بالناحية الخدمية، لكننا نلتزم بأي قرار صادر عن إدارة المحافظة التي رفعت علم كردستان على المبنى». وحذر مجلس محافظة كركوك، المديرين غير الملتزمين بقرار رفع العلم بفرض عقوبات عليهم بموجب القانون. ودعا رئيس الحزب التركماني عرفان كركوكلي، عضو اللجنة الأمنية بالمحافظة، الجميع إلى «الالتزام بالقرار، وعدم افتعال المشاكل، لأن هذا القرار لا رجعة فيه».