خارج السرب: كل «مانشيت» وأنتم بخير

شيئان هنا "يجيبان العيد" هيئة الرؤية الشرعية وتصريحات السادة الوزراء، والأفضلية طبعا، كما لا كيفا، لتصريحات الوزراء، فالهيئة الشرعية مجالها محدود: عيدان وشهر فضيل ووقفة لا أكثر، أما الوزراء فاستجلاب الأعياد عندهم مفتوح طوال العام لدرجة أنك ستفرح وتعيّد قبل أن يرتد إليك طرفك!

عيد القلق المبارك

وزير المالية أنس الصالح قلق حول بقاء الكويت، هذا كان "مانشيت" مجلة "أريبيان بيزنيس"، وكان على الغلاف وعلى عينك يا قارئ، وتخيلوا ردة الفعل العالمية عند مشاهدة "مانشيت" كهذا، خصوصا أننا بدأنا بعرض سنداتنا على العالمين وصرنا أمام العجز المالي نروج لجعل الكويت مركزا ماليا لنجلب الاستثمارات الخارجية، كما كانت توجيهات سمو الأمير، حفظه الله ورعاه. بالعقل والمنطق هل تتوقعون أن رأس المال الجبان الرعديد– كما وصفه عتاولة الاقتصاد- سيخطو خطوة واحدة نحو مضارب اقتصادنا بعد هكذا تصريح تشاؤمي محتضر ويطلع بالروح؟!

بصورة أخرى ماذا لو أردت عزيزنا القارئ أن تشتري بضاعة ما فقال لك البائع: أنا قلق على بقاء المحل واستدامته خلال هذا الشهر، ولكني سأضمن لك هذه البضاعة بضمان المحل مدى الحياة؟! هل ستهون عليك دراهمك فتلقي بها في مهاوي الردى أم ستعض على طرف دشداشتك متحالفا مع "العجاج" وتفر من أمامه وأنت ما تشوف الدرب كما يقال؟! وإن كان الوزير فعلا لم يقصدها كما جاء في تبريره فعليه أن يجبر المجلة على نفي واضح لا لبس فيه، وأن يقاضيها إن لم تفعل، فلا حل آخر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة اقتصادنا ومركزنا المالي.

عيد النفوق السعيد

الوزير الشيخ محمد العبدالله ليس قلقا، والحمد لله، كما هي حال زميله وزير المالية، بل يرى أن نفوق الأسماك طبيعي، والله يديم على وزيرنا التفاؤل، ولكن لا أدري ما محل إعراب كلمة "طبيعي" التي جاد بها علينا من الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للبيئة، والخاص بمناقشة ظاهرة نفوق الأسماك الذي نقلته "كونا"، وجاء فيه حرفيا "عرضت الهيئة بيانات الشبكة الوطنية لرصد ومراقبة البيئة البحرية ومياه جون الـكـويت، وما تم رصده من انخفاض في مستوى الأكسجين المذاب وازدياد في نسب عدد الملوثات فيه، وذلك قبل ظاهرة النفوق".

فهل انخفاض نسبة الأكسجين المذاب أمر طبيعي؟! وهل ازدياد نسبة عدد الملوثات أمر طبيعي؟ وهل ما نراه عيانا أو إعلاميا وهذه الكميات المهولة من الأسماك المنتحرة أمر طبيعي؟! والغريب أن الوزير العبدالله قال في التصريح ذاته "إن المجلس كلف عدداً من أعضائه بمتابعة اللجان المشكلة من الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية فيما يخص ظاهرة نفوق الأسماك، ولجنة متابعة الوضع البيئي لجون الـكـويت المشكلة من قبل الهيئة العامة للبيئة على أن تقوم بتقديم تقارير منتظمة للمجلس الأعلى للبيئة"، ولا أدري كيف يأتي منطقياً حصان "طبيعي" قبل عربة تقارير المختصين الدورية والنهائية التي كما هو مفترض فنياً في حدها الحد بين الجد واللعب؟!

الخلاصة: كل "مانشيت" وأنتم بخير.