خطوة «حماس»... لماذا الآن؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وكان أبوعمار عرض على خالد مشعل، في لقاء في بيت "الإخواني" السوري عدنان سعد الدين في عمان، "حصة" مجزية تقترب من حصة "فتح" في المجلس الوطني الفلسطيني، لكنه رفض ذلك العرض، وعلى غرار ما بقيت تفعله حركة حماس منذ عام 1987... وقبل ذلك في كل اللقاءات التي تنقلت بين العواصم العربية وغير العربية، بينها وبين حركة فتح، وبينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية.وها هي، أي "حماس"، تبادر في وثيقتها الأخيرة إلى تبني كل ما بقيت ترفضه على مدى ثلاثين عاماً وأكثر، وأهمه القبول بقيام الدولة الفلسطينية المنشودة على حدود ما قبل الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967، مع بعض الرتوش و"التزويقات" الكلامية الجميلة التي لا تزال تتمسك بها حركة فتح كحركة، وبعيداً عن منظمة التحرير بمواقفها وسياساتها وتوجهاتها... وهنا فإن السؤال الذي تردد بين الفلسطينيين بل وفي كل مكان هو ما أسباب هذه الصحوة "الحمساوية" غير المفاجئة، والتي جرى التمهيد لها طويلاً...؟ هل لأن هناك يا ترى وعوداً عربية ودولية قد تلقتها بأن ترث الحالة الفلسطينية كلها، وأن تأخذ وضعية ومكانة "فتح" في هذه الحالة...؟!هناك معلومات عن تحركات يشارك فيها بعض العرب، وتشارك فيها دول إسلامية معنية لحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، غير حل اتفاقيات أوسلو التي أنجبت هذه السلطة الوطنية التي "عاشت" كما يرى البعض أكثر من اللزوم... وهنا فإن الخوف كل الخوف أن يقتصر هذا الحل المطروح على دويلة فلسطينية مهيضة الجناح في غزة، مع بعض التعديلات الحدودية، ووفقاً لما كان عرضه الإسرائيليون مراراً وتكراراً، وكبديل للدولة التي تتمسك بها منظمة التحرير، أي في الضفة الغربية، ومعها "القطاع"، وعلى حدود ما قبل الخامس من يونيو (حزيران) وعاصمتها "القدس الشرقية"!