تنطلق اليوم الجولة الرابعة من مفاوضات أستانة، التي سيهيمن عليها اقتراح روسيا بإنشاء 4 مناطق آمنة في مناطق عدة من البلاد تقوم بتأمينها قوات عسكرية تنتمي إلى الدول الراعية للمفاوضات.

وأعلن نائب وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تليوبردي، أن كل الأطراف ستشارك، موضحاً أن فصائل المعارضة السورية ستشارك بوفد يرأسه القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش.

Ad

وبعد أن كان متوقعاً مشاركة دول أخرى، مثل السعودية أو قطر، تبين أن الاجتماع سيتم بحضور الأمم المتحدة ومشاركة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والأطراف الضامنة ممثلة بروسيا وتركيا وإيران، فقط.

اجتماع الضامنين

ومع وصول الوفد الإيراني برئاسة نائب وزير الخارجية حسين أنصاري إلى أستانة، عقد ممثلو الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران اجتماعاً أمس، على مستوى الخبراء على أن تعقد مباحثات على مستوى عال اليوم والغد.

وفي بيان لها، أشارت الأمم المتحدة إلى أن ديميستورا «سيدعم جهود ضامني وقف إطلاق النار ومشاركين آخرين لتهدئة الوضع العسكري»، معتبرة أن ذلك «سيكون من المناسب جداً لوضع اللمسات الأخيرة على المشاورات الخاصة بالجولة المقبلة من محادثات جنيف»، التي انتهت جولتها الخامسة نهاية مارس من دون تحقيق تقدم.

مواقف إيجابية

وبحث الوفد التركي أمس، الاقتراح الروسي مع الفصائل السورية. وأعلن مستشار الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي، أن المعارضة المسلحة لا تمانع إقامة 4 مناطق آمنة تراقبها الدول الضامنة للهدنة، مشترطاً التزام الروس والإيرانيين بوقف إطلاق النار فيها.

بدوره، أكد نائب مدير قسم الشؤون السورية في الخارجية التركية مصطفى يورلاكول أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان سيبحثان خلال لقائهما اليوم في سوتشي المقترح الروسي الخاص بإنشاء مناطق خاصة لتخفيف حدة التوتر، واصفاً الاقتراح بأنه «جيد».

من ناحيته، أمل إردوغان أن تفضي مباحثاته مع بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى بدء مرحلة جديدة في سورية والعراق، وشدد على أن تركيا لن تسمح للجماعات الكردية بتحقيق أهدافها، مشيراً إلى أنه سيبحث العمليات المحتملة في منبج والرقة مع بوتين.

إيران

وفي تصعيد إيراني، أكد قائد قوات النخبة البرية في الحرس الثوري العميد محمد باكبور استمرار طهران في إرسال مستشاريها إلى سورية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد في مكافحة فصائل المعارضة المسلحة والتنظيمات الجهادية.

وقال باكبور، في مقابلة نشرتها وكالة أنباء «فارس»، إن «المستشارين موجودون حالياً في سورية وسننشر المزيد لتفادي ضرب الخط الأمامي لجبهة المقاومة»، كاشفاً عن تقديم قوات النخبة بعناصرها الأكثر تمرساً الدعم إلى «فيلق القدس» ووحدة العمليات الخارجية للحرس الثوري بقيادة اللواء قاسم سليماني خصوصاً في «تخطيط وتقنية وتكتيكات» القتال الميداني.

ولاحقاً، اعتبر وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان خلال استقباله رئيس هيئة أركان النظام السوري العماد علي أيوب في طهران، أن «الإرهاب، الذي يضرب في سورية والعراق خطر عالمي».

وحذر دهقان الدول المجاورة لسورية، في إشارة الى إسرائيل، من أن الاعتداء على سورية سيؤدي إلى تعقيد الأزمة واتساع رقعة الحرب واستمرار العنف في المنطقة برمتها، لكنه لم يهدد تل أبيب بالرد.

قوات روسية

وفي أوج المواجهة بين الفصائل الكردية مع الجيش التركي، وبعد انتشار جنود أميركيين في بعض نقاط التماس بين الطرفين، دخل قوات روسية ،أمس الأول، مدينة عفرين وريفها الشمالي، الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» المحظور لديها.

ووفق موقع «عفرين 24» ومصدر مقرب من وحدات الحماية، فإن القوات الروسية استقرت في قرية كفرجنة الواقعة بين بين أعزاز وعفرين في محافظة حلب لـ «وقف التصعيد العسكري التركي، وإعادة الهدوء إلى هذه المنطقة».

تدابير تركية

في المقابل، رفعت فرق الجيش التركي المنتشرة على طول الحدود مع سورية من تدابيرها العسكرية عقب تعرضها لإطلاق نار من المناطق الواقعة تحت سيطرة سيطرة وحدات الحماية في منطقة تل أبيض.

الطبقة

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري عن مفاوضات يجريها أعيان ووجهاء من مدينة الطبقة مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً لتأمين ممر آمن لخروج عناصر تنظيم «داعش» نحو معقلهم في الرقة.

وبينما احتجز المئات من أهالي الطبقة، هاجم «داعش» مخيماً للنازحين السوريين والعراقيين، عند معبر رجم صليبي قرب مخيم الهول على حدود العراق، وقتل نحو 37 منهم وأصاب العشرات، تم نقلهم إلى مشافي مدينة الحسكة من قبل «قسد» وقوات «الأسايش» والهلال الأحمر الكردي.

الغوطة

في غضون ذلك، خرج نحو 3 آلاف شخص للاحتجاج بشوارع عربين المكتظة بالسكان للمطالبة بوقف الاقتتال، فيما أعلن 12 فصيلاً مقاتلاً في الشمال السوري ليل الاثنين- الثلاثاء وقوفهم إلى جانب «جيش الإسلام» في سعيه لاستئصال «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) من غوطة دمشق الشرقية.

ووسط أنباء عن مقتل رئيس مكتب «جيش الرحمن»، حليف «تحرير الشام»، حذر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفن دوجاريك من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في الغوطة بسبب تزايد حدة المعارك، موكداً أن المساعدات الإنسانية مازالت ممنوعة من الدخول منذ شهر مارس الماضي.

ترامب وبوتين يناقشان الأزمة السورية

يجري الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية الثلاثاء هي الأولى منذ عودة التوتر إلى العلاقات بعد ضرب واشنطن للقاعدة العسكرية السورية مطلع أبريل الماضي.

ووفق البيت الأبيض و«الكرملين»، فإن الاتصال الثالث بين الرئيسين منذ وصول ترامب إلى السلطة في يناير 2017، سيتم بعد الظهر بتوقيت واشنطن، ولم يتم تحديد مضمونه، إلا أن مراقبين أكدوا انه يقتصر على سورية.

وفي حين لم يلتق ترامب وبوتين بعد، رغم وعود الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي بتطبيع العلاقات، من المقرر أن يتم اللقاء الأول بينهما خلال قمة مجموعة العشرين يومي 7 و8 يوليو في هامبورغ بألمانيا.

وخلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سوتشي، اعتبر بوتين أن التأثير الأكبر على نظيره السوري بشار الأسد هو من شعبه فقط، مؤكداً أنه يجب على روسيا والدول الأخرى الداعمة للهدنة أن تخلق ظروفا لتوحيد صفوف المجتمع في سورية، والتعاون السياسي بين الأطراف لتعزيز وقف إطلاق النار.