قدّمت روسيا مقترحاً لإنشاء 4 مناطق «تخفيف التصعيد» في إدلب وشمال حمص والغوطة الشرقية، وجنوب سورية، تضمن تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين ممثلي الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار لوضع خرائط لحدود هذه المناطق واتخاذ التدابير الضرورية لطرد مقاتلي «جبهة فتح الشام» (النصرة) وتنظيم «داعش» منها.ونص المقترح الروسي، الذي نقلته وكالة «سبوتنيك» الرسمية عن مصدر في المعارضة السورية، على «إرسال وحدات عسكرية للدول الضامنة للاتفاق من أجل الإشراف على نظام وقف إطلاق النار»، بالإضافة إلى «إنشاء خطوط فاصلة على حدود المناطق الأربعة، ووضع حواجز لتأمين المساعدات الإنسانية».
ويشمل المقترح «إقامة خطوط فاصلة على حدود المناطق الأربعة، ووضع حواجز مرور للمدنيين دون سلاح، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتلبية الاحتياجات التجارية وغيرها مما يحتاجه المواطنون السوريون، علاوة على تأمين مراكز المراقبة لرصد الالتزام بنظام وقف القتال».ونصّ المقترح الروسي، الذي سبق مؤتمر أستانة المقرر يومي الأربعاء والخميس، على «خلق الدول الضامنة للظروف الملائمة لتأمين عودة النازحين في الداخل السوري، واستعادة منشآت البنية التحتية وإعادة إمدادات المياه، وغيرها من المستلزمات الحياتية للسكان» داخل المناطق الأربعة.وأوضحت الوثيقة أن موسكو تسعى إلى إنشاء «لجنة عمل مشتركة على مستوى الممثلين المفوضين للدولة الضامنة»، بينما سيجري في أقرب وقت وضع خرائط لتحديد مناطق «تخفيف التصعيد» الأربعة تمهيداً للحصول على قرار من الدول الضامنة لإنشائها.
قوات محايدة
لكن عضو وفد الفصائل المسلحة ووفد الهيئة العليا للتفاوض، فاتح حسون أكد أنه «لم يتم تحديد الدول التي ستشارك في تلك القوات، والتي سيتم نشرها على خطوط التماس بين طرفي الصراع في سورية»، وأضاف أن الدول المشاركة بقواتها ستكون محايدة وغير مشاركة بالمعارك الجارية حالياً.وقال إنه في حال تمت الموافقة من قبل أطراف الصراع على اقتراح موسكو، فسيتم إنشاء مجموعة عمل، والتي ستختار بدورها الدول التي ستشارك في تشكيل تلك القوات.استهداف مستشفيات
وغداة إعلان مدن ريف حماة الشمالي مناطق منكوبة بشكل كامل، خرجت سبعة مستشفيات ومستوصفات في منطقة إدلب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة عن الخدمة خلال شهر أبريل نتيجة «الاستهداف الممنهج الوواضح» من القوات النظامية والروسية.وعدد رئيس دائرة المشافي في مديرية صحة إدلب عبدالحميد دباك سبع مؤسسات طبية على الأقل باتت خارج الخدمة، ونتيجة لهذا القصف «انتقل الضغط إلى ريف إدلب الشمالي وإلى المشافي الحدودية» مع تركيا، مؤكداً أن العمل جار «على ترميم المشافي المدمرة لكن للأسف فإن الطيران ما زال في الأجواء، والقصف ما زال مستمراً».من جهته قال مدير صحة إدلب الطبيب منذر خليل، إنه «بعد استهداف مشافي النسائية والأطفال لم يبق لدينا الكثير من الحواضن والغواصات، التي يمكن أن تستقبل الأطفال حديثي الولادة والذين يعانون أمراضاً خاصة»، موضحاً أن ثلاثة مستشفيات أخرى في محافظة حماه المجاورة باتت أيضاً خارج الخدمة.وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن «المستشفيات تستهدف عمداً خصوصاً في جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماه»، معتبراً أن»قصف هذه المناطق يأتي في سياق تطبيق سياسة الأرض المحروقة لإجبار السكان على النزوح وتدمير البنى التحتية».معركة الغوطة
وفي ريف دمشق، دخل الاقتتال الدائر بين «جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن» يومه الرابع أمس بوتيرة أشد عنفاً في مدينتي زملكا وسقبا بالغوطة الشرقية، في حين واصلت قوات الأسد والميليشيات الداعمة محاولة دخول حي القابون.وحشد «جيش الإسلام» فجر أمس العشرات من عناصره مدعوماً بالآليات الثقيلة، في محاولة لاقتحام مقرات «فيلق الرحمن» في زملكا سقط على إثرها قتلى وجرحى، وأصيب عدد من المدنيين، كما استهدف عناصر الجيش تجمعات الفيلق في مدينة سقبا بالرشاشات الثقيلة.وفي مزارع إفتريس، اندلعت اشتباكات دامية بين «جيش الإسلام» و»هيئة تحرير الشام» أوقعت قتلى وجرحى من الجانبين، وسط أنباء عن اقتحام منزل أمير الهيئة في الغوطة أبوعاصم العبداني وإصابة زوجته.واستمرت قوات النظام والميليشيات الشيعية في استغلال الاقتتال بالتقدم في حي القابون والسيطرة على مواقع جديدة بعد وصلها إلى جنوب شرق مدرسة عبدالغني باجقني في القطاع الجنوبي حيث يوجد أكبر مقرات «فتح الشام».وعلى وقع تقدم قوات سورية الديمقراطية (قسد) في الطبقة واستبدالها رايته بعلمها الأصفر على أكثر من 80 في المئة من المدينة، انكفأ «داعش» أمس، في آخر حيين يسيطر عليهما هما الوحدة والحرية المعروفان بالأول والثاني والمحاذيين لسد الفرات، الأكبر في سورية.وغداة انتزاعها كامل المدينة القديمة بدعم من التحالف الدولي، قال القيادي في «قسد» جكو زيركي والملقب بـ»الديب»، إن «الطبقة هي أكثر المدن التي قاتلنا فيها ومعاركها لا تشبه تلك التي خضناها في تحرير المدن الأخرى، فقد استخدمنا فيها الإنزال الجوي وكذلك المعبر المائي».وعلى اعتبار أن سد الفرات لا يزال تحت سيطرة «داعش»، تحولت بحيرة الأسد، التي تشكلت في السبعينيات، الى ممر مائي يسمح لمقاتلي «قسد» بالعبور إلى الطبقة، ولسكانها بالخروج منها هرباً من المعارك.