لطالما حملت رقصة الجنود والألغام المميتة كثيراً من الدراما التي تتحوّل بسهولة إلى قصة تأسر الانتباه. ومنذ مطلع القرن، تجلى هذا الواقع مع أفلام من الدنمارك (Land of Mine الذي رُشح لجائزة أوسكار)، وإنكلترا (Kilo Two Bravo المذهل)، والبوسنة (No Man’s Land).وحصلنا أخيراً على فيلم Mine الأكثر فلسفةً وبعداً ماورائياً، مع أنه يبدو الأضعف وربما الأقل واقعية في هذه المجموعة. لكن الأداء الملتزم والمقنع من أرمي هامر، الذي يظهر على الشاشة من البداية حتى النهاية في دور جندي أميركي يدوس على لغم ويعجز عن الحراك، يحول دون تحوّل هذا العمل إلى إخفاق كامل.
قناص
يؤدي هامر دور مايك، قناص في مهمة في بلد غير محدّد في شمال أفريقيا يرافقه الجندي زميله وصديقه العزيز تومي (توم كولن). لكن مايك يتردّد في إطلاق النار على إرهابي مشتبه به لأنه ليس مقتنعاً بأنه عثر على الشخص المناسب. نتيجة لذلك، يُكتشف موقعهما، وخلال عملية مطاردتهما في الصحراء يدخلان حقل ألغام.يلقى تومي حتفه، وسيلحق به مايك إذا رفع قدمه. خلال محنته هذه، يُضطر إلى مواجهة رجال القبائل المسلحين، والحيوانات البرية، وعاصفة رملية، والحر، والبرد، وبربري غامض، وابنة البربري الغامض، فضلاً عن رؤى مهلوسة أليمة عن ماضيه المضطرب، وذلك كله من دون أن يخطو خطوة.يحمل Mine، الذي أخرجه فريق فابيو غواغليوني وفابيو ريسينارو وصُوّر في جزر الكناري، لمسة من الأصالة المميزة، فضلاً عن أن نصف الساعة الأول منه صُور بتشويق عالٍ. ولكن كلما تكشفت تفاصيل خلفية مايك، التي باتت مستهلكة، مع تقدّم الفيلم بدقائقه المئة والست، تحوّل العمل إلى اختبار تحمّل للمشاهد بقدر مايك.