«التعبئة» الداعمة لماكرون قد تفيد لوبن

35% فقط من أنصار ميلونشون سيصوتون للمرشح الوسطي

نشر في 02-05-2017
آخر تحديث 02-05-2017 | 21:15
أثار القلق من مقاطعة الاقتراع في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية امكانية تقدم اليمين المتطرف، ما ادى الى مضاعفة الدعوات لدعم المرشح الوسطي المؤيد لاوروبا ايمانويل ماكرون عشية المناظرة التلفزيونية مع مارين لوبن.

ومن اصحاب المؤسسات والشخصيات الثقافية والباحثين والعلماء والناشطين في جمعيات وكبرى وسائل الإعلام، تضاعفت المقالات والمذكرات لصالح مرشح حركة «الى الامام!» للحد من المقاطعة لمواجهة مرشحة اقصى اليمين المتطرف.

وأمس أخذت صحيفة «لا كروا» الكاثوليكية موقفا بعد عدة صحف وطنية مؤكدة ان «الامتناع عن التصويت لا يكفي حيال ما قد يحصل اذا انتخبت مارين لوبن».

وبحسب استطلاعات الرأي التي تتوقع جميعها فوز ماكرون فان نسبة المقاطعة تقدر بـ 30 في المئة الاحد وهي أعلى من الارقام المسجلة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية السابقة باستثناء 1969 (31.1 في المئة).

وقال عالم الرياضيات سيدريك فيلاني في صحيفة «ليبراسيون» اليسارية ان الامتناع عن التصويت «يوازي تخصيص نصف صوت الناخب لدعم لوبن في الاقتراع الاكثر رمزية الذي تشهده فرنسا منذ عقود».

من ناحية ارباب العمل، أعرب البعض عن «دعمهم التام» لوزير الاقتصاد السابق في الحكومة الاشتراكية (2014-2016) كما فعل الاحد الماضي رئيس مجلس ادارة مجموعة ايرباص الاوروبية توم اندرز. وشرح آخرون (لوكلير وبويغ واتوس...) الضرر الذي سيمثله بالنسبة اليهم فوز مرشحة «الجبهة الوطنية» على الاقتصاد الفرنسي.

والفنانون الذين لم يعربوا عن موقف خلال الدورة الاولى، خرجوا عن صمتهم. ودعا المخرجان السينمائيان ماتيو كاسوفيتس ولوك بوسون ومدير مهرجان افينينون الشهير اوليفييه بي والمسؤولون عن كبرى المسارح الوطنية وحائز جائزة نوبل للآداب جان ماري لو كليزيو ومغنون ورسامون الى قطع الطريق امام «الجبهة الوطنية».

وعقد مساء امس في باريس تجمع لاوساط الثقافة «ضد الجبهة الوطنية»، ودعا الوجه الرياضي البارز في كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان الى «تفادي الى اقصى درجة «الجبهة الوطنية».

وتضاف هذه الاصوات الى المسؤولين السياسيين والنقابيين والروحيين، باستثناء الكنيسة الكاثوليكية، حيث دعوا لاختيار ماكرون غداة الدورة الاولى من الاقتراع.

وقسم من ناخبي المحافظ فرنسوا فيون (20,01 في المئة) لا يريد ان يسمع باسم ماكرون الذي يعتبر وريث الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند، بينما يرفض مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون (19.58 في المئة من الاصوات) ان يدعو صراحة للتصويت لصالح ماكرون.

في هذا الاطار وبعد التصويت المفاجئ لصالح دونالد ترامب في الولايات المتحدة او بريكست في بريطانيا، أعرب البعض عن القلق من اثر مضاد محتمل لصالح ماكرون.

وكتبت صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية: «قد يتحولون الى سموم» مذكرة بانه «كلما دافعت الشخصيات الكبرى في المجالين السياسي والثقافي عن هيلاري كلينتون اعطت الانطباع للطبقات الشعبية بانها تحتقرها».

ولوبن التي كانت هجومية منذ الدورة الاولى تطرح نفسها على انها مرشحة الشعب امام «المؤسسات» و«النخب» «وكل الشخصيات التي اعتبرت منذ سنوات ان الشعب على خطأ».

وللمرة الاولى في تاريخها، تلقت «الجبهة الوطنية» دعم مرشح حزب سياسي آخر نيكولا دوبون-اينيان (4,70 في المئة من الاصوات) الذي سيصبح رئيساً للوزراء في حال انتخاب لوبن.

وكان دوبون-اينيان برفقة لوبن أمس الاول على المنبر خلال تجمعها الكبير في الضاحية الباريسية الذي ضم مئات آلاف الاشخاص، وتم التداول كثيرا بخطاب لوبن الذي وردت فيه اربع فقرات كاملة من كلمة لفيون.

وقال نيكولا باي امين عام «الجبهة الوطنية» عشية المناظرة التلفزيونية الأخيرة بين المرشحين مساء اليوم الاربعاء قبل ثلاثة ايام من الدورة الثانية: «ليس اقتباسا، بل انها خطوة متعمدة».

وأظهرت نتائج استطلاع للرأي عبر الإنترنت أن ثلثي أنصار ميلونشون يعتزمون إما الامتناع عن التصويت وإما الاقتراع بورقة بيضاء في الدورة الثانية من الانتخابات، مقابل 35 في المئة فقط سيصوتون لماكرون.

ومن بين 243 ألف ناخب من أنصار ميلونشون، اختار 36 في المئة التصويت بورقة بيضاء و29 في المئة الامتناع. ولم يتضمن الاستطلاع سؤالا عما اذا كانوا سيصوتون للوبن.

back to top