أعلن المدعي العام لمدينة أصفهان الإيرانية أحمد وفا، أمس، أنه رفع دعوى قضائية ضد الأمين العام لحزب «كاركزاران البناء» الإصلاحي غلام كرباسشي، بسبب ما سماه «إهانة الشهداء المدافعين عن الحرم».

وكرباسشي يتزعم أحد أكبر الأحزاب الإصلاحية في إيران، وشغل منصب رئيس بلدية طهران أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وكان له دور أساسي في إيصال محمد خاتمي إلى الرئاسة.

Ad

وكان حزب «كاركزاران البناء» يعد تابعاً لرفسنجاني عندما كان الأخير رئيساً للجمهورية، وكان معظم وزراء حكوماته وحكومة خاتمي أعضاء في هذا الحزب، إضافة إلى أن أعضاء عائلة رفسنجاني مازالوا يشغلون مناصب عليا فيه، وينتمي إليه أيضاً المرشحان للرئاسة، إسحاق جهانغيري، المساعد الأول للرئيس حسن روحاني، ومصطفى طبا.

وكان كرباسشي، وهو رجل دين لكنه لا يرتدي ثوب رجال الدين لأنه يعتقد أنه يجب خلع ذلك اللباس إذا ما أراد مرتدوه العمل في المجال السياسي، انتقد، في كلمة الأسبوع الماضي بجامعة أصفهان، إرسال السلاح والمقاتلين من إيران إلى سورية.

وخلال الكلمة، أكد أنه يحبذ «نشر التشيع في سورية والعراق واليمن وباقي دول العالم ودعم المظلومين، لكن إرسال الأسلحة والمقاتلين لقتل الناس لن يؤدي إلى هذا الهدف، بل سيؤدي إلى نشر العداوة ضد الشيعة في العالم الإسلامي، وإحداث التفرقة بين المسلمين».

ومنذ ذلك الحين، شنت وسائل الإعلام التابعة للأصوليين هجوماً على كرباسشي، معتبرة إياه خائناً لثلاثة آلاف شهيد إيراني في سورية، وبجب محاكمته، ليحسم المدعي العام لأصفهان الأمر برفع الدعوى ضده.

وفي أول رد فعل له على هذه الدعوى، نفى كرباسشي إهانة الشهداء، مؤكداً أنه أبدى رأيه الشخصي، «الذي هو رأي قسم كبير من الشعب الإيراني، ولا يجب السماح لعدد من المتطرفين في البلاد بمصادرته، واعتبار أنفسهم فقط ممثلي النظام والثورة، فنحن قمنا بالثورة قبل أن يولد العديد من هؤلاء، ومثل هذه التصرفات لم تكن من أهدافنا أو أهداف الإمام الخميني».

إلى ذلك، وافقت جمعية مدرسي قم البارزة، التي تضم آلاف رجال الدين الإيرانيين، على دعم المرشح المحافظ في انتخابات الرئاسة إبراهيم رئيسي، مما يعطيه دفعة قبل هذه الانتخابات التي ستنطلق 19 الجاري.