عاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، مجددا الى صفوف حزب "العدالة والتنمية"، الإسلامي المحافظ الحاكم، بعد استقالته منذ أكثر من 3 سنوات، في أول التغييرات الكبرى بعد فوزه في استفتاء مثير للجدل على توسيع صلاحياته.

وفاز معسكر إردوغان في 16 أبريل بفارق بسيط في استفتاء على تعديلات دستورية واسعة تنقل تركيا الى نظام رئاسي، بنسبة 51،41 في المئة من الأصوات.

Ad

فقبل التعديل الدستوري كان الرئيس ملزما بقطع علاقاته مع حزبه السياسي عند انتخابه، ما دفع بإردوغان الى الاستقالة مع وصوله الى الرئاسة في أغسطس 2014 بعد أكثر من عقد في رئاسة الوزراء.

ويجيز التعديل الدستوري للرئيس أن يكون عضوا في حزب سياسي، ويتيح لإردوغان العودة الى صفوف الحزب الذي أسسه في 2001 كقوة جديدة منبثقة عن التيار الإسلامي على الساحة السياسية، والذي يهيمن عليها مذاك.

ورجح الناطق باسم الحزب ياسين أكتاي إعادة انتخاب إردوغان رئيسا للحزب في مؤتمر استثنائي يعقده في 21 الجاري، وقال للصحافيين: "خلال المؤتمر ستجرى انتخابات، ونتوقع أن ينتخب رئيس جمهوريتنا رئيسا للحزب".

بالتالي سيحل إردوغان محل رئيس الوزراء الحالي بن علي يلدريم الذي يترأس الحزب منذ 2016، والذي ستقتصر مهامه بعد ذلك على رئاسة الوزراء.

وستكون هذه المرة الأولى لتولي رئيس للجمهورية التركية رئاسة حزب في الوقت نفسه منذ نهاية الولاية الرئاسية لعصمت إينونو، الذراع اليمنى لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال وخلفه.

ووصف إردوغان الذي لديه أربعة أبناء حزب العدالة والتنمية بأنه "ابنه الخامس" ولم يخف في أي وقت رغبته في العودة إلى صفوفه.

كما يسعى الى تحسين أداء الحزب قبل استحقاقات مقررة في 2019 بعد تصدر معسكر "لا" نتائج استفتاء أبريل في مدن محورية بينها أنقرة واسطنبول.

فرغم فوز "العدالة والتنمية" في جميع الاستحقاقات بالبلاد منذ 2002، تعرض لنكسة كبرى في 2015 بخسارته الأكثرية المطلقة في البرلمان التي استعادها في نوفمبر من العام نفسه.

وينص التعديل الدستوري على تغيير كبير يشمل إلغاء منصب رئاسة الوزراء، ومنح الرئيس صلاحية تعيين الوزراء.

لكن التعديلات ستسري بعد انتخابات مقررة في يناير 2019، ويشكل تجديد عضوية الرئيس في الحزب الحاكم أحد الإجراءات القليلة التي تسري قبل هذا الموعد.

وجرت مراسم عودة إردوغان في حفل أقيم بمقر الحزب بالعاصمة أنقرة بحضور رئيس الوزراء يلدريم.

وفي كلمة خلال الحفل، حذر الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي من أن تركيا ستغلق ملف ترشيحها الى صفوفه في حال لم يفتح فصول مفاوضات جديدة معها.

وقال إردوغان متوجها للأوروبيين: "ليس أمامكم من خيار سوى فتح الفصول التي لم تفتحوها بعد"، مضيفا: "إذا فتحتم (الفصول)، فهو أمر جيد جدا، أما في الحالة المعاكسة فوداعا".

وعملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي تراوح مكانها، ومنذ بدئها رسميا عام 2005، تم فتح 16 فصلا فقط من أصل 35 كان آخرها في يونيو 2016 ويتعلق بمسائل مالية وأخرى تخص الموازنة.