أسدل الستار في الجزائر على حملة الانتخابات البرلمانية، ودخلت البلاد مساء أمس الأول، في "صمت انتخابي"، يمنع خلاله القيام بأي نشاط دعائي للمرشحين، وذلك قبل أربعة أيام من الاقتراع المقرر الخميس.

وعلَّقت صحيفة "ليبرتي" الجزائرية على هذه الحملة التي وصفت بالباهتة، بأن "المواطن الناخب كان الغائب الأكبر فيها"، لذلك "مرت دون أن ينتبه لها أحد".

Ad

100 عام

ويبدو حزب "جبهة التحرير الوطني"، الذي يرأسه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في طريقه للحفاظ على الأكثرية مع حليفه في الحكومة "التجمع الوطني الديمقراطي"، حزب مدير ديوان الرئاسة ورئيس الوزراء الأسبق أحمد أويحيى.

وقال الأمين العام لـ"جبهة التحرير الوطني"، جمال ولد عباس إن حزبه سيحكم البلاد "100 سنة أخرى على الأقل"، لأنه هو الذي تسلم السلطة من المستعمر الفرنسي في 1962 ولم يتركها أبداً.

برنامج الرئيس

وفي انتخابات 2012، حصل حزب الرئيس بوتفليقة على 221 مقعداً من أصل 462، وتلاه التجمع الوطني الديمقراطي بـ70 مقعدا، في حين حصل الإسلاميون المتكتلون في إطار قائمة الجزائر الخضراء على 47 مقعدا.

وقال المحلل السياسي شريف دريس: "إننا نتجه نحو الحفاظ على هذا الترتيب، لكن بتقليص الفارق بين حزبي السلطة"، أي "التجمع الوطني" و"جبهة التحرير".

وأضاف أن "أغلب الأحزاب تبنت برنامج رئيس الجمهورية، ما يعني أنهم مقتنعون بأن البرلمان لا دور له، وأن السلطة التنفيذية (ممثلة في رئيس الجمهورية) هي الأساس".

"تاج"

ويشارك لأول مرة في هذه الانتخابات حزب "تجمع أمل الجزائر" (تاج)، لرئيسه الوزير الإسلامي السابق عمار غول، أحد أشد المدافعين عن بوتفليقة، ويأمل أن يحقق عدداً معتبراً من المقاعد، بما أنه الوحيد الذي قدم قوائم في كل الدوائر الانتخابية الـ48 بالجزائر، في حين توجد أربع دوائر بالخارج.

مقاطعون

ويقاطع هذه الانتخابات حزبا "طلائع الحريات" لرئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الخاسر في الانتخابات الرئاسية سنة 2014، وحزب "جيل جديد" لسفيان جيلالي، وكلاهما يعتبر أن "الانتخابات التشريعية القادمة لن تحمل أي تغيير".

... وعائدون

أما حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" الذي قاطع انتخابات 2012 فعاد للمشاركة، لينافس حزب جبهة القوى الاشتراكية (27 نائباً حالياً) في منطقة القبائل (أمازيغ)، التي تضم خمس دوائر انتخابية.

الإسلاميون

والإسلاميون الذين شكلوا أكبر قوة معارضة في البرلمان المنتهية ولايته (نحو 60 نائباً)، دخلوا هذه الانتخابات بتحالفين، يضم أحدهما ثلاثة أحزاب هي "العدالة" و"البناء" و"النهضة"، والآخر حزبين هما حركة "مجتمع السلم" و"جبهة التغيير".

المقاطعة

وقامت الحكومة بحملة واسعة للدعوة إلى التصويت تحت شعار "سمع صوتك"، من أجل "الحفاظ على أمن واستقرار البلاد"، كما طلبت من الأئمة في المساجد حث المصلين على المشاركة القوية.

وتوجه الرئيس بوتفليقة برسالة الى الجزائريين وحثهم على الاقتراع، كما جاب رئيس الوزراء عبد المالك سلال أرجاء البلاد للتحذير من المقاطعة.

لكن رئيس الوزراء اعترف بأن التصويت لن يحل الأزمة الاقتصادية، قائلاً خلال زيارته لولاية المدية (جنوب غرب) السبت الماضي إنه "لا توجد أموال... وعلى الجزائريين الصبر".

وانخفضت مداخيل البلاد المعتمدة بشكل كلي على تصدير النفط والغاز بنسبة 50 في المئة (30 مليار دولار)، منذ بداية انهيار أسعار النفط في صيف 2014.

12 ألف مرشح

ويتشكل البرلمان الجزائري من غرفتين، المجلس الشعبي الوطني ويضم 462 نائباً، يتم انتخابهم كل خمس سنوات بالاقتراع السري والمباشر في دورة واحدة، ومجلس الأمة الذي يتم اختيار أعضائه بالاقتراع غير المباشر بالنسبة للثلثين، بينما يعيِّن رئيس الجمهورية الثلث الأخير. وترشح للانتخابات 12 ألف شخص موزعين على نحو ألف قائمة، أما الهيئة الناخبة فبلغت 23 مليون ناخب، حسبما أعلنت الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات.